موقع اخباري عام مستقل معتمد نقابيا

بياريت قطريب لـ«الشرق الأوسط»: تمنيت لو عرض «ظل» على إحدى القنوات المحلية- وكالة ذي قار


من تابع مسلسل «ظل» الرمضاني، لا بد أن تكون الممثلة بياريت قطريب قد لفتته بهدوئها وبحثها الدائم عن الحق، ضمن شخصية المحامية أمل التي جسدتها فيه.
ورغم أن المسلسل تغلفه إلى حد ما الغرابة والغموض، إذ جاءت حبكة نصه غير مكتملة في مطارح كثيرة، إلا أن بياريت كانت من الممثلين القلائل فيه صاحبة شخصية واضحة المعالم. في المقابل حملت علاقتها بالمحامي قيس (يوسف الخال) علامات استفهام كثيرة عند المشاهد. فلم يستطع أن يعرف طبيعة هذه العلاقة، سيما وأن المسلسل وحتى حلقته الثلاثين والأخيرة لم يكشف عن هذا الأمر.
وترد بياريت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «في الحقيقة، كان المطلوب بحسب النص أن تبدو هذه العلاقة غامضة المعالم في الحلقات الأولى من العمل. هناك كثيرون من متابعيه طرحوا نفس السؤال. كان من المفروض ودائماً حسب النص أن تتبلور طبيعة هذه العلاقة فيما بعد، ولكنني تفاجأت بعملية مونتاج ألغت هذه المشاهد. لم أعرف السبب الحقيقي وراء هذا الأمر، فقد يكون سببه ضيق الوقت أو أي أسباب أخرى أجهلها».
لم تنكر بياريت تفاجئها بحجب هذه المشاهد التي تدور في جو رومانسي تبرز مقومات هذه العلاقة. وتعتب لحذف تلك المشاهد من المسلسل وتعلق: «كان هناك ولحظات جميلة أديتها مع يوسف الخال، وتطلبت مني الجهد وكانت من دون شك، ستحدث تفاعلاً عند المشاهد. فهذا الأخير، يحب متابعة المشاهد الرومنسية خصوصاً، في عمل كـ«ظل» حبكة نصه غير اعتيادية وحلوة».
ولكن عادة ما ينتظر الممثل عملية المونتاج في المسلسل، لأن لها وقعها على سياق العمل الدرامي تماماً، كعملية الإخراج. فهل حاولت أن تستفهم عن سبب تغييب تلك المشاهد؟ توضح لـ«الشرق الأوسط»: «لا لم أحاول أن أفهم الأسباب مع أنها المرة الأولى التي أواجه فيها موقفاً مماثلاً في مشواري التمثيلي. وكل ما أعرفه أن هناك تعباً وجهداً ذهبا سدى، وحزناً تملكني ليس أكثر».
وعن الذي جذبها في شخصية المحامية أمل التي جسدتها في «ظل»، تقول: «أحببت هذه الشخصية لأنها مع الحق ولا توارب. وكان لها دوراً محورياً في دفع المحامي قيس إلى الأمام وتشجيعه على مواجهة الحقائق، مهما كان الثمن. كما أعجبت على الورق بهذه العلاقة التي تولد بينهما بحيث تكون السند الصلب له». وهل هي المرة الأولى التي تتعاونين فيها مع يوسف الخال؟ ترد: «لا، سبق وتشاركنا في تقديم مسرحية «حركة 6 أيار» التي عرضت في عامي 2017 و2018، وكذلك في مسلسل «هروب» في عام 2010 وكنت سعيدة بالعودة للوقوف معه في هذا العمل بعد غياب».
تدور أحداث مسلسل «ظل» ضمن إطار اجتماعي درامي رومانسي يتخلله عنصر الجريمة التشويقي، فيطرح مجموعة من القضايا الاجتماعية ومدى تأثيرها على الأشخاص، ولا سيما ضمن ممارسة مهنة المحاماة. يشارك فيه كوكبة من الممثلين اللبنانيين والسوريين، بينهم جمال سليمان ويوسف الخال وجيسي عبدو وعبد المنعم عمايري، من إنتاج شركة «جولد تاتش» لصاحبها مفيد الرفاعي.
وعن تجربتها في التمثيل ضمن مسلسل يشارك فيه جمال سليمان، بحيث يجتمعان في مشهد يتيم طيلة العمل. تقول بياريت: «كنت متشوقة للقاء جمال سليمان سيما وأنه قامة فنية عربية يشهد لها. وعندما يمر الممثل في تجربة أول مرة مع ممثل بهذا المستوى، يعتريه القلق للوهلة الأولى. ولكن عندما اجتمعنا في موقع التصوير لأداء المشهد، شعرت سريعاً بالراحة التي يزودك بها لا شعورياً. فتبدد كل القلق الذي كنت أحمله في داخلي، وقدمنا هذا المشهد بسلاسة تامة».
