موقع اخباري عام مستقل معتمد نقابيا

الرحلة الملحمية لطائر الواقواق التي اذهلت العلماء-وكالة ذي قار


مصدر الصورة
Frank Gardner

Image caption

حلق الطائر من زامبيا إلى منغوليا

توشك على الإنتهاء واحدة من أطول الهجرات المسجلة لأي طائر بري.

فقد رصد علماء – باستخدام الأقمار الإصطناعية – رحلة طائر وقواق حلّق لمسافة تتجاوز الـ 7500 ميل من جنوبي القارة الإفريقية إلى مناطق تكاثره في منغوليا.

وتمكن الطائر من عبور المحيطات والنجاة من الرياح العاتية في هجرته التي حلّق فيها فوق 16 دولة.

ويقول العلماء إنها كانت “رحلة جبارة”. وكان الطائر، والذي أطلق عليه إسم نهر “أونون” في منغوليا قد انطلق في رحلته الماراثونية من زامبيا في العشرين من آذار / مارس وقد ثبّت عليه جهاز للرصد الفضائي.

وأونون هو واحد من خمسة طيور من هذا النوع تم تزوبدها بهذه أجهزة في الصيف الماضي من قبل مشروع الوقواق المنغولي، وهو جهد مشترك بين علماء محليين وجمعية علم الطيور البريطانية الغرض منه رصد هجرات الطيور.

وتمكن أونون من قطع آلاف الكيلومترات فوق المحيط الهندي دون توقف، وكان يحلق بسرعة معدلها 60 كيلومترا في الساعة وعبر العديد من الدول منها كينيا والسعودية وبنغلاديش.

ولكن من الطيور الخمسة التي حملت هذه الأجهزة كان أونون الوحيد الذي تأكد إتمامه لرحلة العودة المدهشة إلى منغوليا.

كيف تجسس الحمام والغربان والقطط والدلافين لحساب أمريكا؟

فقد تمكن طير آخر، وإسمه بايان والذي كان قد امضى جزءا من فصل الشتاء قرب جبل كليمانجارو في شرق إفريقيا، من الوصول إلى إقليم يونان الصيني ولكنه إما مات من الإعياء أو قتل من أجل لحمه.

وكان بايان قد حلّق لمسافة 10 آلاف كيلومتر، مما قاد العلماء إلى الإعتقاد بأنه وصل إلى الصين مرهقا جدا مما أفقده القدرة على تفادي المخاطر المحدقة به.

ويقول الدكتور كريس هيوسون من جمعية علم الطيور البريطانية إن عملية الرصد بواسطة الأقمار الإصطناعية كشفت الكثير عن هجرات الطيور بعيدة المدى.

وقال “أعتقد أن المعلومة الأهم هي أن قدرة الطيور على التحليق لهذه المسافات وبهذه السرعات يجبرها على العثور على ظروف ملائمة للمحافظة على أوزانها وكذلك معرفة الأماكن التي تتوفر فيها الرياح الملائمة لمساعدتها في عبور المحيط الهندي على سبيل المثال. “ولذا فإن كلفة الهجرة ليست باهظة لها كما كنا نعتقد في الماضي”.

ولكن المخاطر تتربص دائما بهذه الطيور المهاجرة من الحيوانات المفترسة والصيادين إلى العواصف واحتمال الموت جوعا.

ولكن، وكما يقول هيوسون، في الوقت الذي لا يتمكن إلا القليل منّا من الطيران بسبب إنتشار فيروس كورونا، هناك أمر مثير للإطمئنان لقدرة طائر صغير من إكمال رحلات بهذا الطول مما يثبت أن كرتنا الأرضية ما زالت تعمل وبخير.

وقد تابع كثيرون هجرات هذه الطيور عبر وسائل التواصل الإجتماعي.

وغرد أحد مستخدمي تويتر معلقا على وصول أونون إلى منغوليا سالما “أحب ذلك…أن هذا الصغير يستطيع أن ينجز كل الرحلات التي نعجز عنها ليعرفنا بالأماكن المختلفة. شكرا للمشاركة”!

مراسل بي بي سي للشؤون الأمنية فرانك غاردنر هو رئيس جمعية علم الطيور البريطانية.



المصدر

التعليقات مغلقة.