موقع اخباري عام مستقل معتمد نقابيا

الطريق إلى الفلوجة 3-3

فائز الحداد  /////

 

 

 

سأعلن ..

من أعلى منارة في الفلوجة .. أنَّ :

_التاريخ .. ابن حرام ، والملوك ..خرق لسد ثقوب الرايات

_العروش .. أعشاش غلمان ، والمرنزقة مماليك لكري البيوت ليلا

_الأحاسيس .. دون الدماء المستطرقة ، وبدعة القوامين لرثاء السيوف

_العورات لا تسترها القبعات ، والسرائر أعسر من ديون وزعامات

… توهم المعلقين بالجنائن ، وتغري الزرقاء باليمام

فما أضعناه ، أكبرُ من ليلى وليل .. وأثقل من دمعة لم ترتق آثامنا

فالسلام قبلة كاذبة ..

والاكفُ المتصافحة .. هاجسها الزناد

               ………………………

– لقد بكيت الهنود الحمر في المعركة ” وبطولات ” البارود غير العادلة ، ولكن أضحى الهنود تاريخا وذاكرة خلدتها ” الكنيسة ” المجرمة  بالأباتشي ” وربما يخلدونك في بعير يتجنح ، فالفرسان المقاتلون يخلدون بعضهم بالقتل ..!!

يطاردون الهارب كظاعن مدان ؟ ؟ لهذا ..

يا طفلتي : قد ننأى ويمر اسمي على ثغرك يابسا ، فصورتي كما ترين .. خرساء وأوراقي رثة طواها المجيل العصي .

احرقي جواز سفري ودفاتري كي لا أعود إلى ” الأناضول ” فالوجوه القديمة لم تعد صالحة للرسم ، ولم أعد غير لسان يهذي ” باندلس ” العرب !!؟

العرب .. فهل ظل من عرب هناك.. ؟!

إذن .. البادية تبقى تقدح العقول وتساقط العيون لبحر الغزاة في مظلة الوهم .. فهم واهمون فينا يا صغيرتي وطامعون .. .

غصة السؤال تذبحني .. كنت غصنا طريا ، فلماذا أحرقتني الصحراء وجف نسعي ؟ . لعلني أخطات وأبحث عن ضالة في حرائق النفس لأنقذني من حروب الطوائف !

قال : بغداد وراءك و” الكرمة ” أمامك ، وقد سقط السهم على السنام ، ابصر جرحك هذا الذي يبشرك بالنزاع  ..

قلت : سأشير باليمين إلى سريرة الشمال ، لقد أدمنت المقود ومالي غير عين واحدة وطفلة أضاعها الحليب ، وتلك طائرتي الورقية مقطوعة الخيط ، ونخلتي كصاحبها تساقط جنيها تحت الدواليب .. فغادر شمالا شرق الخريطة وقف عند ساقية الجنوب . أما ترى رياح الشمال عاتية الحكم على زهور الفرات ؟!!.

_ الحافلة ترتج عنيفا وتئن من عصف الشائنات و” أبو غريب ” تطاردها العيون بالشكوك والبيانات واسعافات “العيب ” .. فكيف يجرجرني الوهم إلى الشرق ولا طعم هناك في خلق الجوار ؟؟!

قال : مستشفى ” أبي غريب ” على يسار السجن الذي طال بالعيب والخروق نتانة العروش فخذ بيساري المدلاة كمنارة ساقطةولذ ّ بنخلة محترقة وانطفئ.

فيا أيها الهنالك المأخوذ بالوحل .. خذنا إلى ساقية الشك لنغوص ، فالفرات مشتعل والحافلة تصهل ولا كابح هناك يوقف الطواحين .. فهي تجرش كهلاهل النكبات بإعراس الموت ..!!

دقائق تناهز التسعين موتا .. تحملني كرأس طفل يتدحرج تحت دبابة رعناء والسعار ” الديمقراطي ” يلهب أبيات النعش في البطش وأنت عاجز كشجرة تغزوها الحشرات ..

