موقع اخباري عام مستقل معتمد نقابيا

القرصنة الالكترونية: ما التقنية الجديدة التي يستخدمها قراصنة الإنترنت للإفلات من العقاب؟-وكالة ذي قار


  • جو تايدي
  • مراسل شؤون الانترنت

عملات ورقية ومشفرة

صدر الصورة، Reuters

على مدى أجيال كانت عبارة “اتبع المال” هي شعار رجال الأمن عند ملاحقتهم للمجرمين. وفي العالم الإفتراضي هناك معركة تدور رحاها بين المجرمين والسلطات منذ سنوات.

وعلى الرغم من الطبيعة الغامضة للعملات الرقمية، فقد تم القبض على العشرات من مجرمي الإنترنت خلال العامين الماضيين بفضل التقنيات الجديدة القادرة على تتبع أموالهم في سلاسل “بلوك تشين” للعملات الرقمية، سجل عام لجميع التحويلات بين المحافظ الالكترونية.

ولكن هل من الممكن أن يتغير ذلك؟

تم إطلاق خدمة جديدة على الشبكة المظلمة (دارك ويب) تقدم للمجرمين طريقة للتحقق من مدى “نقاء” عملاتهم الرقمية.

وأوضح توم روبنسون، كبير العلماء وأحد مؤسسي شركة تحليل البيانات “إليبتيك” الذي اكتشف الموقع: “نرى المجرمين قد بدأوا بمقاومة تحليل بلوك تشين وهذه الخدمة هي الأولى من نوعها”.

وأضاف روبنسون: “إنها تسمى أنتي-أناليسيز، (أي مقاومة تحليل البيانات) مقابل 3 دولارات بإمكان المجرمين الآن التحقق من نقاء محافظهم من العملات الرقمية ومعرفة ما إذا كانت السلطات تستطيع الإبلاغ عن أي صلة لها بأنشطة إجرامية”.

تقول شركة إليبتيك إن هذا الاكتشاف يُظهر مدى تعقيد شبكات الجريمة الإلكترونية، ومدى قلق المجرمين من إمكانية القبض عليهم.

“إنها تقنية قيّمة للغاية، إذا كانت أموالك غير نظيفة، يمكنك عندئذ القيام بالمزيد من عمليات غسيل الأموال ومحاولة إزالة صلتها بالنشاط الإجرامي حتى تحصل على عملات نظيفة”.

ويقول روبنسون، إنه اتجاه جديد مقلق يمكن أن يجعل عملهم وعمل الجهات المسؤولة عن تطبيق القانون أكثر صعوبة. لكن لحسن الحظ، قال الخبراء الذين يعملون معه واختبروا هذه التقنية إنها لا تعمل بشكل جيد في الوقت الحالي.

“في الواقع لم تكن جيدة جداً في تحديد الصلة بالمواقع الإجرامية. ولكن مع مرور الزمن، حتماً ستتحسن، لذلك أعتقد أنها ستوفر إمكانية كبيرة للمجرمين وغاسلي الأموال في المستقبل”.

صدر الصورة، Hillsborough County Sheriff’s Office

تحاول الحكومات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الصين والمملكة المتحدة والإمارات، مواجهة المشكلة المتفاقمة لغسيل الأموال من خلال العملات الرقمية.

جرت بعض عمليات الاعتقال الكبيرة بفضل تتبع العملات الرقمية مثل إلقاء القبض على المراهق الأمريكي غراهام إيفان كلارك، الموجود حالياً في السجن بسبب تدبيره لواحدة من أكبر عمليات اختراق مواقع التواصل الاجتماعي على الإطلاق.

وجد كلارك طريقة للسيطرة على حسابات تويتر لعشرات المشاهير، من ضمنهم كيم كارداشيان وإيلون ماسك وبيل غيتس وجو بايدن.

ثم قام كلارك وفريقه من القراصنة الإلكترونيين، بالاحتيال على الناس عندما أعلنوا عن منصة للتعامل بالعملات الرقمية عبر تويتر وتلقوا مئات التحويلات من الجمهور على أمل جني أرباح كبيرة.

وفي غضون ساعتين فقط ، جنى كلارك أكثر من 100 ألف دولار وبدأ بتحويل الأموال ونقلها لإخفاء أي أثر لها، لكن الخطة فشلت.

في لائحة الاتهام ضده قالت وزارة العدل الأمريكية إن الضباط نجحوا في “تحليل بيانات بلوك تشين ومعاملات البيتكوين مجهولة المصدر، مما مكنهم من تحديد هوية القراصنة.

واعترف كلارك، البالغ من العمر الآن 18 عاماً، بأنه مذنب ويقضي الآن عقوبة السجن ثلاث سنوات في سجن فلوريدا.

خصوصية العملة

هناك اتجاه آخر يثير قلق السلطات وهو الاستخدام المتزايد لما يسمى بـ “العملات الخصوصية”.

وهذه، عملات مشفرة مثل ” Monero” و “XRP” توفر درجة أكبر من الخصوصية والسرية مقارنة بالعملات السائدة الأخرى مثل بيتكوين.

ويطلب حالياً القراصنة من الضحايا في بعض حالات الابتزاز، الدفع باستخدام هذه العملات مقابل الحصول على خصم.

ولكن هذا الأسلوب لم ينتشر على نطاق واسع. وتقول كيم غرور، مديرة الأبحاث في شركة تحليل بيانات العملات المشفرة “تشين آناليسيز”، إن لهذه الطريقة بعض العيوب بالنسبة للمجرمين.

“لم يتم اعتماد عملات الخصوصية بالقدر الذي قد يتوقعه المرء. والسبب الرئيسي لذلك هو أنها لا تتمتع بالسيولة الكبيرة مثل البيتكوين والعملات الرقمية الأخرى”.

“العملة الرقمية مفيدة فقط إذا كان بإمكانك شراء وبيع السلع والخدمات بواسطتها أو تحويلها إلى العملات التقليدية، وهذا أمر أكثر صعوبة مع عملات الخصوصية”.



المصدر

التعليقات مغلقة.