موقع اخباري عام مستقل معتمد نقابيا

أبونا الحسين 

أبونا الحسين

حازم رشك – العراق

 

هو الحبُ   جسرٌ للخلاصِ ومَعْبرُ

إلى مَ يظلُّ الجرحُ بالجرحِ يُجْبَرُ

 

أبونا الذي للآن رأسٌ مُعلّق ٌ

مسيحٌ بآياتِ السلامِ يُبَشِّر ُ

 

يطوفُ بهِ الأيتامُ في كلِّ عاشرٍ

ينثُّ أبوّاتٍ ونحنُ نطبّرُ

 

يُعلّمنا أنَّ التحرّرَ أخضرٌ

وأنَّ ضجيجَ الجاهليةِ أحمر ُ

 

أبونا بريدٌ من كفوفٍ رقيقةٍ

عروشُ فراشاتٍ وإنْ غاب (خنصرُ)

 

أبونا بلا سيفٍ ورمحٍ وعسكرٍ

ولكنّه في كلّ قلبٍ معسكرُ

 

أبونا سَميُّ النهرِ سرٌّ بموجهِ

يصلّي على جرفيهِ موجٌ وأنهرُ

 

إذا الدهرُ أضحى من عطاشى تأججتْ

مشاعرهُ وانسابَ منهنَّ كوثر

 

أبونا وكنّا راقدينَ بحجرهِ

يفتّ لنا نوما لذيذا ويسهرُ

 

يكرّرُ موتا باذخا عن صغاره ِ

ليخبرَنا أن الحياة َ تكرر ُ

 

رفيفُ صلاةٍ لا تلذُّ تلاوةٌ

إذا لم يكنْ فيها حبيبا يكبّر ُ

 

يجمّعُ أوصالَ المريدين كلّما

تشتتَ شملٌ واستجدَّ تبعثرُ

 

أبونا شهيدٌ لا البكاءُ بنافعٍ

عليهِ، ولا ضربٌ على الصدرِ ينصُرُ

 

أبونا مقيمٌ في بيوتٍ عتيقةٍ

يرمّم ُ أرواحا بها السوسُ ينخرُ

 

على كلِّ سطحٍ رايةٌ سندسية ٌ

وفي كلِّ حلمٍ للشعوبِ محررُ

 

أبونا خطوطُ الطولِ والعرضِ كلُّها

وإنْ لفّهُ هذا الضجيجُ المؤطر ُ

 

أراني أراه اليومَ سبعينَ واحةً

وسبعينَ ألفا من ظماءٍ تجمهروا

 

تفرّدَ بالسُّقيا وآوى لصبره

على أنّه منها على الموتِ أصبرُ

 

وحينَ رآهم يرتوونَ بنحرهِ

بكاهم أبونا وهو للآن يكبر ُ

التعليقات مغلقة.