موقع اخباري عام مستقل معتمد نقابيا

سيمفونية مع حبيبتي

القاص / محمد الكريم

وأنا أتساءل مع نفسي كيف سيفهمون ” يستيقظ الحب في هذه الحرب ”
عدت إلى غرفتي التي أقيم فيها تمرينات العزف على العود تحضيرا للحفل الساهر بمناسبة أعياد راس السنة على إحدى قاعات المسرح الوطني ، والحفل سيبدأ بعد اقل من ساعتين . سمعت صوتا يصدر من غرفتي الموصدة الباب ، أثار غضبي ، وشد أعصابي “هذا تعدي على شخصيتي الفنية ” رنات متقطعة ، ونغمات مبعثرة ، مجرد انتقال من نغم إلى أخر . فتحت باب الغرفة وأنا أستشيط غضبا فوجئت بوجود حبيبتي هنا جالسة ، وتعمل محاولات للعزف لكنها تفشل في كل مرة حتى بدت جازعة ، وقفت وهي تنفر غضبها ، ولم تشعر بوجودي معها إذ تصرخ ” كيف تعلم هذا الأحمق … ؟ ”
قاطعتها :
– من الأحمق ؟ّ!
– ها .. أنت هنا .. متى دخلت ؟!
– ….
– دخلت إلى الغرفة دون أن استأذنك لكني طلبت من موظفي الاستعلامات يوصلوني لغرفتك .
– من الأحمق ؟ ( كررت بهدوء)
– ههههم .. هو ذلك الكلب …
– هو كلب ؟!
– شاهدت تقريراً في إحدى الفضائيات خلاصته إن كلبا يعزف وبمهارة على الكيتار .. أنا اعشق العود وأنت تعرف بمدى عشقي للعود .. لم لا تعلمني ؟
– أعلمك ، عن قريب ..
– لا ، الآن
– الآن ؟ بعد اقل من ساعة عن بداية الحفل ..
– ولو دقائق ..
ضحكت لها بإعجاب ، وهي تجلس وتتمايل وتبث العطور أعطيتها العود وبدأت تتراقص أناملها الشفافة الجميلة على الأوتار وأنا أحرك الريشة على ضوء حركاتها الجميلة فطغى صوتها على الموسيقى الهادئة
– تعرف حبيبي ؟ هذا العود أزاد حبي لك حين أراك تجلس أمام الآلاف من الناس وتنشر عليهم موضوعاتك فتطفئ الظلام وتشعل النور وتزرع الأمل وترسم الضحكة وتقتل الموت وتحيي الحياة وهم يصغون إليك يتلقفون منك نسمات الوجد …
اشتعلت الأضواء واهتز المسرح من تصفيقات الجمهور متفاعلين مع تفاعلنا الموسيقي من حيث لا نشعر بدخولنا إلى المسرح .

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.