موقع اخباري عام مستقل معتمد نقابيا

ملح وسكر رائعة دريد لحام في سبعينيات القرن- وكالة ذي قار


دمشق – هدى العبود

«غوار» هو الاسم الذي اقتبسه دريد لحام من أحد الأشخاص الذين كان يعرفهم، فقد كان اسمه «غوار» فأعجب دريد بالاسم، واختاره وزاد عليه «الطوشة» ليكون اللقب المثالي لجميع ما كان يقوم به «غوار» في أعماله.

والحق يقال فـ «غوار» كان أكثر من وليس مجرد لقب يطلق على شخصية معينة لفترة وجيزة، بل كان هو الشخص الذي يرمز إلى الإنسان المكافح من أجل لقمة عيشه ويتحدث عما يصادفه من مشاكل في حياته كلها، ولم يكن لقمة سائغة بل كان أيضا شخصية فنية ساخرة ومتصرفة، وقد برز «غوار» بوجه الخصوص في التمثيليات، ثم قفز إلى منصة المسرح.

عرف عنه في الماضي بأنه يكتب ويخرج ويمثل أفلامه وينقد ما هو خطأ في المجتمع العربي، ويبصر المشاهد بمآسي الإنسان البسيط، حيث كان «غوار» يجمع في سياق حديثه المصائب الشخصية للمواطن والمآسي التي يشعر بها العربي في كل بقعة من أرجاء المعمورة.

نستطيع القول إن الفنان دريد لحام والملقب «غوار الطوشة» شغل الدنيا بأعماله الناقدة الساخرة ولا زال يطالب بحقوق المواطن من خلال أعماله الفنية التي ينتقيها بدقة.

و«ملح وسكر» هي أول عمل سوري عرض على شاشة التلفزيون السوري عام 1973 خلال شهر رمضان، وتدور أحداثه داخل السجن من خلال زيارة المرشدة الاجتماعية (صباح الجزائري) السجن للبحث عن سبب جنوح المساجين ويغني (ذياب مشهور) أغنية «عالمايا»، ويتذكر غوار الطوشة (دريد لحام) امه ويشتاق للحياة خارج القضبان ويغني أغنيته الشهيرة«لو لو لوو» و«يا ست الحبايب يا مو» كما يغني الفنان ذياب مشهور «يا أبوردين» لتقدم كذلك الفنانة طروب أغنيتين «تك تك» وذلك ضمن مسابقة ينظمها حسني البورظان (نهاد قلعي) داخل السجن، من خلال تمثيلية كوميدية سورية من بطولة دريد لحام ونهاد قلعي وبالاشتراك مع ياسين بقوش وناجي جبر ونجاح حفيظ، وعبداللطيف فتحي صباح الجزائري وغيرهم، والعمل من إخراج خلدون المالح.

و«ملح وسكر» استمرارية لأحداث الجزء الأول من مسلسل «صح النوم» بالحارة الدمشقية العتيقة، ومعروف عن الفنان دريد لحام ومن شاركه البطولة أنهم في كل كلمة يوجهون نقدا اجتماعيا هادفا بقالب كوميدي بناء تتخلله أغاني لا زالت تغنى من قبل لحام والمجتمع السوري بكل فئاته العمرية ليومنا هذا مثل أغنية «يامو يامو يا ست الحبايب يامو»، و«لو لو لوو»» وغيرهما الكثير.

يذكران الفنان دريد لحام أثرى العالم الفني السوري والعربي بأعمال فنية لا تنسى، ولا زالت أعماله تعرض على الفضائيات السورية بشكل دوري، والهدف منها أن تكون الأجيال القادمة مدركة لمؤسسي الحياة الفنية السورية.

والفنان دريد لحام والملقب بـ «غوار الطوشة» من مواليد عام 1934، ولد بحي الأمين الدمشقي من أب سوري وأم لبنانية من قرية مشغرة في القضاء البقاع الغربي.



المصدر

التعليقات مغلقة.