موقع اخباري عام مستقل معتمد نقابيا

Cocaine Bear يجمع بين الدموية المفرطة- وكالة ذي قار


يبدأ «Cocaine Bear» بمشهد هروب مهربي مخدرات ودفنهم للكوكايين الذي بحوزتهم في الغابة، الفيلم مأخوذ عن حادثة وقعت بالفعل في 1985 حين عثر دب متوحش على كمية كبيرة من المخدرات في إحدى المناطق البرية وعثور حراس الغابات على ذلك الدب ميتا إثر تناوله كمية كبيرة منها، حيث عثروا في أحشائه على كمية كبيرة من مخدر الكوكايين، مما أدى إلى وفاته على الفور، كانت تلك الأحداث اشتهرت آنذاك باسم «دب الكوكايين».

كانت تلك القصة هي مصدر إلهام صناع الفيلم ليأتينا «Cocaine Bear» من تأليف وإخراج إليزابيث بانكس بصورة فيلم حول دب يصاب بفورة غضب عارمة بسبب إدمانه على مخدر الكوكايين بعد تناوله 35 كيلو غراما منها، فيتحول إلى قاتل شرس وعلى الرغم من استحالة حدوث ذلك، إلا أن هذا هو حال السينما صنع الخيال وتحويله إلى صورة مرئية ومنطقة اللا منطقي.

هناك شيء مرض بشكل غريب حول مشاهدة راكبي الأمواج المتعجرفين والعنيدين وغير المحبوبين أو طلاب الجامعات في رحلة بالقوارب يتعرضون للتمزيق إلى أشلاء، وعلى غرار أفلام «الفك المفترس»، والرعب في الأعماق يقدم «Cocaine Bear» الكثير من هذه اللحظات المرضية التي يشعر المشاهد بالذنب لاستمتاعه بها، لكن على عكس أفلام مثل «Sharknado»، فإن بطله الدب الذي تعاطى الكوكايين مقنع بما يكفي ليكون مخيفا عندما يمزق كل شخص مشكوك به أخلاقيا يقف في طريقه.

لذا نعم، إن «Cocaine Bear» فيلم أحمق جدا ربما خمنتم ذلك من فكرته: يجد الدب الكوكايين في الغابة، ويأكله، ثم تحدث أشياء سيئة للغاية، لذا لا ينبغي أن يفاجئكم أن هذا ليس فيلما حول شخص عاقل، ولا ينبغي أن يكون كذلك، لكن المثير للمفاجأة هو أنه ينجح جيدا، على افتراض أنه يمكنكم مشاهدته وفقا لشروطه الهزلية.

ففي الواقع (كما ذكرنا سلفا) لا تستطيع الدببة تحمل 35 كغ من الكوكايين. لكن فيلم «Cocaine Bear» من ناحية أخرى يطرح فكرة: «ماذا لو أن ذاك الدب عاش وانطلق في حالة من الهياج عبر غابة كثيفة، فيقتل تقريبا كل شخص يقف في طريقه أثناء بحثه عن المزيد من الكوكايين، وهي مادة أثارت إعجاب الدب إلى حد كبير؟». لكن على عكس أفلام مثل «Snakes on a Plane»، وهو فيلم يطرح السؤال: «ماذا لو كانت هناك أفاع على متن طائرة؟»، أو «Sharknado»، الذي يطرح السؤال: «ماذا لو كان هناك أسماك قرش في إعصار؟»، فإن «Cocaine Bear» قد تم إنتاجه بشكل جيد جدا على غير المتوقع، إنه فيلم مضحك إلى أبعد الحدود وفي الوقت نفسه شديد العنف، فيقدم لنا يوما مشبعا بالدماء بشكل كوميدي في الحديقة مع دب قاتل تعاطى الكوكايين.

تحظى مواضيع الرعب والكوميديا دائما بفرصة التناقض مع بعضها البعض، ولكنها في «Cocaine Bear» تمتزج بشكل جيد. هذا ليس فقط لأن المفهوم بأكمله هزلي، ولكن أيضا لأن كل شخص (وحيوان) على الشاشة ملتزم بالكامل بالأداء، وهناك شعور واضح بأنهم جميعا كانوا يقضون وقتا رائعا جدا في صنع الفيلم. تمتاز الشخصيات والأزياء بطابع مبالغ فيه للغاية، بداية من شخصية زعيم المخدرات الجد الخسيس (راي ليوتا) ووصولا إلى حارسة المتنزه غير الكفؤة (مارغو مارتينديل).

أفضل طريقة يمكن فيها وصف تأليف السيناريو بحد ذاته هي أنه غريب وأحمق، والذي يميل في اتجاه أفلام المحاكاة الساخرة مثل «wet Hot American Summer» لذا إذا لم تكونوا من محبي هذا النوع من الكوميديا بالتحديد، فقد تصيب أو تخيب بعض النكات فيه بالنسبة إليكم. لكن الجانب المشرق هنا هو أنه عادة لو لم يعجبكم مؤد كوميدي في أحد النوادي الكوميدية فأنتم مضطرون للمعاناة عبر بقية فقرته قبل أن يخرج من المسرح، لكن في «Cocaine Bear» سترونهم يتعرضون للموت العنيف الفوري.

