موقع اخباري عام مستقل معتمد نقابيا

وداعا ايها المفرجي خزعل

فراس حمودي الحربي ///

“خزعل طاهر المفرجي” ابن مدينة المجر الكبير في محافظة العمارة من مواليد 1950 عضو اتحاد كتاب وادباء العراق، له عدد من المجاميع الشعرية القيمة ومنها

 

(“دماء الشمس عام 2004، ومظلة الفسائل عام 2005 ، وكذلك الدموع تعتصر الكبرياء التي نشر معظم نصوصها في الصحف الأجنبية والعربية”) .

ايضا للفقيد الاديب ” خزعل طاهر المفرجي ” مخطوطة ” رواية حقول المجر الكبير ” وكذلك لديه العديد من الدراسات النقدية الشعرية والسردية، وايضا لديه دراسات عن استقراء المستقبل العلمي الحديث نشرت في الصحف العربية والاجنبية ولم يكن الفقيد بعيد عن الدراسات في النقد السينمائي .

حاز الفقيد المعلم ” خزعل طاهر المفرجي ” على عدد من الجوائز ودروع الابداع ومن اهمها عام 2007 درع السياب للسرديات .

” خزعل طاهر المفرجي ” ابو احمد الذي نستذكر اليوم احدى إهداءاته الى الشاعر محمود درويش .

 

                                       هذه نبوءتي

 

الخيول التي الجموها بالخوف 

 

لابد ان تصهل ..  

 

صهيل من يزدرئ الهوان  

 

إن لکل مضمار …يامحمود سجال  

 

لن ارثيك ..ولن ابکيك

 

انت طائر ..

 

يا شهيد الحرف ..

 

بخلوده ..خالد..

 

وانت بستان زيتون

 

تنشد علی اغصانك ..

 

الطيور المزهوقة ..

 

انشودة الصبر .. والنصر ..

 

وتشتکي الی الله ..

 

من عقوق المهرولين .. النيام ..

 

* * * * *

 

قلت يوما:

 

راحلا الی النيل ..

 

عبر الشام ..

 

ولن تمر ببغداد ..

 

اعلم:

 

سوف تخترق حلقات البرزخ

 

وتأتي بغداد ..

 

تجلبك ثلاث

 

الحرف ..والشعر..وغبار المحررين..

 

الحرف.. والشعر..

 

ولدی في بلادي ..

 

ولا يزالا

 

في غض الصبا ..وطراوة الشباب ..

 

ويحصدون الاخرون ..ضؤنا ..

 

* * * * *

 

إنفتح الان لك الغطاء ..

 

 

 

هل تری الجمع ..في حلقات البرزخ

 

جميل..؟

 

مشتاقون نحن للجمع ..

 

وأن کان

 

لمفرده ..لاه ..لحرف ..

 

ولکن

 

جراحنا بحار الم .

 

نخروا الاقصی..بالانفاق..

 

ويشکو وحيدا

 

وسوف تقول التيجان..والکراسي..لشعوبها ..

 

کأولاد (يعقوب1)..

 

نخروه بالانفاق ونحن عنه غافلون

 

وستشهدو (القسطل2)(وعرفات3)

 

بالدم..والسم الزعاف…وحيدين

 

 

 

وغزة تحترق الان وحيدة .

 

وهل رايت وتيقنت ؟

 

سيف الامة..وشمسها العراق..

 

تشابکت عليه سکاکين الغدر..في المواجع..

 

وهو وحيدا..

 

ولان ينتهل الشفاء..

 

بعد ان اکثر في الغريم ..

 

جراح الهروب..

 

* * * * *

 

وهذه نبؤتي

 

سوف يعود

 

غبار مسرفات المحررين ..

 

يملاء روحك سرورا ..

 

لأنهم زرعوا في ديارهم ..

 

أشجار المروءات ..

 

فأثمرت..

 

وأنفاس ايمانهم ..في الدياجي

 

مفاتيح الصباح ..

 

من قال

 

تحتظر بغداد.

 

.وهي سيف منون..

 

وشمس کربلاء ..لاتعرف المغيب..

 

تجرح ..وتجرح ..وتتعمق الجراح ..

 

ولکن

 

شفائها بقرة عيونها ..

