موقع اخباري عام مستقل معتمد نقابيا

الجاسوسية: بريطانية تروي كيف ساعدها التدريب في المواعدة عبر الإنترنت-وكالة ذي قار


  • ميغان لوتون
  • مراسلة بي بي سي نيوزبيت

جاسوسة

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

تسعى وكالة المخابرات والأمن والإنترنت في المملكة المتحدة لتوظيف المزيد ممن ينتمون إلى الأقليات العرقية.

ما الرقم التالي في التسلسل لهذه الأحجية الرقمية 7، 8، 5، 5، 3، 4، 4؟

سنقدم لك الإجابة في نهاية المقال، لكن حل أحجيات مثل هذه هو ما دفع أمينة بشكل رئيسي إلى التقدم للحصول على مكان لها في برنامج المدرسة الصيفية لوكالة المخابرات والأمن والإنترنت في المملكة المتحدة GCHQ لتصبح جاسوسة متمرسة.

وتتمثل مهمة وكالة المخابرات والأمن والإنترنت في المملكة المتحدة في الحفاظ على البلد آمنا من خلال تحليل وتعطيل الاتصالات عبر الإنترنت للمجموعات التي تشكل تهديدا للمملكة المتحدة.

بالطبع أمينة ليس اسمها الحقيقي، ولأسباب أمنية، لا يمكنها إخبارنا به.

تحدث إليها برنامج نيوز بيت على راديو بي بي سي 1 عبر تطبيق زوم، لكن كان لا بد من إيقاف تشغيل الكاميرا.

ما يمكنها أن تخبرنا به هو أنها في أوائل العشرينات من عمرها وهي من الجيل الأول من البنغالييين البريطانيين، وقد درست في تلك المدرسة الصيفية قبل عامين وتعمل الآن في وكالة المخابرات والأمن والإنترنت بدوام كامل.

قضايا التنوع

المرشحون مثل أمينة هم الذين تحاول الأجهزة الأمنية ضمهم إليها. في الماضي لم تتمتع وكالة المخابرات بسمعة حسنة حين يتعلق الأمر بتجنيد الأقليات العرقية.

في أكتوبر 2020 اعترف رئيس الجهاز أنهم بحاجة إلى مجندين أكثر تنوعا “لتعكس الصورة الوطنية الواقعية”.

وفي هذا العام تضاعف عدد المتقدمين للعمل فيها تقريبا وتضاعف عدد المشتركين من الأقليات العرقية ثلاث مرات مقارنة بعام 2020.

تقول أمينة إن التنوع داخل الوكالة مهم لأنه “عندما تأتي من خلفية مختلفة، قد يكون لديك طريقة مختلفة في النظر إلى الأشياء”.

لكنها اختارت عدم إخبار أسرتها بما تفعله ووصفته بأنه “أمر صعب ومقعد”.

وشرحت أمينة “في ثقافتي من المهم أن تجعل والديك فخورين ومن الصعب جدا القيام بذلك عندما تعمل في وظيفة تحتم عليك ألا تطلعهم على شيء، وأخشى إذا عرفوا أن يشعروا بفخر كبير بحيث لا يقدرون على الاحتفاظ بمكان عملي سرا، وربما يرغبون بإطلاع الآخرين من باب التفاخر”.

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

تأسست وكالة المخابرات والأمن والإنترنت عام 1919

لا يعرف أي من أصدقاء أمينة ما تفعله أيضا.

“عندما تبدأ العمل مع الوكالة يؤكدون لك أنه ينبغي عليك توخي الحذر فيما تقوله خارج العمل، لكن المفارقة أن لا أحد يسأل عن عملك أو طبيعته، غالبا حين أكون في جلسة قلقة من احتمال أن يسألني أحدهم عما أفعله أو ما هي وظيفتي، أفاجأ بعدم اكتراث الأشخاص، يبدو أن الناس يسعدهم أكثر التحدث عن أنفسهم”.

