موقع اخباري عام مستقل معتمد نقابيا

نظرية الاعتماد على وسائل الإعلام (Media Dependency Theory)

هي نظرية تتعلق بالعلاقة بين الفرد ووسائل الإعلام

نظرية الاعتماد على وسائل الإعلام (Media Dependency Theory) هي نظرية تتعلق بالعلاقة بين الفرد ووسائل الإعلام. تفترض هذه النظرية أن الفرد يعتمد على وسائل الإعلام للحصول على المعلومات والترفيه والتواصل الاجتماعي، وأن هذا الاعتماد يزداد بمرور الوقت.[1]

نظرية الاعتماد على وسائل الإعلام نشأت في الستينيات من القرن الماضي، وهي تركز على دراسة كيفية تأثير وسائل الإعلام على المجتمعات والأفراد. يمكن القول إن هذه النظرية تركز على فكرة أن الأفراد يعتمدون على وسائل الإعلام للحصول على المعلومات والأخبار، وبالتالي فإن هذه الوسائل تؤثر بشكل كبير على آراءهم وسلوكياتهم. أحد أبرز علماء نظرية الاعتماد على وسائل الإعلام هو مؤسسها جورج جيربنر، حيث قدّم في دراسته “الاعتماد على وسائل الإعلام: نظرية اجتماعية” (1964) فكرة أن الأفراد يستخدمون وسائل الإعلام لتحقيق أهداف مختلفة، مثل التثقيف والترفيه والاتصال بالآخرين. كما أنه أشار إلى أن وسائل الإعلام تؤثر على الأفراد بشكل مباشر وغير مباشر، وتؤثر على آرائهم وسلوكياتهم. ومن العلماء الآخرين الذين ساهموا في تطوير نظرية الاعتماد على وسائل الإعلام: إيليزابيث نوفلا، وجوزيف دومان، وديفيد مورتن، وجون دورانت، وغيرهم.[2]

وتقول النظرية إن الفرد يعتمد على وسائل الإعلام لأنها تعطيه الدخل الأساسي للمعرفة والمعلومات والخبرات، وبالتالي تؤثر بشكل كبير على تصوراته وسلوكياته. وتتأثر هذه العلاقة بعوامل عديدة مثل الثقة في وسائل الإعلام وجودة المحتوى الذي يتم عرضه، والتكنولوجيا المتاحة للوصول إلى الوسائل الإعلامية، والبيئة الاجتماعية والثقافية التي يعيش فيها الفرد.

وبما أن الفرد يعتمد بشكل كبير على وسائل الإعلام، فإن هذه النظرية تفترض أن الوسائل الإعلامية لديها قدرة كبيرة على التأثير على الجماهير وتغيير سلوكياتهم وتصوراتهم، وأن الحكومات والشركات والمؤسسات الأخرى يمكنها استخدام وسائل الإعلام لتحقيق أهدافها وتأثير على الرأي العام. [3]

2-1-2-1. اهداف النظرية:

تهدف نظرية الاعتماد على وسائل الإعلام إلى فهم العلاقة بين الفرد ووسائل الإعلام وتأثيرها على سلوكياته وتصوراته. وتتمحور أهداف هذه النظرية حول عدة نقاط رئيسية، ومنها:

  • دراسة العلاقة بين الفرد ووسائل الإعلام: حيث تسعى النظرية إلى فهم كيفية تأثير وسائل الإعلام على سلوكيات وتصورات الفرد وكيف يعتمد الفرد على هذه الوسائل.
  • دراسة الآثار الاجتماعية لوسائل الإعلام: حيث تهدف النظرية إلى دراسة الأثر الذي تتركه وسائل الإعلام على المجتمع والرأي العام وسلوكياتهم. [4]
  • فهم دور وسائل الإعلام في تشكيل وتعزيز الرأي العام: حيث تسعى النظرية إلى فهم كيفية تأثير وسائل الإعلام على تشكيل الرأي العام وتعزيزه، وكيف يتم استخدام وسائل الإعلام لتأثير على الرأي العام وتغيير سلوكيات الناس.
  • دراسة دور الحكومات والشركات والمؤسسات في استخدام وسائل الإعلام: حيث تهدف النظرية إلى فهم كيفية استخدام الحكومات والشركات والمؤسسات الأخرى لوسائل الإعلام لتحقيق أهدافها وتأثير على الرأي العام.