الجانب المرعب من الفيلم يشبه نوعا ما فيلم «الفك المفترس» ليس من ناحية أنه تحفة فنية لسبيلبرغ بالطبع، لكن لنتصور معا للحظة أن «الفك المفترس» أو «Jaws» مخيف بشكل جزئي؛ لأن أسماك القرش موجودة في المحيط وهي تقوم بمهاجمة البشر أحيانا. لذا تلاعب الفيلم بشعور الخوف لدينا من أن نصبح طعاما للقرش في المرة المقبلة التي نذهب بها للسباحة في البحر، وقام بتضخيم ذاك الشعور لأضعاف مضاعفة من خلال جعل القرش شديد الضخامة ويطارد البشر عن قصد، وهو أمر لا يحدث حقا. وعلى نفس المنوال، قد يواجه أي منا دبا كبيرا في رحلة تخييم أو نزهة في الحياة الواقعية، لكن لن يصادف أحد منا أبدا واحدا تعاطى أطنانا من الكوكايين. لذا فإن سيناريو Cocaine Bear لن يحدث لكم أو لعائلتكم، وهذا يجعل مشاهدته تحدث للآخرين أمرا ممتعا للغاية، خاصة عندما لا يكون لدى العديد من هؤلاء الأشخاص دوافع جيدة في الاعتبار.

يثبت «Cocaine Bear» منذ بدايته أنه لا مشكلة لديه في قتل أو تشويه أي من شخصياته بطرق جنونية، وأن الدب هو آلة قتل لا يمكن إيقافها، فهو ضخم وسريع وقادر على تسلق الأشجار وتحطيم الأبواب والقفز لعشرات الأمتار في الهواء ليحصل على ما يريد. تم تصميم الدب نفسه وتحريكه بواسطة استوديو التأثيرات الرقمية Weta FX الذي اتخذ من نيوزيلندا مقرا له، والذي عمل على أفلام مثل «Lord of the Rings» و«Avatar»، لذلك يكفي أن نقول انه يبدو ويتحرك بشكل واقعي للغاية، أو على الأقل قابل للتصديق وفقا لما قد يتخيل المرء حركة دب تعاطى الكوكايين.

تنجح عمليات القتل في ترك التأثير المطلوب في الغالب لأنها دموية وجنونية وغالبا ما تكون مضحكة للغاية. في الواقع، لا تهتم الدببة عموما بقتل ضحاياها قبل أكلها، بل تبدأ على الفور بتمزيقها إلى أشلاء، لكن أضف كوكايين إلى هذا المزيج فيصبح من المؤكد أنها لن تتعامل مع عشائها برفق. قد تكون تلك المشاهد وحشية لكننا لا نشعر تماما بالاهتمام لتلك الشخصيات؛ لأن العديد منها لا تمتلك الوقت الكافي لاتخاذ قرار ذكي نظرا للموقف الجنوني الذي تجد نفسها فيه فجأة، والعديد منهم أشخاص سيئون لكنهم محبوبون يحاولون العثور على الكوكايين بأنفسهم، كما أنكم لن تقوموا بتشجيع الدب نفسه؛ لأنه حيوان عنيف يعثر على المخدر، ويكتشف أنه يحبه، وينطلق في هجوم جنوني للعثور على المزيد من الكوكايين، لكننا بدلا من ذلك نشاهد مجموعة من العناصر الفوضوية التي تم وضعها في غابة ونستمتع بسعادة أنانية لمشاهدتها تبدأ بالتصادم معا بعنف وبشكل كوميدي. عندما يظهر الدب في مشهد ما لا تكون لدينا فكرة عما إذا كان يسعى لسفك دم الإنسان أو للجرعة التالية، لذلك يمكن أن يحدث أي شيء.

ينتشر الكوكايين في كل مكان في هذا الفيلم، وقد يبدو هذا الأمر جنونيا، لكن كان هذا هو الحال حقا في ذلك الوقت. تجري أحداث القصة خلال منتصف الثمانينيات، حيث كانت معظم الأفلام والموسيقى المفضلة من تلك الحقبة تغذيها كميات كبيرة من تلك المادة المسحوقة البيضاء. لا يسعى «Cocaine Bear» لإيصال أي رسالة هنا، لأنه لا يحاول تشجيع الكوكايين أو رفضه بشدة، بل هو يستخدم الكوكايين كأحد المكونات التي عندما يتم رشها على أحد المشاهد، تجعل الجميع يتفاعل معه ويصبح مهووسا ومجنونا ومسعورا.



المصدر

التعليقات مغلقة.