موقع اخباري عام مستقل معتمد نقابيا

مهمة بقاء لا صلة لها بـ حرب النجوم- وكالة ذي قار


بالرغم من أن الإعلان الترويجي لفيلم «65» أوحى بأنه قد يكون حلقة جديدة من «حرب النجوم»، إلا أنه في الواقع لا صلة له من قريب أو بعيد بالسلسلة، رغم أن الإعلان الترويجي كان حول بطل آخر حلقات «حرب النجوم- الحلقة التاسعة» الذي كان بعنوان «The Rise of Skywalker»، حيث بدأ الإعلان بمشهد لسفينة فضاء حربية، ولكن «65» فعليا يذكرنا بفيلم «Cowboys & Aliens» الذي صدر عام 2011، فلقد أخذ «65» نفس الفكرة البسيطة لـ «Cowboys & Aliens» حول طفل يحطم دميتين من ألعابه المفضلة ببعضهما البعض ليعطينا أباً فضائيا وديناصورات، ويقدم مهمة بقاء وخيال علمي خفيفة توفي تماما بما وعد به الفيلم وأكثر قليلا.

يأتي العمل من تأليف وإخراج سكوت بيك وبراين وودز، واللذين قاما بتأليف فيلم الرعب الأكثر قسوة حول غزو للكوكب «A Quiet Place»، الذي قدم قصة مباشرة حول رجل يحمي ابنه، وسيكون «65» ملائما يوما ما للعرض على القنوات التلفزيونية في عيد الأب، فهو سيرضي معظم التوقعات الأساسية، وهذا جيد بما يكفي للمفهوم الترفيهي للبقاء لمدة 90 دقيقة.

يستلهم وودز وبيك من أفلام الأكشن من الثمانينيات والتسعينيات التي تتمحور حول بطل تقوده دوافع عائلية أكثر إقناعا من بطل أكشن تقليدي يحاول التغلب على رقم قياسي بعدد القتلى الذين يخلفهم وراءه، ينجو طيار الفضاء ميلز (آدم درايفر) من تحطم مركبته المخيف بعد تعرضها لأضرار من كويكبات ويسقط على كوكب الأرض قبل 65 مليون عام، ولا يمر الكثير من الوقت قبل أن تبدأ الديناصورات في محاولة التهام هذا الزائر الجديد العالق هناك، كما أن إضافة الناجية الصغيرة كوا (آريانا غرينبلات) التي تتحدث لغة مختلفة يضفي غريزة أبوة تدفع «درايفر» على طول الفيلم لحمايتها، وبفضل هذه الفتاة يتمكن «درايفر» من القيام بأكثر من مجرد إطلاق رصاصات طاقة على الديناصورات الرقمية، الأمر الذي يلائم أسلوبه الفني في تعابير الوجه وثورات الهيجان.

تقدم هذه العلاقة بين الأب والابنة مزيجا يشبه لمسة من الدفء الذي اعتدناه من أفلام «Hallmark» مع حلقة ما قبل التاريخ من «Survivor» (مع أدوات مستقبلية)، حيث يتألق «درايفر» بالتزامه بدور الأب المفرط بالحماية، في حين يضفي أداء غرينبلات المرح لمسة لطيفة على الفيلم، وبالرغم من أن حاجز التواصل بينهما لا يضيف الكثير إلى القصة، كما أن رحلتهما العاطفية لا تذهب إلى أي مكان خاص، لكن يشكل «درايفر» و«كوا» علاقة لطيفة سوية تجعلنا نتعلق بهما وهما يتغلبان على الحبكات الفرعية المنفصلة المتعلقة بالعائلة.

يقوم مشرف التأثيرات المرئية كريس هارفي بعمل رائع في تقديم ديناصورات رقمية نابضة بالحياة وله الكثير من الفضل في نجاح الفيلم في هذا الجانب، وهنا لا شيء يتغلب على تحريك الدمى الروبوتية للديناصورات من فيلم «Jurassic Park» الأصلي (ربما لن يتفوق شيء عليه يوما)، لكن يقدم «65» مخلوقات كبيرة وصغيرة تبدو مصقولة جيدا وتستحق الميزانية التي تبلغ 90 مليون دولار وفقا للتقارير.

تميل ديناصورات «هارفي» لأن تحمل سمات الزواحف الخطيرة مثل الحيوانات المفترسة الضخمة التي تسير على أربع، والتي تشبه مزيجا بين «تي ريكس» و«تنين كومودو»، ويعطيها هذا رهبة أكبر لأنها تشبه حيوانات نراها كل يوم، كما أن الانسجام بين «درايفر» و«كوا» عندما يتعرضان للتهديد من قبل الديناصورات تجعل أداءهما مقنعا من كل الجوانب بداية من الدهشة الحذرة ووصولا إلى الرعب الناجم عن الخطر، لاسيما مع بعض خيارات التصوير السينمائي، مثل اللحظة التي تكشف صاعقة خلال عاصفة مطرية عن صورة ظلية لشكل ديناصور «تي ريكس» عملاق خلف بطلينا القلقين.

«65» ليس فيلما يستعرض المخلوقات من دون توقف، حيث يوازن المخرجان وودز وبيك بين هجمات الديناصورات الأقل تكرارا مع عقبات طبيعية مثل الكهوف والرمال المتحركة، ما يظهر بيئة يكون فيها الموت على بعد خطوة خاطئة، وبالرغم من أن التشويق قد يهدأ عندما تختفي الديناصورات لفترات أطول من اللازم، لكن ليس هناك وقت انتظار طويل جدا قبل أن يضطر ميلز وكوا للدفاع عن نفسيهما من وحش آخر.

ما يفتقر له «65» وجود أي طموح نحو بناء أكبر للعالم، فسيناريو وودز وبيك يعطينا لمحة عن سلالة كونية متطورة من البشر الذين نهضوا قبلنا، بالإضافة إلى افتقاره لوجود أدوات تحل كل المشاكل التي تلائم رحلاتهم بين النجوم، ولا يتم استكشاف قصة خلفية «ميلز» و«كوا» تماما لأن الفيلم مكرس ليسرد قصة هروب من فكي الديناصورات والسعي لتحديد مكان حجرة مفقودة للهروب، لكن هذا التركيز الشديد على تلك النقاط يضفي ضعفا وشعورا غير مرض نظرا للأجواء العامة للفيلم.



المصدر

التعليقات مغلقة.