موقع اخباري عام مستقل معتمد نقابيا

(الأمل الحزين)

هادي عباس حسين /////

أخيرا حققت الحلم الذي ظل يدور في رأسها أن أكون زوجا لها بعدما كنت فارس أحلامها ,كانت نظراتها تلاحقني في اي وقت وتترصد تواجدي ومروري من أمام دارهم الذي لاصق داري ,عرفت منذ البداية متحججة بزيارتها المتكررة يوميا لأختي التي تقارب مع عمرها ,لعل اهتمامها المتزايد دفعني أن أبادلها بنفس الشعور لكن أن تكون زوجة لي ,لم أكن راغبا بهذا الأمر آلا أن إصرار والدتي رحمها الله أن أعلن موافقتي على الاقتران بها ,كادت تجن حقا وما زلت أتذكر أول ليلة لزواجنا وجدتها تذرف الدموع سألتها بدهشة

_لماذا تبكين ..؟أخائفة ..؟

أجابتني بصوت متقطع

_أنا لم اصدق أن حلمي تحقق..؟

اجتاحني شعور غريب أن أضمها إلى صدري وامسح دموعها بأطراف أصابعي ,فقلت لها

_ يا مجنونة في ليلة زفافك تبكين …؟

وفي كل خلوة تكون فيها وعلى طول السنوات أراها تذرف الدموع غير مصدقة أنها زوجة لي ,وقد تأكد لي بان المرأة التي تحب وتعشق يكون حبها وعشقها جنونيا ,عرفتها مكافحة وذات تصميم أقلقني لدرجة بقيت مستغربا كيف استطاعت أن تكمل دراستها الإعدادية ومن ثم معهد المعلمات وأصبحت تعلم تلاميذ  المدرسة القريبة من بيتنا ,وهبها الله منالها لكن حرمت من الإنجاب بينما صار كل أطفال المدرسة أولادها ,أحبها طلابها بدرجة كبيرة لأنها تعاملهم بكل رقة وحب وتهتم بهم لدرجة لا يصدقها العقل ,فوجدتها المربية والممرضة التي تعتني بهم وتتساءل عنهم حتى في أصعب مواقفها ,أنها نجحت بحياتها وتلقت عناية الله سبحانه وتعالى فقد نالت حج بيت الله وأفرحني القول عند مناداتها( بالحاجة) كانت أمنيتها أن يرزقها الله بولد او بنت واحدة حتى يحتفظ ذكراها من الزوال فوجدتها باكية عند ايدائها صلاة الليل ودعائها بان يهب لها الله محققا أمانيها ,مضت السنوات العشر الأولى بعد الزواج ولن يأتي ولي العهد أبدا وبالرغم مراجعتنا إلى أكثر من طبيب مختص كان جوابه أن ننتظر رحمة الله التي نحن متأمليها بفارغ الصبر ,كلما رايتها وجدتها متعبة مهمومة ترتقب حدثا يسرها ويغرقها في فرح لا وصف له,من تكرارها بالدعاء يا(وهاب )يا (جواد) قررت لوحدي لو جاء لي ولد لاسميه وهاب او جواد وعندي

بصيص من الأمل أن يحضر المنتظر ويقدم لتتغير كل صور حياتي التي باتت جامدة لا روح فيها  ,وثبت وهاب في أشهره الأولى وانطلقت أفراحي لتزين عالمي بمسرة احترت كيف أصفها ..؟أصبحت لا أتحمل نفسي من شدة فرحها الغامر وتتوجني بأطياف جميلة لن تزول من مخيلتي وأنا أتعجب وأؤمن بقدرة الله أن يحول اسمي من (أبا غائب)إلى (أبا جواد) بعد اهتمام واعتناء بالغ النظير ,فقد أمسيت الأم والأب والأخت والمدبر لأمور البيت كلها ,كنت أنا غاسلا للملابس ومنظفا دواخل الدار ومرتبا كل الحاجيات الموجودة بداخله وصرت الذي يذهب ليشتري الخضار ويعود ليكون طباخا ماهرا كله لأجل أن تنهض بالسلامة ويأتي قاتلا وحشتي ومالئا أركان بيتي بالحركة الدءوبة ,وهاب كان إعلان حزن أثقلني وفاجعة حلت على راسي عندما علت صرخته الأولى خمدت أنفاس من هواها قلبي وودعتني بكلمات قالتها لي قبل دخولها صالة الولادة

_عاهدني أن أتى وهاب أن تكون له أبا مثاليا ..

قلت لها وبدهشة

_أنت تعرفين انه من أمنياتي التي ارتقب حضورها ..

كانت تعلم بأنها سيأتي وهاب وترحل هي إلى العالم الأخر ,وهذا ما جرى وهو حكم الله وقدره أن يهبني ويأخذ مني في أن واحد ,بالنسبة لي كانت صدمة كبيرة كدت افقد من جرائها عقلي لولا عناية الله وحبه لي أن يصبرني على مصيبتي ويكلل خطاي بالصبر ويدعني اردد الآية الكريمة بسم الله الرحمن الرحيم(أنا لله وأنا إليه راجعون)تحقق أملي المفرح وغرقت في بقايا عمر حزين…..

 

 

 

 

هادي عباس حسين

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.