موقع اخباري عام مستقل معتمد نقابيا

بالفيديو فيلم رومانسي كوميدي- وكالة ذي قار


لربما استغرق الأمر بعض الوقت والتغييرات والتعديلات، لكن في هذه المرحلة من رحلة ثور أودينسون لا نعتقد أنه من المبالغة وصفه بأنه أحد الشخصيات (وإن لم يكن أكثرها) إقناعا ممن لازالوا موجودين في كون مارفل السينمائي، ويبدو أن هذا يحدث بدافع الضرورة، حيث من الصعب الشعور بالقلق تجاه شخصية الأزغاردي الذي لا يقهر عندما تشتد الأمور في المعركة، ولهذا السبب حرصت استديوهات مارفل منذ ظهوره الأول على وضعه في مواجهة مخاطر عاطفية حقيقية حتى عندما ينهار نصف العالم من حوله.

حتى خلال إطلالة ثور الأقل إثارة للإعجاب في البداية، كانت الأسئلة حول القدرة على الارتقاء إلى مستوى توقعاتنا وإظهار النضج والواجب والهدف وحتى الحب في طليعة توقعاتنا لفيلم «Thor»، وهي لا زالت في الطليعة مع «Thor 4» لقد كان عنصرا مهما بإنقاذ الكون منذ فترة طويلة الآن، وفيلم «Thor: Love and Thunder» لا يسعى إلى دفع الشخصية نحو اتجاه جديد، ولا بأس في ذلك لأن الفيلم ينجح في تكريم رحلته حتى لو لم يقدم شيئا جديدا إلى كون مارفل السينمائي بشكل عام.

يبدأ الفيلم بتلخيص سردي من كورغ حول تاريخ ثور (كريس هيمسوورث)، نتذكر مقدار المأساة والخسارة التي كان عليه مواجهتها، وكيف أن عمله الحالي كعضو مستقل في فريق «Guardian of the Galaxy» يساعده في عملية الشفاء، حيث قام هيمسوورث بتجسيد الشخصية بطريقة جعلته يبدو لا يهاب شيئا سواء من ناحية الاضطرابات الداخلية للآلهة أو شخصيته المنمقة، مستمرا بإلقاء العبارات المضحكة والكوميديا الجسدية الناجحة.

لو أردنا الإجابة عن سؤال من هي أفضل شخصية تم تجسيدها في مارفل من ناحية الممثل والبطل فسيكون الإجماع على شخصية وولفرين للممثل (هيو جاكمان) على الأرجح، لكن الطريقة التي يحترم ويكرم فيها هيمسوورث شخصية ثور تجعله يستحق بكل تأكيد أن يوضع ضمن القائمة، لا يضيع «Love and Thunder» وقتا ليجعل ثور يلتقي حبيبته السابقة د.جين فوستر (ناتالي بورتمان)، والكشف عن شيء قد لا تتوقعونه، إنه فيلم رومانسي كوميدي، وهو ينجح في ذلك أيضا.

من خلال اعتناق الفيلم بالكامل لعناصر هذا النوع من الأفلام، يمهد المخرج وايتيتي الطريق أمام رفع مستوى الانسجام بشكل كبير بين هيمسوورث وبورتمان، خاصة في مشهد فلاش باك مطول يوضح لنا المراحل الأولى الرائعة من علاقتهما، وبالرغم من أنه مضى وقت طويل منذ غادرت جين فوستر بعد انفصالها عن ثور، إلا أن الظروف الحالية ترغمها على طلب المساعدة من الأزغارديين ويضطر الاثنان على وضع ماضيهما وراءهما ما إن يظهر الشرير غور الملقب بجزار الآلهة (كريسشان بيل).

رأينا جين في حالة من الضعف بعض الشيء في فيلم «The Dark World»، لكن اعتبرتها مطرقة ميولنير هنا شخصا جديرا وحولتها إلى مايتي ثور لم تحصل فوستر على فرصتها الكاملة في ظهورها الأول، لذا يمضي وايتيتي الكثير من الوقت للتعويض عن ذلك من خلال الاحتفال بذكائها وشجاعتها، وتتألق بورتمان بشخصية جين هنا وهي تفكر بما تعنيه قوة ثور بالنسبة إلى مستقبلها، بالرغم من أن محاولتها الزائدة لإطلاق العبارات المميزة التي تشير بها إلى نفسها تزيد عن حدها أحيانا وقد لا تنجح دائما بإحداث التأثير المطلوب.

تمهد الافتتاحية الهادئة والفعالة في «Love and Thunder» والتي تضم مشهدا بارزا بالفيلم الطريق أمام شخصية غور وما يدفع هذا الشرير الذي كان مؤمنا يوما لتوعده في قتل كل الآلهة، حيث تتأرجح شخصية «جزار الآلهة» بين الشرير الدرامي المسرحي وبين العازم على تحقيق ما يريده بشكل مثير للتوتر، ويعامل بيل كل طبقة من الشرير بحيوية رائعة، ومن الواضح أن بيل يستمتع بفرصة تصوير شخصية أكثر مرحا من القصص المصورة، حتى في سعيه للانتقام، وهذا المسعى والصراع اللذان يقودان «Love and Thunder» هما المكان الذي يتجنب فيه الفيلم خوض أي مخاطرة، حيث إن السباق لإيقاف غور قبل ان يتمكن من كسب أفضلية لا تقهر على الآلهة الأخرى في كون مارفل السينمائي يقدم كل العناصر المألوفة من هذه الأفلام، حيث يطارد الأبطال والأشرار بعضهم البعض في أرجاء الكون.