قف عند ” الصبيحات ” هي شاهدة الأذى الآخر ..  قصبة في رئة الفرات تجاور ” الكرمة ” أم الأبطال .. وسليلة الآعراب في الدماء والشمائل، وظهيرة سيدة المدن ” الفلوجة . ”

برهة غرق أو نثار دم يتشظى في بروق القذائف المجنونة صوب صاحبة الجلالة فلوجتي .. يذهلني سحاب شلالات الإعاقة لمراكب الموت والراجمات المؤذنة فوق زحوف الخوف الآثمة ) .. فانا أعرف كيف يقاتل الفلوجيون )

يا صاحبي ، وهذا صوت امرأة مكسور ، تناشدك الرحيل فخذها كناعمة ولك امتنان الأمانة على النساء ..

أما قالوا ” المرأة في شارب الغانم ” ؟!

قالت :
أبصرتك وأنت على صهوة الهواجس ، كنت مثقلا بالغمام وقد ادخرتُ لك ما تتمنى بجيب القميص فخذه ..

المرأة التي تتفطر وجنتها كفقع ” الكلماة ” تساقط حليبها على شاربي رائبا بسواد البارود .. فلم يكن غير نهد مقطوع تحت آخر مقعد .

حملته بكتاب موشوم بطعنتين ، قبلت حلمته فتجنح بضفيرتها وطار ،

والحليب يتقاطر حقولا وسواق ورمالْ .

لامست غبار المشاهد بنظارة وهجها العدسات ، والظلام يهددني بذئب ثلجي يتعقب الذي خلفته البراكين والزلزال ، لافرق في لون المباهج المعتمة ..

بلى لافرق بعمى الألوان .. فاقفز أيها المحموم وأدر المقود .. الذئب هناك منهمك بما تشتهيها الثلوج ، والرصاص يعزف لرقصتك الأخيرة ولكن مع من .. ؟ !!.

عليك أن تعي لغة الأصابع وأشكرك لمماتك أيها القروي .. فعند المفرق قد لا تراني إلا اصبعا يسبح للألئ الصور .. عساهم بعض أهلي الحالمين ، فكلابهم تحرس ولا تأكل إلا الأصابع ” المتهمة ” .
هذا المفرق دفتر أبي المتصل برياض الأطفال .. هناك يرسمون . علي والحمزة وعمر وسيف .. فهم يجلون القراع المنصف على هيئة الصور المتحركة ، فقد يؤشرها الرعاع ب (ميكي ماوس ) على أشلاء هوامشهم ، لكننا نجل الكلمات فنحن أهل ” كلمة لا صورة ” تسقط من نافذة الذاكرة مهيضة..!
قال الجندي الأمريكي :
إن الكلب العسكري أوفى من الجندي المرتزق . وربما هو الأقرب إلى هواة الحواجز والمنع والذبح على الهوية .. لكن الشعراء هم بلوة العساكر حين يرون في القبعات مبولات مقلوبة ، وكلمة ” قف ” رديف كلمة ” تف !؟
أمرني نغل ” الكاوبوي ” عند نقطة الدخول بأن أتبول لأمحل الأرض.. وأتنحى عن الضوء ..

 فعرفت في تلك اللحظة فضل الملح على الثلج !!.
وقال : بل لأقس بناتئك صلابة القذف ، وأدرك كيف يشج الفراتيون الدعامات المسلحة لنا .. فأزاح البول شكوك الجندي ، وأسدل الستارة على كارثة مجرمي ” المار ينز ” داخل الفلوجة .. فالبزّة الأمريكية احترق .

استدراك فلوجي:
الفلوجة عاصمة الرجال وتاج العرب المبين ..
هي جسر الوصول إلى فردوس الله عبر ملكوت الرصاصة العراقية الباسلة .. حين اقصدها أبسمل بالجراح لله ، وحين أغادرها أوزع الدموع على زهورها الباقية ..
الفلوجة : أريج السوسنة ودرع الجوشنة والتفاحة العذراء .. المدينة والحقيقة والحلم . فإذا سألتني عن أسباب عنادي بها أقول :
أنا مبتدأ مرفوع الرأس وعلامة رفعي العراق .

فائز الحداد

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.