موقع اخباري عام مستقل معتمد نقابيا

نظرية التعلم الاجتماعي

المبادئ الأساسية لنظرية التعلم الاجتماعي:

لاحظ باندورا خلال تجاربه أنه كلما زاد حب الأشخاص للنموذج “الشخص الذي يتم تقليده” فإن تأثيره عليهم يكون أكبر؛ وأن التعزيز يشكل دافعا قويا لتذكر السلوك وممارسته لاحقاً؛ مع التأكيد على دور العمليات المعرفية في التعليم، وعليه وضع عدداً من المبادئ الأساسية لنموذجه وهي ما يلي:

  • الملاحظة والتفاعل: يقوم الفرد بملاحظة سلوك الآخرين والتفاعل معهم، ويتعلم من خلال هذه التفاعلات.
  • التحفيز والتعزيز: يتم تشجيع التغير في سلوك الأفراد من خلال التحفيز والتعزيز، حيث يتم إشارة إلى أن التغير في السلوك يمكن أن يحدث عندما يتم تقديم مكافأة أو عقاب.
  • الذاتية: تشير فكرة الذاتية إلى أن الأفراد يستطيعون تحديد أهدافهم والسعي نحو تحقيقها، كما يستطيعون تقييم سلوكهم وضبطه بشكل مناسب. [1]
  • التحفيز الذاتي: يشير هذا المبدأ إلى أن الأفراد قادرون على تحفيز أنفسهم لتحقيق الأهداف، وذلك من خلال إعطاء أنفسهم المكافآت والتحفيزات اللازمة.
  • النمذجة: يتعلم الأفراد من خلال مشاهدة سلوك الآخرين وتقليده، ويستطيعون تطبيق هذا السلوك في حياتهم اليومية.
  • التحفيزات المختلفة: تشير هذه المبادئ إلى أن التحفيزات لا تقتصر فقط على المكافآت والعقوبات، بل يمكن أن تأتي من خلال التفاعلات الاجتماعية والثقافية.
  • التعلم المشارك: يعني أن الأفراد يتعلمون من خلال التفاعل مع الآخرين في نشاط مشترك، وهذا يساعد على تطوير المهارات الاجتماعية والتواصلية لديهم. ويمكن تطبيق هذا المبدأ في العديد من المجالات، مثل التعليم والتدريب والأنشطة الرياضية والفنية. ويتضمن التعلم المشارك عدة مفاهيم، مثل التفاعل الاجتماعي، حيث يقوم الأفراد بالتفاعل مع بعضهم البعض وتبادل المعرفة والخبرات. كما يشمل التعلم المشارك فكرة التحدي، حيث يحث الأفراد على تحسين أدائهم من خلال المنافسة مع الآخرين. كذلك يشمل فكرة التوجيه، حيث يقوم الأفراد بتوجيه بعضهم البعض لتحقيق أهداف محددة.[2]

2-1-3-3. أهمية نظرية التعليم الاجتماعي:

تعتبر نظرية التعلم الاجتماعي من النظريات الهامة في علم النفس، حيث تركز على دراسة كيفية تأثير البيئة والتفاعلات الاجتماعية في تعلم الأفراد. وتعتمد هذه النظرية على فكرة أن الأفراد يتعلمون بشكل أفضل عندما يشاهدون سلوكًا معينًا يتم تعليمه وتنفيذه من قبل الآخرين في البيئة المحيطة بهم. [3]

ومن نقاط اهميتها:

1فهم أفضل لعملية التعلم حيث تساعد هذه النظرية في فهم كيفية تعلم الأفراد والعوامل المؤثرة في ذلك.

2توفير نماذج إيجابية تسمح بتوفير نماذج إيجابية للسلوك والتعامل الاجتماعي الذي يمكن للأفراد اعتماده ومحاكاته.

3تحسين السلوك الاجتماعي، حيث تساعد هذه النظرية في تحسين السلوك الاجتماعي للأفراد عن طريق تعزيز السلوك المرغوب فيه وتقليل السلوك الغير مرغوب فيه.

