موقع اخباري عام مستقل معتمد نقابيا

بالفيديو Firestarter تسعون دقيقة من الانتظار- وكالة ذي قار


يمتاز فيلم شركة «Blumhouse» الجديد المبني على رواية ستيفن كينغ المبتكرة «Firestarter» الذي صدر في 1980 بأداء قوي من زاك إيفرون (الذي يلعب دور أب)، والطفلة المتألقة ريان كييرا آرمسترونغ، لكن وللأسف يمثل المنتج النهائي إعادة سرد عادية لقصة تحتاج إلى دفعة إضافية بالنسبة لزماننا في 2022 لتتمكن من البروز بين الأفلام العصرية للأشخاص الذين يمتلكون قوى خارقة.

لم تعد أفلام قصص الأبطال الخارقين هي جوهر نسيج المنصات المتعددة السائدة فحسب، بل أصبح للأفلام التي تركز على اليافعين الذين يكتشفون قدراتهم نوعها الخاص أيضا، ونظرا لأن «Firestarter» مبني على رواية لستيفن كينغ، فهو بطبيعة الحال أكثر شرا من الأساطير الأخرى للأطفال التي تميل نحو مغامرات عائلية، لكن إعادة تقديم هذه القصة من دون إضافة أي شيء جديد بشكل خاص أو جعلها مرعبة، يتركها ضعيفة وتبدو بأنها غير أصلية على الإطلاق ضمن مشهد أفلام المتحولين على الرغم من كونها واحدة من القصص الأولى من هذا النوع.

تلعب آرمسترونغ دور «تشارلي ماكغي»، وهي فتاة ولدت بقوى هائلة نتيجة التجارب الحكومية التي أجريت على والديها (والتي أعطتهما قدرات مختلفة في التخاطر والتحريك الذهني). تهرب تشارلي من «المتجر»، وهو المنظمة العلمية الغامضة الذي أجرت عليهم الاختبارات، وتعتبر قدراتها أكثر خطورة بكثير من قدرات والدتها وأبيها، حيث إنها لا تمتلك قدراتهما كليهما فحسب، بل أيضا قدرة إضرام النيران.

يمكنها إطلاق مساحات كبيرة من اللهب أو تسخين بقعة واحدة فقط حتى يحترق أحدهم، وتقدم آرمسترونغ أداء جيدا بهذا الدور، ليس فقط من خلال إظهار المشاعر العميقة ولكن أيضا التزامن بشكل جيد مع استخدام تشارلي للقوى، ووجهها الغاضب، والتأثيرات المولدة بالحاسب (CGI) المرتبطة بهم.

يعتبر إيفرون أيضا جزءا قويا من هذه القصة، بدور «آندي» والد تشارلي الذي يتمتع بالقدرة على دفع عقول الناس، وحملهم على الخضوع لإرادته، ويقدم كل من إيفرون وآرمسترونغ أداء مقنعا كثنائي محبب، وتحدث أفضل اللحظات في الفيلم عندما يكونان معا، لكن القصة نفسها تعاني من السطحية ولا تستخدمهما بالشكل الكافي، وعلى الرغم من عيوب «Firestarter»، والتي تؤثر أيضا على الممثلين كيرتوود سميث وغلوريا ريوبن اللذين يقدمان دورين على غرار زميلين بأفلام «Jason Bourne»، فإن إيفرون وآرمسترونغ يتركان بصمتهما من خلال تقديم أداء درامي جيد.

ومن ناحية شرير الفيلم، لا تتم معاملة مايكل غرايايز بشكل غير عادل مثل الآخرين، لكن مازال يبدو حضوره كشبح بدلا من شخصية كاملة، حيث يلعب غرايايز دور«راينبيرد»، وهو مختص ذو قوى خارقة تم إرساله للإمساك بتشارلي (لعب دوره جورج سي. سكوت في نسخة 1984)، وهو يحصل على بعض لحظات المواجهة البارزة، لكن نهاية قصة شخصيته ليست منطقية بالمرة ولا تضيف سوى المزيد من الإرباك على هذه الحكاية.

هناك تغيير على القصة (مختلف بعض الشيء عن الرواية) يعطي وقتا أطول على الشاشة لشخصية «فيكي ماكغي» والدة تشارلي (سيدني ليمون)، فبدلا من الظهور فقط في لقطات فلاش باك، فيكي وآندي يتشاركان في تربية تشارلي، حيث تدافع فيكي عن تعليم تشارلي كيفية استخدام قواها، وبالرغم من أن هذا التغيير الطفيف جدا ليس التجديد الذي تحتاجه القصة للتميز لكنه يعطينا أحد أفضل المواجهات في الفيلم عندما يأتي راينبيرد.

يجدر القول ان «Firestarter» لا يحتوي على شرارة من الناحية البصرية كما تبدو القصة صامتة وجافة، حيث تبدو حياة تشارلي وأندي الهاربين على الدوام بأنها تستمر ليوم واحد (ويتم تخفيف عناصر الشعور الملحمي إلى شيء يشبه مجرد قصة قصيرة)، فيبدو مظهر «Firestarter» باهتا، مع شعور بأنه مجرد فيلم تلفزيوني، قد يكون من الممل أحيانا الانتظار بحماس حتى يتكشف الحرق الوحشي في نهاية الفيلم، لكن حتى عند حدوث ذلك، فهو يبدو متكلفا. يمتد الفيلم إلى 90 دقيقة من الانتظار للوصول إلى الذروة، لكنه لا يحقق الذروة النارية التي نتمناها.





المصدر

التعليقات مغلقة.