يجتمعون باضطراب مثير للسخرية. في انتن مكان من المدينة. مكان يوشى فيه بالناس ليذهب كل حسب مصيره وغالبا ماتكون المصائر ماساوية وغريبة فربما كان الاعدام اهون من بعضها .
في هذا المكان الفريد من نوعه ليس هناك حرمة لاي شي. اي شي يمكن ان ينتهي وجوده بجرة قلم .
- ينطق كبيرهم : الى متى ندع هذا التافه يلعن الهتنا. انه يصف القيادة الحكيمة بالجبت والطاغوت ويصفنا نحن رجال الثورة المجيدة بالظالمين .
- نعم انه يؤلب الناس ضدنا. لن يقوى بنا الامر اذا ترك حرا. يجب ان نتغدى به قبل ان يتعشى بنا.
- فكرة جيدة الغداء قبل العشاء .
- رفع احدهم صوته : ولكن كيف ؟ كيف نتغدى به ! ؟.
استمر الجدال كل يدلو برايه. انقسموا الى قسمين بين مؤيد للتعجيل بالقضاء عليه واخر يفضل الحد من حركته فقط.
- هذه اصعب قضية اواجهها في حياتي .
- لا انها ليس صعبة الى هذه الدرجة طلقة واحدة تنهي المسالة .
- اظن ان طلقة واحدة لن تكون كافية .
- يضرب كبيرهم المنضدة بكلتا يديه محاولا وضع حد للاختلاف : لاحدود لنا الا حدود الثورة ولا قدسية لاي شي مهما يكن الا قدسية المبادى مبادى الحزب والثورة !.
سكون يعم المكان بعد موجة من النقاشات الحادة.
نهض كبيرهم واقفا بعد ان كادت سيجارته تحرق شاربه الغليظ .
- بالاستناد الى خبرتي في العمل الحزبي. ولضرورة الحفاظ على الثورة. اتخذت القرار سوف نقوم باعتقاله وليحصل مايحصل.
صمت
- تبدا العملية غدا عند الفجر حشدوا كل ما تستطيعون من قوة استعينوا برفاقنا من التنظيمات القريبة.
اليوم التالي فجرا.
يهمس احد الجلاوزة باذن الاخر :
- الاتعرف الى اين نذهب ؟
- لا ولكن يبدوا ان العملية مهمة جدا.
- نعم والا ما حشدوا لها كل هذا الحشد .
- حمدا لله انهم استدعونا لهذه العملية يبدوا ان هناك جائزة .
- وجائزة عظيمة على ما اظن سوف يكافؤننا انظر الى المسؤلين انهم منهمكون وفي حركة مستمرة ليس لهم قرار.
المداهمة
رغم اقتراب بزوغ الفجر الا ان الافق ظل مظلما بسبب سواد العسكر الذي ملء المكان.
تعاليت الصيحات
- طوقوا المكان لا تتركوا اي منفذ ( صاح كبيرهم ).
يهجمون هجمة رجل واحد .
يحيطون به من كل جانب .
يامل ايا منهم ان يقوم غيره بالمهمة .
- ويحكم اتخافون منه : (ينطق كبيرهم )
- انه مجرد كتاب قديم .
يمسكه. يمزقه. يضربه بالحائط … !
اذهب الى ربك وقل له قد مزقني احفاد الوليد .
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.