موقع اخباري عام مستقل معتمد نقابيا

رحيل سيّد الشعر الشعبي ..عريان

وكالة ذي قار ……….. صادق العبادي

أدگ روحي نذر للجاي ببشاره
واورجّه اعله الجروح المالهن چاره
جرح ينزف جرح يدّي
جرح باني على مسماره

كانت هذه من اولى القصائد الشعبية التي حفظتها للشاعر الراحل عريان السيّد خلف وكنت في حينها دون سن السادسة من العمر كانت من القصائد الممنوعه بحسب ما اتذكر لان فيها بعداً ثوري او توجه سياسي يعود الفضل للاخ الدكتور ماجد العبادي في حفظها وحفظ غيرها من القصائد المميزة

هكذا تعلّقت ذائقتي بكلمات الشاعر الراحل منذ الصغر حيث كانت مفرداته صعبة الفهم للوهلةِ الاولى الا ان المتمعن فيها يجد لذّة ورصانة لايجدها في غيره من الشعراء الجنوبيين

كان شاعرا فذا يكتب للعاشق والمتحرر والسياسي ولازلت اردد كثيراً قصيدة جيّة العيد وغيرها من القصائد التي تحمل عبق المفردة الجنوبية الممتده والضاربه بجذورها في عمق الاصالة التي ينتمي لها الشاعر الراحل
كان رحمه الله يتميز بأختيار التوقيت والصورة في قصائده ويبدع في توظيف المفردة ايّما توظيف
ومن جملة ما اتذكره ايضا قصيدته في الفراق والبعد وكانت تحمل تصويرا عجيبا بحيث يصفها بمغيب الشمس في وقت الغروب عندما تتوارى خلف الماء

لوّن تدري بحياتي شسوّه الغياب
شمس مغرب حياتي وباگها الماي

من المؤسف جدا ان تكتب رثاء او تؤبن شاعر اصبح علامة فارقة في سماء الشعر الشعبي العراقي الا انها سنة الحياة وديدنها
رحم الله الشاعر الراحل عريان السيد خلف برحمته الواسعة والهم اهله ومحبيه الصبر والسلوان ..

التعليقات مغلقة.