تدريب يحاكي برنامج “كاتفيش”

تعمل أمينة الآن في فريق “القراصنة الأخلاقيين” في وكالة المخابرات والأمن والإنترنت الذي يقوم بشكل قانوني باختراق شبكات الإرهابيين وتعطيل الخطط الإجرامية وحماية المملكة المتحدة من التهديدات المتطورة، مثل هجمات برامج الفدية، وهي فيروسات الكمبيوتر التي تستهدف أجهزة كومبيوتر وتطلب المال من أصحابها.

تقول أمينة: “إن العمل في الخطوط الأمامية رائع ومثير”.

وتضيف: “في كثير من الأحيان، أجلس في اجتماع وأفكر.. لا أصدق أنهم سمحوا لي بالاطلاع على هذا الكم من المعلومات”.

إنه عمل معقد بكل المقاييس، ولكن بالنسبة لأي شخص شاهد برنامج “كاتفيش” Catfish، تقول أمينة إنها لعبت دور مقدم البرنامج نيف شولمان خلال التدريب الذي تلقته في المدرسة الصيفية.

وبرنامج “كاتفيش” هو مسلسل تلفزيوني وثائقي أمريكي ينتمي إلى ما يعرف بتلفزيون الواقع Reality TV يبث على قناة MTV حول حقائق وأكاذيب المواعدة عبر الإنترنت.

وتشرح أمينة أن التدريب الذي تلقته في المدرسة الصيفية مفيد جدا عند المواعدة عبر الإنترنت. وتقول إنها تقوم بفحص الخلفيات في التواريخ المحتملة باستخدام “تقنيات مفتوحة المصدر”، وهي أدوات بحث يمكن لأي شخص استخدامها.

“ابحث عن أي مقالات إخبارية تم ذكرهم فيها أو أنظر إلى صفحات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهم، وأعرف ما إذا كانوا مسجلين للتصويت، أو يمكنك البحث العكسي عن صور لهم. هذا النوع من البحث متاح بسهولة..إنه شيء أفعله بشكل شخصي وبالتأكيد ينبغي على الجميع ممن يستخدمون الإنترنت للمواعدة فعله للتأكد من أنهم في أمان”.

“أنا أكثر استرخاء الآن”

عندما تدخل المبنى كل يوم، تقوم أمينة بتمرير ثلاث بطاقات هوية مختلفة وتحتاج إلى رمز للوصول إلى المفكرة الخاصة بها. ولكن على الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة والوظائف التي تعمل بها، فإنها تقول إنها شعرت بالفعل “براحة أكبر” منذ أن بدأت العمل مع الوكالة.

“يمكنني قراءة الأخبار والتخلص من أي قلق، لأنني أعرف الأشخاص الذين يعملون على الأشياء ولدي ثقة بهم”.

الوقت الحالي هو وقت ضاغط في العمل بالنسبة لأمينة وزملائها، ففي الأسبوع الماضي فقط، قالت مديرة الوكالة إن هجمات “الفدية” قد تضاعفت العام الماضي في المملكة المتحدة.

لكن أمينة أكدت أن جميع العاملين في الوكالة لديهم خصوصية ووقت فيما يتعلق بالحياة الشخصية خارج الوكالة.

تقول: “هناك مفهوم خاطئ شائع مفاده أنه يجب أن تكون الطالب المجد الذي يدرس كثيرا وليس لديه وقت لأي شيء آخر، أو أن حياتك بأكملها يجب أن تتمحور حول العمل، لكنني أقضي الكثير من عطلات نهاية الأسبوع في المطاعم والحانات”.

إذا كنت ما تزال تريد معرفة حل الأحجية، فالحل هو الرقم ستة، لأن هذه الأحجية هي عبارة عن عدد الحروف في أسماء الأشهر بالإنجليزية، وشهر أغسطس/ آب (August) فيه ستة حروف.



المصدر

التعليقات مغلقة.