موقع اخباري عام مستقل معتمد نقابيا

قصيدة عبث الاصابع

قصيدة عبث الاصابع

  الفائزة بالمركز الأول في مسابقة شاعر الغدير التي أقامتها العتبة العلوية المقدسة

الشاعر شاكر الغزي – العراق

 

عبث الأصابع

إلى المعلّم الأول

عليّ بن أبي طالب (ع):

اعذرْ عبث أصابعي فهنّ محض تلاميذ!

ذكرى،

 

 

وموسيقى،

وكأسٌ أوَّلُ

والليلُ نحنُ وبعضُ ما نتخيَّلُ

حلَّ الشتاءُ

وصبْحُ صحْوِكَ لم يزَلْ يغفو

 

وليلي في الكنايةِ موغِلُ

ويداكَ

أبعدُ من ملامةِ عاشقٍ

وفمي

بغيرِ يديكَ لا يتأوَّلُ

أَدريكَ خَلْفَ فمي

بلاغةُ شاعرٍ

وأمامَ عينكَ من حيائي جَدولُ

ينتابُني ذُعْرُ الصغارِ؛ لأنَّني

وجهٌ طُفوليُّ الملامحِ أَعزلُ

عينايَ ما ــ إلّا بوجهكَ ــ تحتفي

وسَدايَ لا ــ إلّا بنَولِك ــ يُغْزَلُ.

تتهرَّبُ الكلماتُ

منّي كالقطا

كلٌّ تلوذُ بأُخْتِها

إذ تَجْفَلُ

من أينَ أرتادُ السماءَ؛

وسُلَّمي نوتاتُهُ قصبٌ

وغيمُكَ منجلُ؟!

قبلي فلاسفةُ العراقِ تهافتوا

ولنخلِ حِكْمتكِ النبيِّ توسَّلوا

ورَمتْكَ قوسٌ ما،

وراءَ سهامها بدوٌ أَزارِقُ

يَمْرُقونَ… وتُمهِلُ

 

لم يفهموكَ؛

فأنتَ قبلَ حروفهم لغةُ الإلهِ؛

فقيلَ: نصٌّ مهمَلُ

مُذْ أخّروكَ

وأنتَ أوَّلُ عدِّهم

في كلّ شيءٍ كانَ ثمَّةَ أوَّلُ

وشربتُ صوتكَ كالنَّدى جَدَلاً

وإذْ خلفي

تلاميذُ (المعلِّمُ) هَرْولوا

فبأَوّلِ الأسفارِ

صارَ مؤلَّهاً صدري

لتنبيهِ الإشارةِ يعقلُ

يا السَّابقُ المشَّاءُ:

زدني خُطوةً أُخرى

فدَرْبُ الأبجديَّةِ مُوحِلُ

وبظلِّكِ اللغةُ الجميلةُ هوَّمتْ

وأَوى إليكَ من المعاني المُشْكِلُ

فنمتْ أصابعكَ النحيلةُ

أحرفاً سمراءَ

منها طينُنا يتشكَّلُ

يا مَنْ

بساطُ الريحِ تحتَكَ يرتمي

قلقي إلى جهةِ احتمالِكَ يَرحَلُ

 

أَجْلَسْتُ قربَ يديكَ

طفْلَ متاهتي

علِّي من النَزَقِ المُراهقِ أُغْسَلُ

 

فبقبضِ كفِّكَ

تستفيقُ ملاحمٌ

وببسْطِكَ الأخرى… يغنِّي بلبلُ

فاملَأْ بشيءٍ من يقينكِ أَضلعي

فأنا الفراغُ بداخلي يَسْتفحِلُ

وأدرْ كؤوسَكَ يا عليُّ

علّني أصحو

فمنذُ دمِ الخليقةِ أَثمَلُ

أيقِظْ بيَ الكلمات…

رأسي مُقفلُ

ونشيدُ رأسكَ من حروفي أنبلُ

التعليقات مغلقة.