4تطوير المهارات الاجتماعية لأجل ان تساعد هذه النظرية في تطوير المهارات الاجتماعية للأفراد من خلال تدريبهم على السلوك المرغوب فيه.

5تحسين التفاعلات الاجتماعية، حيث تساعد هذه النظرية في تحسين التفاعلات الاجتماعية بين الأفراد وتقليل الصراعات والنزاعات في البيئة المحيطة بهم. [4]

2-1-3-4. نواتج التعلم بواسطة نظرية التعلم الاجتماعي:

تتضمن نتائج التعلم بواسطة نظرية التعلم الاجتماعي ما يلي:

  • تطوير المهارات الاجتماعية: يمكن لنظرية التعلم الاجتماعي أن تساعد في تطوير مجموعة متنوعة من المهارات الاجتماعية، مثل المهارات الحياتية ومهارات التواصل الفعال وحل المشكلات والعمل الجماعي، وذلك من خلال مراقبة وتحاكي سلوكيات الآخرين.
  • تحسين التفاعلات الاجتماعية: يمكن لنظرية التعلم الاجتماعي أن تساعد في تحسين التفاعلات الاجتماعية بين الأفراد، من خلال تدريبهم على التعامل مع الآخرين بطريقة إيجابية وفعالة.
  • تطوير الثقة بالنفس: يمكن لنظرية التعلم الاجتماعي أن تساعد في تطوير الثقة بالنفس لدى الأفراد، من خلال توفير نماذج إيجابية للسلوك والتفاعل الاجتماعي وتعزيزها.[5]
  • تحسين الأداء الأكاديمي: يمكن لنظرية التعلم الاجتماعي أن تساعد في تحسين الأداء الأكاديمي للأفراد، من خلال تطوير مهارات التعلم والتفكير النقدي والاستراتيجيات الحل المشكلات.
  • تحسين القيادة والإدارة: يمكن لنظرية التعلم الاجتماعي أن تساعد في تحسين القيادة والإدارة، من خلال تعزيز مهارات الاتصال والتفاعل الاجتماعي وتعزيز العمل الجماعي.
  • تحسين الصحة النفسية والعاطفية: يمكن لنظرية التعلم الاجتماعي أن تساعد في تحسين الصحة النفسية والعاطفية للأفراد، من خلال توفير بيئة اجتماعية [6]

كما وينتج عن التعلم بواسطة نظرية التعلم الاجتماعي ثلاثة أنواع من التعلم وهي:

  • التعلم الإيجابي النموذجي: وهو التعلم الذي يتم بواسطة مراقبة وتحاكي سلوكيات الأفراد النموذجيين الإيجابيين والمشاهدة لتفاعلاتهم الاجتماعية الإيجابية والفعالة.
  • لتعلم السلبي النموذجي: وهو التعلم الذي يتم بواسطة مراقبة وتحاكي سلوكيات الأفراد النموذجيين السلبيين والمشاهدة لتفاعلاتهم الاجتماعية السلبية وغير الفعالة.
  • التعلم بالتعزيز الاجتماعي: وهو التعلم الذي يتم عندما يتلقى الفرد تعزيزًا اجتماعيًا إيجابيًا أو سلبيًا نتيجة لسلوكه، وهذا يشجعه على تكرار هذا السلوك مستقبلاً. ومن المهم أن يتم توجيه التعزيز الاجتماعي للسلوكيات الإيجابية والمفيدة وتجنب التعزيز الاجتماعي للسلوكيات السلبية. [7]

[1]. الطرابلسي، نظريات الاتصال: ص 304

[2]. عبد الحميد، نظريات الاعلام: ص 263

[3]. الزغول، نظريات التعلُّم: ص 78

[4]. الزغول، نظريات التعلُّم: صص 80-85

[5]. الخطيب، تعديل السلوك الإنساني: ص 214

[6]. الخطيب، تعديل السلوك الإنساني: ص 222

[7]. هنداوي والزغول، مبادئ أساسية في علم النفس: ص 167

التعليقات مغلقة.