موقع اخباري عام مستقل معتمد نقابيا

Scream ينجح في تحقيق أهدافه بشكل مذهل- وكالة ذي قار


ما زالت سلسلة الرعب «Scream» من شركة الإنتاج «Radio Silence» تسير بقوة، حتى أن الجزء السادس منها أفضل من فيلم «Scream» الذي صدر عام 2022، وأعتبر أنه بث الحياة في السلسلة، إلا أن هناك جانبا سلبيا واحدا يمنع الفيلم من تحقيق التقييم المثالي، هو أن سيدني بريسكوت (نيف كامبل) لم تعد للفيلم الجديد.

أحد الأمور التي جعلت «Scream 2022» ناجحا أنه أخذ العناصر القديمة والجديدة، وبنى من خلالها الأساس المثالي لقصة تستطيع الاستمرار من دون البطلة الأصلية (وهي مهمة فشلت العديد من سلاسل الرعب الأخرى في تحقيقها)، حيث يستفيد «Scream 6» من ذلك، ويركز على عودة غايل ويذرز (كورتني كوكس) وشخصية كيربي ريد (هايدن باناتيا) المفضلة لدى المعجبين باعتبارهما إرث السلسلة، مع إعطاء الطاقم الجديد المساحة لتقديم ما لديهم، لكن المشكلة ليست في غياب شخصية «سيدني» بل السبب هو أنه يتم تبرير هذا الغياب في عبارة عابرة، فالمؤلفان جيمس فاندربيلت وغاي بوسيك ينجحان بكل شيء آخر في هذا الفصل الجديد، باستثناء هذا التبرير الذي تم التعامل معه بنفس السوء الذي تم التعامل به مع مفاوضات عقد نيف كامبل لكي ترجع الى السلسلة لكن باءت المحاولات بالفشل.

يلعب غياب «سيدني» دورا في الموضوع العام للفيلم، فلطالما كانت سلسلة «Scream» تتمحور حول التلاعب بمجازات الرعب، حيث تسخر منها وتبجلها في نفس الوقت، ويستمر هذا مع «Scream 6» لكنه هذه المرة لا يركز على التعامل مع الرعب ككل، بل إنه ذو وعي لأفلام أخرى، وبالتحديد أفلام «Scream» نفسها، حيث سترون الكثير من الإشارات للحظات الرعب المفضلة لديكم عبر العمل، سواء قديمة أو جديدة (رأيتم بالفعل الكثير منها في العرض الدعائي بحد ذاته).

ولا نشعر بأن لحظات الاستكشاف الذاتي في الفيلم كانت مبالغ بها أو أنها تسخر من إرث المخرج ويس كارفين، بل يقدم الفيلم بدلا من ذلك ضحكة على المجازات التي ساعدت السلسلة نفسها بإنشائها بعد قرابة 30 عاما و6 أفلام، فبعض القوانين تنطبق هنا، لكن القوانين الأخرى لم تعد ذات أهمية على الإطلاق، ونسأل «هل ستستمتعون أصلا بوقتكم في محاولة معرفة أي القوانين تناسبكم؟».

تقدم ميندي (جازمين سافوي براون) مونولوجها الخاص لإعطائنا تلميحات حول هذه القوانين، وقد تكون زائدة عن الحاجة قليلا، وتعكس روح «Scream 2022» أكثر من أي لحظة أخرى في الجزء الجديد، لكنها فعالة على الرغم من ذلك، ولن ندخل هنا في تفاصيل هذا المونولوج، لكن أحد الأشياء التي تسلط «ميندي» الضوء عليها هي أنه يجب تضخيم الدموية في هذا الجزء، ويا له من تضخيم! حيث إن الطعنات تستمر بالقدوم، ولا أحد في مأمن، وتتلقى الشخصيات الرئيسية الأربع ضربا أكثر مما تلقت الشخصيات الأصلية الثلاث على الإطلاق، ولا توجد أي طريقة حقيقية لمعرفة من سيتمكن من النجاة حتى نهاية الفيلم.

إن القلب النابض لـ «Scream 6» هو الشخصيات الرئيسية الأربع المذكورة آنفا (المكونة من التوأم من عائلة ميكس-مارتن والشقيقتين من عائلة كاربنتر)، فهذا الجزء الجديد يتخلى بشكل مقصود عن أسلوب أفلام «Scream» الاعتيادي في تفرقة أبطاله لجعلهم يجتمعون سوية في نهاية الفصل الأول، ويركز بدلا من ذلك على قصة تجعل النــاجـيــن مترابطين معا طوال الوقت، وهذا لا يسهم فقط في جعلنا نهتم أكثر بالشخصيات الرئيسية، بل أيضا بالأشخاص الذين يحبونهم أيضا، مثل داني (جوش سيغارا) وكوين (ليانا ليبرتو) وإيثان (جاك تشامبيون)، لكن عليكم مشاهدة الفيلم لمعرفة المزيد عن علاقاتهم مع شخصياتنا الرئيسية!

في الواقع، ينجح «Scream 6» في تحقيق أهدافه مع الشخصيات الثانوية أكثر من أي جزء سابق في السلسلة، وبالرغم من أن بعض الثناء يذهب إلى قدرة المؤلفين على تقريبنا من الشخصيات الرئيسية الأربع، إلا أن قدرا كبيرا من الثناء يجب أن يذهب إلى الممثلين المذكورين أعلاه أيضا، فلطالما أحببنا «سيدني» وديوي (ديفيد آركويت) و«غايل»، لكن ولت أيام ميــكـي (تيموثــي أولـيـفــانـــت) وديريكس (جيري أوكونيل) أبطال «Scream 2». بالرغم من أن قصة «Scream 6» التي تركز على الشخصيات هي السبب الرئيسي لنجاحه، إلا أنها ليست السبب الوحيد، حيث ستخطف بعض المشاهد في هذا الجزء أنفاسكم، سواء أجواء عربة قطار الأنفاق الضيقة للغاية بشكل يثير رهاب الأماكن الضيقة، أو التصوير الصادم لهوس شخص بغرفة الطعن التذكارية، حتى المساحة الضيقة لشقة «سام» وتارا (جينا أورتيغا) ستجعلكم في حالة ذهنية نيويوركية متوترة (بالرغم من أنه تم تصوير الفيلم في مونتريال)، كما أن التصوير السينمائي للمصور بريت جاتكيفيتش رائع للغاية، فهناك عدة مشاهد في الفصل الثالث التي تمزج بشكل مذهل بين الجمال والترويع بطرق مثيرة للغاية، وينطبق هذا بشكل خاص على غرفة الطعن التذكارية.



المصدر

التعليقات مغلقة.