موقع اخباري عام مستقل معتمد نقابيا

ساعات تحاكي اللوحات وتستلهم من أزياء وإكسسوارات أيقونية-وكالة ذي قار


كيف حولت «شانيل» وسادة دبابيس ومقص خياطة إلى مصدر إلهام

ماذا بوُسع صناع الترف القيام به عندما يجدون أنفسهم أمام تحديات عالمية تتمثل في كوارث طبيعية وأزمة غاز وحرب أوروبية لا يعرف أحد نهايتها، هذا فضلا عن تضخم يخنق الطبقات الاجتماعية المتوسطة والفقيرة؟ الجواب بكل بساطة أنهم يشحذون خيالهم وكل ما أوتوا من إمكانيات لزيادة جرعة الإبداع والفخامة. فهم هنا سيغازلون الطبقات الميسورة والأثرياء أكثر من غيرهم، وبالتالي عليهم تقديم كل ما سيلمس وجدانهم ويُضعف مقاومتهم، بحيث لا يبخلون بالغالي والنفيس. قطاع المجوهرات والساعات أكثر ما يبرز ويتألق في أوقات الأزمات. تألق لا ينبع بالضرورة من الأحجار الكريمة فحسب، بل أيضا من التصاميم المبتكرة والخامات المستعملة. في مجال الساعات أصبحت المرأة خبيرة. تستعملها كزينة وخزينة. باتت تعرف أنها استثمار مهم. أصبحت أيضا تفهم مفرداتها وآلياتها وتطالب بحقها في تعقيداتها المتطورة. لكنها لا تزال تضعف أمام الشاعرية والجمال، لا سيما إذا كانا مرفوقين ببقية عناصر الترف، مثل الترصيع بالأحجار الثمينة والتصاميم الفنية التي تجعلها تبقى معها للأبد لأنها تُعبر عن شخصيتها وذوقها، قبل أن تُورثها لأجيال قادمة.

غني عن البيان أن عز الطلب هو أن تحصل على تحفة تُزين معصمها وتجمع كل مفردات الجمال والأناقة. وهذا ما قدمته لها دار «شانيل» في مجموعتها الجديدة من الساعات التي كشفت عنها الستار خلال أسبوع الـ«هوت كوتور» الأخير بباريس. أطلقت عليها عنوان «مادموزيل بريفيه بيك إغوي» Mademoiselle Privé Pique-Aiguilles وترجمتها الحرفية «وسادة الدبابيس الخاصة بمادموزيل».

أول ما يتراءى للعين عند النظر إلى العلبة لكل إصدار في هذه المجموعة، أنها مُقبّبة بشكل بارز. تتفحصها فتجد أنها لوحة مُرصعة بأبهى ما قدمته الدار من خبرة تطريز وترصيع في مجال الأزياء والإكسسوارات، من جاكيت الدار الأسود الأيقوني إلى قلادات اللؤلؤ والحقائب وزهرة الكاميليا.

فالدار التي دخلت عالم المجوهرات والساعات لتنافس أعتى البيوت والشركات، لا تنسى أبدا أن قوتها تكمن أولا وأخيرا في مجال الأزياء والإكسسوارات. يقول أرنو شاستان، مدير استوديو ابتكار الساعات: «تصورتها كقطعة قماش بيضاء مثل تلك التي تستعمل في خط الميتييه داغ المعروف بزخرفاته وجرأة تطريزاته. تخيلت خمسة تابلوهات لكل واحدة، هي: دانتيل من الكاميليا، وتكوين من الحقائب الأيقونية، ومجوهرات متناثرة على التويد الأسود، وتطريز ماسي، وسترة قيد التحضير». كل ما احتاج إليه لتحفيز مخيلته، أداتان كانتا تستعملهما الآنسة غابريال شانيل دائما ولا تزال الدار تحتفظ بهما: مقص معلق في شريط كانت ترتديه كسلسلة حول رقبتها ليكون في متناول اليد عندما تحتاج إلى تغيير أي تصميم تُجربه على عارضة، ووسادة دبابيس كانت لا تفارق معصمها خلال العمل. ترجمته جاءت على شكل سوار أنيق يعانق المعصم وتعلوه علبة مقببة، تأخذ شكل وسادة الدبابيس بحجم كبير ووزن خفيف. عندما تضعها على المعصم تبدو مسطحة. فقط عندما تنظر إليها من الجانب يبرز شكلها المقبب.

يعترف أرنو شاستان بأن هاتين الأداتين كانتا ولا تزالان تثيران مُخيلته كلما رآهما على معاصم الخياطات: «فأنا في العادة مفتون بتصميم الأشياء التي تكون هندستها نتاجاً لحاجة عملية ووظيفية، وهاتان الأداتان تُمكِّنان الخياطين على المستوى العملي من الاحتفاظ بالإبر وتنظيمها بشكل يُسهّل عليهم رؤيتها واستعمالها، ما يمنحهما أهمية كبيرة»، حسب قوله. ما يُحسب لشاستان أنه أخذ كل تفصيل بعين الاعتبار وأعطاه حقه، من الإبر إلى سطح الوسادة وقبة القماش ورؤوس الدبابيس، المنظمة أو المُبعثرة على الميناء، الأمر الذي جعل الزخرفات تبدو كأنها لوحات تحكي كل واحدة منها حكاية قطعة أيقونية أصبحت من رموز الدار، من جاكيت التويد وزهرة الكاميليا إلى الحقيبة وقلادات اللؤلؤ. أما بالنسبة للمرأة، فهي متعة للعين والقلب. لكن كونها بإصدار محدود لا يتعدى الـ20 لكل ساعة يجعل هذه المتعة من نصيب قلة قليلة من المحظوظات.

– تصميم كاميليا من الدانتيل تم إنشاؤه من خلال مزيج من ثلاث حرف فنية: أولاً… تقنية النقش اليدوي لإضفاء ملمس على سطح الميناء المصنوع من الذهب الأصفر. ثم تتم تغطيته بطبقة من الميناء الشفافة بتقنية «Grand Feu» لإبراز دقة النقش وإضفاء عمق عليه. أخيراً استخدم استوديو الابتكار تقنية الملصق التقليدية لرسم الشكل.

تضفي الطبقات المتتالية من الملصقات الدقيقة نمطاً مزركشاً من الكاميليا. السطح كله مميز بخرز صغير من الذهب وخمس ماسات.

– عكس استوديو ابتكار الساعات أناقة القماش الأسود المطرز بالترتر من خلال قرص محدب من الذهب الأبيض المطلي بالأسود ومرصع بالألماس كالثلج ومزخرف بصف دقيق من الخرز الذهبي الصغير الذي يتم ترصيعه يدوياً بشكل فردي.

– النمط الثمين لسترة تويد مزينة بـ92 ماسة. كشتبان ومقص وشريط قياس: أدوات الخياطة المصنوعة بدقة من الذهب المنحوت تضفي الحياة على هذا المشهد من مشغل الأزياء الراقية. الميناء مزين بسلسلة مثل تلك المُخيَّطة داخل كل سترة من شانيل CHANEL لضمان انسدالها بشكل مثالي.

– حقائب شهيرة منقوشة ومصممة بعرق اللؤلؤ الأسود لإضفاء تأثير الجلد المضروب. سلاسلها المحفورة من الذهب الأصفر مزينة بحلي من الماس، في حين أن كلا من المشابك مزين بماسة بقطع باغيت.






المصدر

التعليقات مغلقة.