موقع اخباري عام مستقل معتمد نقابيا

الباقري.. يبحث عن غنائية الألوان والحياة

عبد الحسن عبد الرزاق – العراق

ارتسمت صورة الباقري في أذهان الكثيرين، على انه الشاعر والمترجم وشيخ ادباء المدينة، لكنه في الواقع خريج معهد الفنون الجميلة وقد تتلمذ على يد الفنانين الكبار: فائق حسن ومحمد غني حكمت وشاكرن حسن آل سعيد واسماعيل الشيخلي وسواهم. وقد عرفت الباقري ناقدا تشكيليا منذ اربعين عاما، فجيل الستينات الذي امتد طويلا استطاع ان يلفت النظر له ولمبرراته النفسية والتقنية والتاريخية ومشكلات الواقع.

وبهذا الاتجاه اتخذ الباقري دراساته التشكيلية، بإخلاصه للفن المعبر عن المناخ الانساني وخلق البدائل له ودخل ابداعه النقدي في الحركة التشكيلية المعاصرة، باقتداره الابداع، فنجد دراساته بين المنهج الرمزي او التجريدي او استمر الباقري امينا لفن الرسم يدرس اللوحة بعمق مكوناتها الاجتماعية والنفسية وفهم اللوحة التي تمتد على شروط وثقافة فنية عميقة تمتلك الضرورات التقنية وبنماء التراث وبالأبعاد الجمالية الجديدة.التعبيري وغيرها من الاتجاهات حيث انه يدخل بصميم العمل الفني ومكونات اللوحة.

 اخر كتاباته كانت في جريدة الزمان، إذ سلط الضوء على حالات الاستلاب الانساني، فانه يعالجها بشاعرية عميقة ولا يهمل دور الرؤية الجمالية للفن ولكن هذه الجمالية ليست بديلا وليست هي الحل وانما هي جزء من المضمون الفني لمعالجة الموضوعات.

ففي دراسته الأخيرة في جريدة الزمان (لأيقونات غير القابلة للتكرار) نجده ينجح بخلق المناخ المشبع بالعذابات والأشكال المأساوية ذات الطابع التجريدي ودراسته للألوان، فنجده في دراسته للألوان يبحث بعمق عن الغنائية في الحياة أو السعادات التي هي كما نجده يتحدث عن المرأة ومكانتها الموضوعية في العمل الفني وسمات العلاقة بين الرجل والمرأة وبين المرأة وواقعها بأسلوب شعري فيه المرأة كالأرض.محور الانسان، وتحديدا السعادات ذات الاتجاه الروحي.

 كما نلمس في دراسته، الحديث عن القرية والمدينة بشاعرية عالية، فالقرية هي الماضي والقرية هي الطفولة من خلال المناخات السحرية للقرى والطبيعة. حيث يبزغ الماضي حالة من حالات الحلم. والباقري بطروحاته، يتعمق بدراسة اللوحة وحل عقدها الفنية والنفسية والروحية..

ان الباقري سليل أمجاد السومريين، ابن الواقع المر انه في صميم الأزمة ناقدا تشكيليا..

 يذكر ان الباقري قد كان عضوا في جمعية رعاية الآداب والفنون في الناصرية وشارك بجميع معارضها التشكيلية..

ويبدو في لوحاته المعروضة في هذه المعارض بانه كان متأثرا بالأسلوب الفني للفنان الكبير جواد سليم على الرغم من انه لم يدرسه. ولكنه شاهده اثناء رسمه لعمله التشكيلي البغداديات-حين كان طالبا في معهد الفنون الجميلة.

كما تأثر بالفنان شاكر حسن آل سعيد.. اذ كان يرسم لوحات تجريدية في بداية حياته الفنية، وكانت لوحاته مرسومة بأسلوب البعد الواحد

 كان الباقري رساما مبدعا لم تسلط عليه اضواء النقد التشكيلي، لكن اعماله التشكيلية تشهد على ابداعه.

التعليقات مغلقة.