ويمكن القول بأن أهداف نظرية الاعتماد على وسائل الإعلام تتمحور حول فهم دور وتأثير وسائل الإعلام في المجتمع وتشكيل الرأي العام، وكيفية استخدام هذه الوسائل لتحقيق أهداف معينة.

2-1-2-2. مفهوم نظرية الاعتماد

نظرية الاعتماد على وسائل الإعلام هي مفهوم يسعى إلى فهم العلاقة بين الأفراد والمجتمع ووسائل الإعلام. يقترح أن يعتمد الناس على وسائل الإعلام للحصول على المعلومات والتواصل والترفيه، مما يؤدي في النهاية إلى تشكيل وجهات نظرهم ومعتقداتهم وسلوكياتهم. كلما زاد اعتماد الأفراد على وسائل الإعلام، زاد تأثير وسائل الإعلام على حياتهم. وبالتالي، يمكن أن يؤثر مستوى الاعتماد على مصادر وسائل الإعلام بشكل كبير في الطريقة التي ينظر بها الناس إلى العالم من حولهم ويتنقلون فيه. مع الأخذ في الاعتبار كيف يؤثر الاعتماد على أشكال مختلفة من وسائل الإعلام في السلوك والمواقف والقيم. تفترض هذه النظرية أن الأفراد سيعتمدون بشكل متزايد على مصادر وسائل الإعلام لتلبية احتياجات المعلومات والاتصالات المحددة، مما يؤدي في النهاية إلى الاعتماد على وسائل الإعلام للحفاظ على الشعور بالتماسك وفهم العالم. يعد فهم تعقيدات نظرية الاعتماد على الوسائط أمرًا بالغ الأهمية لمعالجة آثارها المحتملة على المجتمع ككل.[5]

وتفترض النظرية أن اعتماد الناس على وسائل الإعلام يزداد عندما يرون أنها مصدر أساسي للمعلومات والتوجيه والترفيه. حيث تشير هذه النظرية إلى أن الإعلام يمكن أن يكون له تأثير عميق في تشكيل الآراء العامة والخطاب، وكذلك التأثير على المعايير والقيم الثقافية. علاوة على ذلك، تتعمق نظرية الاعتماد في تعقيدات هذه العلاقة، وتدرس العوامل التي تساهم في مدى الاعتماد على وسائل الإعلام وكيف تؤثر على الأفراد والمجتمعات.

كما وتفترض هذه النظرية أن الناس يعتمدون على وسائل الإعلام لتلبية الاحتياجات المختلفة، مثل الاحتياجات المعلوماتية والاجتماعية والترفيهية، والتي تؤثر بعد ذلك على تصوراتهم ومعتقداتهم وسلوكياتهم. من خلال فهم ديناميكيات الاعتماد على وسائل الإعلام، يمكن للباحثين والممارسين اكتساب رؤى حول كيفية تأثير استهلاك الوسائط على الأفراد والمجتمع. كما وتشمل دور وسائل الإعلام في تشكيل الهويات الاجتماعية، والطرق التي يوازن بها الأفراد بين استخدامهم لوسائل الإعلام ومصادر المعلومات والتفاعل الأخرى. [6]

ويمكن فهم النظرية على انها إطار يقوم بفحص العلاقة بين الأفراد والمجتمع ووسائل الإعلام. والتي تفترض هذه النظرية أن الناس يعتمدون على وسائل الإعلام ومصادر المعلومات إلى حد كبير من أجل تلبية الاحتياجات المختلفة، مثل البقاء على اطلاع وتكوين الآراء واتخاذ القرارات. وهكذا يصبح الاعتماد على وسائل الإعلام عاملاً مؤثراً في تشكيل تصور المرء للواقع وتوجيه السلوك. مع استمرار نمو اعتماد الناس على وسائل الإعلام، فيصبح من المهم بشكل متزايد إجراء تقييم نقدي لتأثيرات اعتماد وسائل الإعلام على الأفراد والمجتمع ككل.[7]

[1]. مي، نظريات الاتصال: ص 171

[2]. مكاوي، الاتصال ونظرياته المعاصرة: ص 65

[3]. حماده، «العلاقة المتبادلة بين وسائل الاعلام والجماهير في وضع أولويات القضايا العامة في مصر»: ص 217

[4]. مكاوي وحسين، الاتصال ونظريته المعاصرة: ص 126

[5]. بارعة، نظريات الاتصال: ص 68

[6]. بارعة، نظريات الاتصال: ص 77

[7]. المزاهرة، نظريات الاتصال: ص 210

التعليقات مغلقة.