 

صدی صهيل { الميمون4}

 

وزمجرة المسرفات ..

 

إلا الان

 

تطرقا اسماعهم

 

رضعوا في المسافات ..

 

خيوط فجر الانبياء ..

 

وأسرجوا دمائهم مرايا ..

 

تمزق ليالي الغمرات ..

 

ما وهنوا..ولاذلوا..ولا خنعوا ..

 

ولکن

 

لهم کبوة الاصيل..

 

سرعان ما يحلقون ..

 

بغضب الحليم إذا ..

 

أرقد قرير العين

 

يامحمود ..

 

لن يموت في العراق ..

 

علی الثغر سؤال..

 

 

 

” خزعل طاهر المفرجي ” صاحب الابتسامة والروح الجميلة حتى ايام محنته ومرضه العضال الذي بعث بقصيدته الاخيرة للنشر من خلالي في موقع الثقافية ذي قار وهي ذاتها قد نشرت في عدد من المواقع .

                الرحيل ………….. ! ؟

أنا راحل …

لديار ..

تأوي ركام النفوس مرغمين ..

عيونهم تناجي الارض ..

عشق أمواج نياسم الحياة ..

والارض تعشقهم عطشا ..

أراجيح فرح ..

صنعوا للكلمة روحا ..

هبة للدنيا ..

لغرس الوجدان ..

حبيبتي:

وجهك مرأة وجهي ..

أر ألمي ونشوة الشكوى

وميزاب الدم النازل قسرا ..

نذيرا لطوي كل جواب ..

زاغ البصر للرحيل ..

الكلمات تتعذر في الخطوات ..

اه ..

كم كنا ..

نحرق المسافات ..

عندما

تضعين يدك بيدي ..

تندمج الارواح على رموش الشمس

تنتهل خلود الاندماج ..

لغة الاقدار دارت ..

عبر نفس المسافات ..

تمسحين بذات اليد

جبين المرتحل ..

 

كلمات لا بد من ذكرها

 

احد الايام وبعد الاتصال بالمعلم الكاتب والاديب ” خزعل طاهر المفرجي ” وبعد اختلاف بوجهة نظر غير مهمة من خلال احد التعليقات في احد المواقع اتصلت اطمئن على صحته بعد ان تدهورت مؤخرا، قبل ان القي التحية سمعت همسات كلماته البطيئة ( ” اهلا يا فراس كيف حالك وصحتك

 

اجبته: هل تسألني عن صحتي وانا الذي أسئلك عن صحتك ويوم غدا موعدي للقائك ان شاء الله ……

 

قال: يا فراس كل خطوة بألف هلا

 

في الصباح سافرت الى ميسان كان الفرح الممزوج بالحزن والبكاء لم يفارقني ولم يفارقه سألني عن بعض الزملاء والاصدقاء داخل وخارج العراق مما دفعني لزرع بصمة الفرح بقلب هذا الانسان الكبير قلما وروحا ان اتصل بهم ومحادثتهم هاتفيا، وكذلك اتصالي بالزملاء (” سامي الشواي والزميل حيدر العتابي “) الذي حضروا وشاركونا جلستنا .

 

بعد ان استأذنت الرحيل سرعان ما توادعنا بالبكاء كان يردد كفى يا فراس لا تبكي يا فراس انت اصيل وكذلك امتزج الدموع مع تحميلي التحية لبعض الزملاء والاحبة .

 

بقيت على تواصل مستمر مع المغفور له من خلال الهاتف لحين سفري خارج العراق بعض ايام تأخرت بالاتصال .

 

في مساء يوم 24 كانون الاول 2011 اتصلت، كان المجيب ليس المفرجي بدأ قلبي ينبض وبسرعة خفقان ايقنت انها النهاية من حديث ولده الكبير احمد وهو يقول: يا فراس والدي في العناية المركزة حينها لم اتمالك نفسي ولا انفاسي سرعان ما تصلت ببعض الزملاء في داخل وخارج العراق هذا بعد ان ابلغت الاخ احمد المفرجي ابن الفقيد بأني سوف ازوره يوم 26 كانون الاول 2011 وحملته امانة تقبيل المغفور له برجليه وبعد ساعة عاودت الاتصال قال: وصلت الامانة يا فراس .

