موقع اخباري عام مستقل معتمد نقابيا

التغير المناخي: إسبانيا تستعد لدرجات حرارة قياسية في أبريل-وكالة ذي قار


إشبيلية

صدر الصورة، Getty Images

ضربت موجة حارة شديدة إسبانيا، حيث تشهد البلاد درجات حرارة تشهدها عادة في ذروة الصيف.

ويخشى خبراء الأرصاد أن تتجاوز درجة الحرارة 38 درجة مئوية الخميس، وهي أعلى درجة حرارة تسجلها البلاد في أبريل/نيسان.

ويمثل ذلك ارتفاعا يتراوح ما بين 10 إلى 15 درجة مئوية أكثر من المتوقع في هذا التوقيت من العام.

وجاء ارتفاع درجة الحرارة متأثرا بكتلة من الهواء الساخن جدًا من أفريقيا.

وبلغت درجات الحرارة 37 درجة مئوية في إشبيلية يوم الأربعاء، لكن من المتوقع أن تصل إلى ذروتها بالقرب من 40 درجة مئوية في جنوب وادي نهر الوادي الكبير الذي يضم مدينة قرطبة.

وقال كايتانو توريس، المتحدث باسم مكتب الأرصاد الجوية الإسباني، لبي بي سي نيوز: “نحن قلقون للغاية. كانت أعلى درجة حرارة بالأمس (لهذا الوقت من العام) في 20 مكانًا على الأقل. هذا ليس طبيعيا. درجات الحرارة خارجة عن السيطرة تماما هذا العام”.

وسيتم السماح للمدارس بتعديل جداولها لتجنب درجات الحرارة الشديدة. وتمر قطارات مترو الأنفاق في مدريد بشكل متكرر أكثر من المعتاد من أجل منع فترات الانتظار الطويلة على الرصيف، ومن المتوقع افتتاح حمامات السباحة العامة قبل شهر من المعتاد.

وحذرت كريستينا ليناريس، من معهد كارلوس الثالث الصحي، بشكل خاص من التأثير على الفقراء.

وقالت: “الفقر هو العامل الرئيسي عندما يتعلق الأمر بشرح سبب حدوث المزيد من الوفيات المرتبطة بدرجات الحرارة القصوى. الدخل هو العامل الأقرب إلى تأثير الحرارة على الوفيات اليومية”.

وتضرب موجات الحر أيضًا العديد من المواقع على مستوى العالم، حيث يؤدي تغير المناخ إلى تفاقم درجات الحرارة المرتفعة بشكل طبيعي.

وعلى الرغم من أن أجزاء من بريطانيا أكثر برودة من المتوسط في الوقت الحالي، فإن العكس هو الحال في العديد من مناطق إسبانيا.

صدر الصورة، Getty Images

ويقول خبراء الأرصاد الجوية إن مجموعة من العوامل مسؤولة عن درجات الحرارة الاستثنائية هناك هذا الأسبوع.

ويدفع الطقس الحار في شمال إفريقيا الحرارة إلى أوروبا. ويسمح نظام الطقس عالي الضغط، بالإضافة إلى السماء الصافية فوق شبه الجزيرة الأيبيرية، لمزيد من أشعة الشمس أن تضرب الأرض، وهي جافة بالفعل لدرجة أنها لا تستطيع تبخير الحرارة.

وكانت أعلى درجة حرارة سابقة لشهر أبريل/نيسان في إسبانيا 37.4 درجة مئوية، وتم تسجيلها في مورسيا في عام 2011.

وتأتي درجات الحرارة المرتفعة مع الجفاف المستمر منذ فترة طويلة في أجزاء كثيرة من إسبانيا، كما أن الخزانات في حوض نهر الوادي الكبير لا تعمل سوى بـ 25 في المئة فقط من طاقتها.

ويزيد هذا المزيج من احتمالية اندلاع حرائق غابات مبكرة، مع تحذير هيئة الأرصاد الجوية الوطنية من تعرض مساحات شاسعة من البلاد للخطر. وشهدت إسبانيا أكبر عدد من الأراضي المحروقة من أي بلد في أوروبا في عام 2022.

صدر الصورة، Getty Images

ومن المحتمل جدًا أن يلعب تغير المناخ دورًا في هذه الموجة الحارة، وفقًا للخبراء في هذا المجال.

وقالت الدكتورة سامانثا بورغيس، من خدمة تغير المناخ في كوبرنيكوس، لبي بي سي: “نعلم أن عام 2022 كان ثاني أكثر الأعوام دفئًا على الإطلاق بالنسبة لأوروبا، وكان أحر صيف مسجل”.

وأضافت: “ترتفع درجات الحرارة في أوروبا بمعدل ضعف المعدل العالمي، ونعلم أن السبب في ذلك هو ارتفاع معدل التغير المناخي، وهناك احتمال أكبر لظواهر متطرفة. وتشمل تلك الأحداث المتطرفة موجات الحر”.

وهناك مصدر قلق آخر، وهو الزراعة، إذ يعاني العديد من المزارعين من صعوبات بسبب النقص المستمر في هطول الأمطار، حيث تطلب الحكومة في مدريد من الاتحاد الأوروبي المساعدة المالية.

ويقول بعض مالكي الأراضي إنهم لن يزرعوا المحاصيل بسبب الجفاف، مما قد يكون له تداعيات على الإمدادات الغذائية في جميع أنحاء أوروبا.

ولم تكن موجة الحر هذه في إسبانيا حدثًا منعزلاً، حيث حطمت درجات الحرارة المرتفعة في جميع أنحاء العالم في الأشهر القليلة الأولى من هذا العام الأرقام القياسية.

سجلت ثماني دول في وسط وشرق أوروبا أعلى مستوياتها على الإطلاق لأدفأ طقس في يناير/كانون الثاني في اليوم الأول من هذا العام.

وشهدت البلدان في جميع أنحاء آسيا حرارة شديدة في الأسابيع الأخيرة. وفي شمال غرب تايلاند، بلغت درجة الحرارة 45.4 درجة مئوية في 15 أبريل/نيسان، بينما وصلت في لاوس إلى 42.7 درجة مئوية.

وفي بنغلاديش، شهدت العاصمة دكا درجات حراة تتجاوز 40 درجة مئوية، ويُعتقد أنه أكثر الأيام حرارة منذ 58 عامًا.

هناك عامل آخر من الممكن أن يؤثر على الطقس في جميع أنحاء العالم خلال الأشهر المقبلة وهو احتمال حدوث ظاهرة النينيو.

وسيؤدي هذا إلى ارتفاع درجات الحرارة بشكل أكبر في المحيط الهادئ قبالة سواحل بيرو. إذا حدث ذلك، فقد يبرز عام 2024 باعتباره أكثر الأعوام دفئًا في العالم، مع المزيد من العواصف والحرائق والفيضانات.

قال الدكتور فهد سعيد، من منظمة الأبحاث “كلايمت أناليتيكس”: “يبدو أن هذا هو الوضع الطبيعي الآن”.

وقال: “هؤلاء الأشخاص في مناطق مثل آسيا هم الأشخاص الذين تأقلموا مع درجات الحرارة القصوى مثل هذه لآلاف السنين، لكن الوضع الآن يتجاوز قدرتهم على التكيف.”

وأضاف: “لهذا السبب نشهد ارتفاع معدلات الوفيات بسبب الحرارة كل عام في هذا الجزء من العالم.”



المصدر

التعليقات مغلقة.