موقع اخباري عام مستقل معتمد نقابيا

الشاشة وحمى السرعة- وكالة ذي قار


لقد أثرت الحداثة المتأخرة وانعكاساتها الجمة على ذائقة مشاهدي السينما، فصاروا يريدون مشاهدة ما هو في أذهانهم وحياتهم من سرعة وهوس وعدم أمان على الشاشة، فـ «المشاهد الفائق»، حسب تعبير الفنانة راوية صادق في تقديمها لكتاب «شاشة العالم» لجيل ليبوفتكسي، يريد أن يشعر بانفعالات وصدمات متجددة: السرعة، التنوع، الضخامة، الآن، فورا.

كل شيء، إذا يتضخم – حسب قول جيل ليبوفتكسي في كتابه «شاشة العالم» (ص 10، 14، 52)- يصل إلى حده الأقصى ويصبح مثيرا للدوار، خارج الحد.. لقد انتقلنا من شاشة واحدة إلى شاشة كلية الأبعاد.

إننا، والقول أيضا لليبوفتسكي، في عهد شاشة الكون، الشاشة فــي كـل مكان وفي كــل لحظة، في الـمـحــلات وفـي المطـــارات، فــي المطاعم وفي البــارات، في المترو، في السيارات وفي الطائرات، شاشات بكل الأحجام، فالقرن الذي يبدأ هو قرن الشاشة كلية الوجود، والمتعددة الأشكال، كوكبية ومتعددة الوسائط الإعلامية، والفرد الذي يشاهد هذه الشاشات، والذي تتوجه إليه هذه الشاشات في حد ذاتها، فرد مأزوم، أصابته حمى السرعة والاستهلاك، فما زال مستهلكا نهما، وما زال يعدو من دون أن يصل.



المصدر

التعليقات مغلقة.