 

في اليوم التالي لم يتسنى لي الاتصال لانشغالي بفعاليات مهرجان المسرح العراقي الاول في ذي قار .

 

 وانا استأجر سيارة للسفر الى ميسان صباح يوم 26 كانون الاول 2011 العاشرة صباحا رن الهاتف من الزميل ” سامي الشواي ” وهو يقول: بصوت حزين ” فراس البقاء في حياتك لرحيل خزعل المفرجي ” .

 

البكاء والاتصال بالأصدقاء كان سيد الموقف، اتصلت بذوي الفقيد اعزيهم واعرف منهم أي ساعة يشيع الجثمان، اجابني احمد يا فراس ” اكرام الميت دفنه ” دفن المفرجي وانتهى كل شيء .

 

لم استطع ان اواصل الطريق وانا في بدايته الى ميسان ابلغت السائق ان يتجه الى النجف اكون قرب الفقيد في اول يوم افضل من ذهابي الى ميسان وبالفعل ذهبت وكنت قرب رأسه امسك ترابه بيدي امتزجت الرمال بالدموع وانا اسمع صوته السابق كفى يا فراس لا تبكي انت اصيل .

 

سرعان ما كان الاتصال من الاديبة ” ذكرى ستخان لعيبي ” وهي تعزيني بهذا المصاب قلت: تعرفين اين انا قرب القبر بعد ساعات من دفن المغفور له المفرجي قالت: ابني فراس لماذا لم تذهب الى ميسان، اجبتها وبأي وجه اذهب الى ميسان والمفرجي غير موجود فيها مات ودفن دون ان يشيع ودون علم ميسان واحبته برحيله، اعظم الله اجرك ايتها الميسانية النبيلة الام ” ذكرى ستخان لعيبي”

 

وكانت رسالتها بعد اقفال الموبايل مباشرتا (ابني فراس … الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون أولك عليهم صلوات من ربهم ورحمة) .

 

وكذلك الاتصال من بعض الاساتذة والزملاء (يعقوب يوسف عبد الله، حمودي الكناني، رفعت نافع الكناني، ثائرة شمعون البازي، علي جبار العتابي، زينب العابدي، علي الشويلي، كاظم الشويلي، علي العبودي، صباح محسن كاظم، هدى معلة، حيدر العتابي، سامي الشواي، والاسماء كثيرة …… ولا يفوتني ذكر الشاعرة التي تمنت ان تكون معي في طريقها الى النجف لوران خطيب كلش من سوريا الشقيقة لتكون قرب الاديب المفرجي ومثواه الاخير .

 

وهنا لا يفوتني الذكر ان اخر رسالة بعث بها المغفور له الاديب ” خزعل طاهر المفرجي ” الى انا شخصيا بمناسبة حلول محرم الحرام والتي اختتم بها هذا الاستذكار البسيط مرفق بلمف لبعض صور من عشرات الصور للمغفور له ” خزعل طاهر المفرجي ” .

 

( ” فراس …..

 

يموت بجسده فتحيا امة كاملة

 

ويقتل مرة فيولد الف الف مرة

 

ويصرع وحيدا بلا ناصر

 

فترى الملايين يلبون نداءه ويقضي عطشانا فيضل ذكره على السنة الشاربين ويرحل غريبا فيصبح قبلة للعاشقين

 

ويطفأ نور طلته فيمسي شعلة للثائرين

 

كل ذلك في رجل !

 

لا تعجبوا

 

فهكذا هو مثل جده وامه وابيه واخيه

 

هكذا هو الحسين

 

” ان كان دين محمد لم يستقم ألا بقتلي فيا سيوف خذيني “

 

لبيك يا حسين

 

 ……………… خزعل المفرجي”)

 

 

 

للاطلاع على ارشيف الراحل في موقع المثقف

 

http://www.almothaqaf.com/index.php?option=com_content&vie=article&id=9571:2010-01-11-03-26-00&catid=45:2009-05-27-06-17-23&Itemid=80

 

 

 

خاص بالمثقف: لمناسبة رحيل الشاعر العراقي خزعل المفرجي

 

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.