موقع اخباري عام مستقل معتمد نقابيا

لغة الروح… قصة قصيرة

سجى رضا الحـربي  /////

 

 

 

سلكوا الطريق الطويل المؤدي إلى المقبرة المهجورة خارج حدود قريتهم التي انشغل سكانها بهذا الوقت بموسم الحصاد وجني سنابل القمح والشمس التي مدت خيوطها كأنها أفاعي حمراء ترش السم لتقتل الأرض وتلبسها حلتها الجرداء.مشوا يداعبون بعضهم بأيديهم ضاحكين.دخلت أختهم الكبيرة المقبرة واستندت إلى احد المقابر بينما تولى أخويها الصغيرين قطف الزهور الصفراء الصغيرة التي نبتت بين ثغرات الصخور.حدقت بعينيها على ذلك القبر الذي استندت إليه لم يكن مدون عليه اسم لا لأمراءه أو رجل فصاحت بصوت عال,:حان وقت لعبة المقابر

تقدما نحوها أخويها. فيما مضى لعبوا هذه أللعبه حيث وقع الاختيار على أخيهم الأصغر.وعندما خيم الليل جائتة تلك العجوز البيضاء داعبته قليلا ورحلت . أكملت

:سأتوسل إلى صاحب القبر الذي اجلس إلية واطلب منة ألمجيء والتحدث إلي.انحنت فوق القبر وهمست بكلمات غير مفهومة .اخرج أخيها الوسط من جيبه تفاحة حمراء ورماها لها قضمت التفاحة ووضعتها على حافة القبر.وبين الجد والهزل والحزن والفرح . حل المساء هذا الضيف الثقيل والذي لا يحلو السمر إلا معه فكم من حبيب استند إلى كتفه الغليظ وكم من لوعة استظلت تحت صرح عالمة المخيف وما كان للأنظار إلا الترقب. استلقت على سريرها مستغرقة بالتفكير عن الروح التي ما لبت نداء السلام واتصال الأحياء بالعالم الأخر.وربطة عنقها معلقه بطرف النافذة يحركها الهواء عاليا مثلما تسمو النفس إلى خالقها فما كان لها إلا أن تفلت متجهه مع الريح صوب المقبرة.نهضت بخفه بهلوانيه فتحت النافذة بقوة وتبعتها. وعند دخولها المقبرة وجدت ربطتها معلقه على غصن شجرة صفصاف. قلبها يكاد أن يجن من الخوف وعتمه المكان ,ولم يرعبها الظل خفي الملامح الذي خرج لها من خلف جذع الشجرة. وبهدوء تقدم نحوها ,وبمجرد أن نظرت إلية تشكلت هيئته التي يشوبها شي من الغموض رأسه المشعث ولحيته الكثيفة وعينية الذئبيتين ,ابتسمت له لأنها أدركت ان هذه هي الروح التي ما تركتها تنام حزينة. عادت إلى منزلها مسرورة وشدت طرف ربطتها بالمكان المعتاد وصارت تتبعها كل ليلة . عواصف ترابية وصفير رياح وهاهي تستيقظ بعد نوم عميق حطت قميصها على كتفها وخرجت, لم تشعر بالطمأنينة ولا السكون الروحي, ولم تكن ربطة عنقها معلقة على غصن شجرة الصفصاف , ولم يخرج هو من خلف الجذع , وهذا صوت يصلها نفس كلماتها إلي تستحضر بها الأرواح كلماتها تتلى عليها, تتبعت الصوت ربما أن هذا الصوت عائد له , وبين إطراف المقابر المتآكلة أصبحت تشق طريقها , وما أن انقطع الصوت رأت حفرة عميقة لم تشاهد مثلها قط وحول أطرافها شجيرات معلق بأحدها ربطة عنقها وبعد أن فلتت في الحفرة ,بلا تردد تبعتها للأسفل *

سجى رضا الحـربي

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.