تمنت بياريت القطريب لو أن «ظل» تم عرضه بموازاة منصة «شاهد» على إحدى القنوات المحلية، وعلقت على تجربتها في هذا العمل الدرامي ككل: «لا شك أن التجربة برمتها كانت جيدة وأحببتها كثيراً، كما أن العمل مع المخرج محمود كامل كانت رائعة، إذ يترك للممثل مساحات حرة في الأداء، فتبدو عفوية أكثر. وكان في الإمكان أن تحمل متعة أكبر لي وللمشاهدين، لو لم تحذف المشاهد التي تحدثت عنها آنفا. كما تمنيت لو جرى عرض المسلسل على إحدى القنوات المحلية، إذ كان سيحظى بانتشار أكبر سيما وأنه يعرض في موسم رمضان».
وكان لبياريت دور مميز، سبق وقدمته في مسلسل «رقصة مطر»، يتألف من 13 حلقة وعرضته منصة «شاهد». قدمت فيه شخصية غريبة لم يسبق لها أن جسدت ما يشبهها، فتمتعت خلالها بأداء ممتاز سيما وأن التغيير الذي غلف الشخصية طال أيضاً شكلها الخارجي. تتحدث عن دورها هذا وتقول: «أشعر وكأن شخصية ساميا التي أديتها في «رقصة مطر» من أجمل الأدوار في مشواري التمثيلي. فهي تحمل الكثير من التناقض والتنوع، كما يتلون الدور بالخروج عن المألوف. ساميا صاحبة شخصية مجنونة، تستطيع أن تذهب بأدائها إلى أبعد حدود وتفاجئ الجميع».
أحبت بياريت تجسيد هذه الشخصية منذ قراءتها لها على الورق، ومما زاد من تشويقها للمشاركة في العمل هو إدارته بقيادة المخرج جو بو عيد. وتقول: «إنها المرة الأولى التي أتعاون فيها معه. سمعت عنه الكثير فكنت متحمسة للعمل تحت إدارته. هو بالفعل مخرج حقيقي يمد الممثل بالطاقة ويشرف على أدق التفاصيل بشخصيات العمل. كما أنه يزودك بملاحظات دقيقة تحدث الفرق للممثل وعند المشاهد معاً». وعن كيفية تحضيرها لهذه الشخصية التي تلعبها لأول مرة وغير مألوفة ترد: «عندما تصلين إلى موقع التصوير، تدخلين في مزاج أي شخصية تؤدينها تلقائياً. وأنا كممثلة، كنت قد حضرت لهذا الدور ولجميع مشاهدي. فأجواء التصوير بحد ذاتها تسهل على الممثل المهمة. أنا كممثلة أقوم بواجبي على أكمل وجه، ولكن بمجرد أن تدور الكاميرا، فهي تسرقك بسلاسة وتنسجمين في الدور. لم أجد أي صعوبة تذكر في أداء هذا الدور، خصوصاً وأنني أحببته كثيراً. وهذا التغيير الذي غمرني من رأسي حتى أخمص قدمي، كان بمثابة مساحة احتاجها كممثلة للتنويع قلباً وقالباً».
وترى بياريت قطريب أن مهمة المخرج أساسية في العمل الدرامي، إضافة إلى عنصرين آخرين هما: النص وأداء العمل. «مهما كان الممثل متمكناً من أدائه، فهو بحاجة إلى عين المخرج، إذ يستطيع أن يلاحظ أي خطأ. فهو مرآة الممثل ووحده من يستطيع أن يعكس الجهد الذي يقوم به. المخرج برأي هو النقطة الفاصلة في العمل الدرامي».
تصور قطريب حالياً مسلسلي «من إلى» و«التحدي». الأول كان من المتوقع أن يشارك في موسم رمضان، ولأسباب كثيرة، لم يتم إنجازه في الوقت المناسب، من بطولة قصي الخولي وفاليري أبي شقرا وإنتاج شركة «الصباح». وعن طبيعة شخصيتها فيه تقول: «العمل يتألف من 30 حلقة، أقدم خلاله دوراً جديداً أيضاً. ودخوله على الخط يأتي بفعل أحداث مفاجئة تفرض عليه السير مع الموجة كي يستطيع أن ينقذ نفسه». وتنتظر عرض هذا المسلسل، لأنها متحمسة للنتيجة سيما وأنها تعاونت فيها مع المخرج مجدي سميري، صاحب نكهة خاصةً بأعماله كما تصفه.
أما في مسلسل «التحدي» وهو تكملة لمسلسل «سر» ضمن 60 حلقة جديدة، فتقول بأنه أول تعاون مع المخرج مروان بركات الذي اكتشفت فيه شخصية محببة إلى القلب ومبدعة في الوقت نفسه. «طبيعة دوري في «التحدي» ستحمل في طياتها الإنسانية، غير باقي الشخصيات التي تدور في الإطار البوليسي».
وعما تتمنى اليوم أن تقوم به في عالم التمثيل ترد: «اشتقت للعمل في المسرح والسينما. وقفة الممثل على الخشبة تزوده بتجربة لها خصوصيتها، تزيده نضجاً وتنظف موهبته، كما على بالي التمثيل من جديد في عمل سينمائي من باب التغيير والتمتع بتجربة أحبها أيضاً».



المصدر

التعليقات مغلقة.