وبالرغم من أن الفيلم ذو وتيرة سريعة، إلا أن ثور ورفاقه لا يمانعون قضاء بعض الوقت من دون إنجاز الكثير، وهنا يحاول «Thor: Love and Thunder» عدم إحداث تغييرات جذرية في كون مارفل السينمائي، ويصبح هذا ملحوظا بشكل خاص في تداعيات الحبكة الفرعية التي تتضمن زيوس (راسل كرو) عند ظهوره هو ولهجته اليونانية الجنونية لأول مرة.

من غير الواضح ما إذا كان تحفظ الفيلم تجاه الالتزام بخياراته الخاصة ينبع من القيود التي تفرضها مارفل من أجل ترك الخيارات مفتوحة أمام الأفلام اللاحقة، لكن يبدو الفيلم أقل جاذبية خلال لحظات الخطر نتيجة لذلك لا يستغل الفيلم للأسف شخصية الملكة فالكيري (تيسا تومبسون) بما يكفي، والتي تستمر بالهيمنة بكل ما للكلمة من معنى.

يمتاز أداء تومبسون بالفخامة والفتك والتواضع، وتجعلها قدرتها على تجسيد غرور وطبيعة الملكة فالكيري بسلاسة تختطف الأضواء بشكل مستمر خاصة في مزاحها مع ثور وجين، ويتم تصويرها بالمشاهد المبكرة من الفيلم وهي تظهر عبر الإعلام وتسعى لتعزيز قطاع السياحة في نيو آزغارد، وهي وظيفة لا تحصل على التقدير الذي تستحقه لكنها سعيدة بالقيام بها لو كانت ستبقي شعبها مرتاحا، لكن النصف الثاني من الفيلم يخفق بإعطاء هذه الشخصية حقها، فالطريقة التي تساهم فيها الملكة فالكيري بالقصة تبدو بأنها مصممة للحفاظ على تقدم القصة في وتيرتها، وذلك ربما من أجل إبقاء التركيز على جين وثور.

وتماما مثلما يحصل مع غور، ما إن ينطلق «Love and Thunder» فهو لا يتعامل جيدا مع الجوانب الأكثر عمقا لدى فالكيري من أجل التركيز على أي شيء سينقلنا إلى المعركة التالية بشكل أسرع، وتبدأ مشاهد الأكشن هذه بالتشويش بحلول منتصف الفيلم، لكن هذا لا يعني أن المخرج تايكا وايتيتي لا يضع كل ما يخطر على البال من الألوان في كل فرصة تسنح له، فالآلهة تنزف باللون الذهبي، الأمر الذي يحدث كثيرا، وحتى عندما ينتقل الفيلم إلى اللون الأحادي في إحدى مواجهات غور وثور، تضيء المناطق القريبة من مصادر الطاقة السحرية بنقاط من الألوان، كما تلقي الساحة بظلال دائرية مما يمنح المشهد بأكمله لوحة ألوان رائعة تبدو وكأنها إشارة إلى لقطة الفلاش باك التي تم تصويرها بطريقة رائعة لشخصية فالكيري في فيلم «Ragnarok».

يتمتع وايتيتي بموهبة عالية في العثور على لحظات كوميدية ضمن لحظات غريبة وغير متوقعة من أفلامه، وربما نراه في أفضل حالاته هنا في كيفية تجسيد كل من مطرقة «ميولنير» وفأس «ستورم بريكر» بخواص تشبه الإنسان، ولا نقصد القول هنا أن وايتيتي جعل مات بيري يلعب دور مطرقة ناطقة أو شيء من هذا القبيل، لكن الطرق التي يستخدم بها هذه الأسلحة ليست فقط لتعزيز بعض أقوى النكات في هذا العمل، بل كدلالة على خط ثور العاطفي مما يوفر بعض اللحظات الأكثر إرضاء بالفيلم، لكن من ناحية استخدام الفيلم لأغان معروفة بدلا من موسيقى تصويرية تم تلحينها خصيصا لأجله، فإن الأمر يصبح متكررا بعض الشيء، سواء من ناحية أنها تصبح متوقعة عندما ينطلق الأبطال نحو المعركة أو من ناحية التجميع الفني لها، حيث يضم الفيلم 4 أغان من ألبوم واحد والذي بالرغم من أنه كلاسيكي إلا أنه لا يوجد ارتباط كبير بين هذه الأغاني والقصة، لذا فهو خيار محير بعض الشيء.





المصدر

التعليقات مغلقة.