موقع اخباري عام مستقل معتمد نقابيا

حكاية الأميرة نورا عرض داخل عرض لبث- وكالة ذي قار


دمشق – هدى العبود

ألقت الحرب السورية بظلالها على غالبية الأعمال الفنية عامة والمسرحية خاصة، نظرا للمعاناة الكبيرة التي عاشها السوريون خلالها، لكن والحق يقال ان الأطفال نالوا قسطا كبيرا من ويلات هذه الحرب نظرا لظروفها السيئة ولمساحة الظلم اللامتناهية التي رسمت بمخيلتهم العديد من مشاهد الذعر والخوف، من هنا كان اهتمام العديد من الكتاب سواء بالدراما أو الأعمال المسرحية والإذاعية والسينمائية لتخفيف آثارها، وفي هذا الصدد، تصدر المشهد كبار الكتاب مثل سامر محمد إسماعيل، كما كان للفنانين السوريين بصمتهم الواضحة من خلال أعمالهم، وأبرزهم النجم القدير دريد لحام والفنان أيمن زيدان وسلاف فواخرجي وسلافة معمار ووفاء موصلي وأمانة والي، والقائمة تطول.

من هنا نستطيع القول ان انتعاش المسرح في سنوات الحرب كان خجولا نوعا ما، لكنه لم يغب عن المدن، واليوم يشهد مسرح القباني وعلى مدى 15 يوما عروضا رائعة من خلال مسرحية «حكاية الأميرة نورا»، حيث احتشد جمهور محبي المسرح حتى يومه الأخير، فكانت المقاعد ممتلئة.

ونظرا لأهمية المسرحية توجهت «الأنباء» للوقوف على رأي المخرج والفنان سهيل عقلة، فقال: الكتابة للأطفال تحتاج الى الدقة والروية، فمخاطبة عقولهم تعتبر غاية في الصعوبة نظرا لأنهم يلاحظون ويدركون ما يجري حولهم بدقة متناهية، والنص الذي كتبه جوان جان أعتبره مختلفا عن العديد من النصوص التي كتبت للأطفال، لذلك أقدمت على الإخراج والتمثيل، كما استطعت ان أستخدم فيه أسلوب «العرض داخل العرض» لأنه نص متكامل

مفهوما، وهذه المقومات حازت إعجابي كمخرج، وأنا لست مضطرا لأن أتعامل مع كتاب من الخارج لأن الكاتب السوري يدرك تداعيات الحرب على المجتمع السوري وما تركت من آثار سلبية على الكبار.. فكيف بالصغار؟ واعتبر أي نص لكاتب فرنسي أو روسي أو أميركي لن يجسد واقعنا على حقيقته، باختصار أنا أميل لإخراج أعمال كتابنا السوريين لأنهم عاشوا هذا الواقع بهمومه ومآسيه.

وتابع: العمل يكرس أهمية مسرح الطفل في نشر الوعي والثقافة عند الأطفال، وأنا شخصيا جسدت دور الأمير والد «نورا»، الذي يسعى مع أولاده الثلاثة لإيجاد حل لمعاناة ابنته من خلفيات تلك الحرب من كآبة وألم وحزن، وهدفنا من خلال عروضنا على خشبة المسرح أن نبث في نفوس الأطفال الطمأنينة، والمسرح يعتبر علاجا ودواء للوقوف إلى جانب أطفالنا الذين عانوا ويلات تلك الحرب. وأضاف: مسرحية «حكاية الأميرة نورا» تعتبر التجربة السادسة مسرحيا وعرضت على مدى 15 يوما على مسرح القباني.

من جانبه، قال الكاتب جوان جان: المسرح في العموم ضروري في كل زمان ومكان، وتأتي أهمية عرض مسرحيات كهذه للأطفال اليوم لأننا نمر في مرحلة يفترض فيها أن يكون هناك بناء جديد لشخصية الصغار والمراهقين والشباب الذين عاشوا فترة الحرب، نظرا لدخول مفاهيم خاطئة على تفكيرهم وعلى مجتمعنا، وعندما أقدمت على الكتابة لهذا العالم الذكي جدا (الأطفال) وقفت عند ناحيتين أساسيتين، الأولى كان الجانب الفني وكيفية جذب انتباه وتفكير الطفل لمضمون المسرحية، والثاني هو المضمون المتعلق بالناحية الأخلاقية والتربوية، وفي المسرحية جعلت العنوان الأبرز هو مفهوم الفرح وزرع البسمة على وجوه أطفال عاشوا سنوات حرب قاسية، وأتساءل «ترى هل هذه المعاناة تتعلق بالأطفال فقط أم انها جماعية؟ وفي حال استطعنا تحقيقها على الصعيد الشخصي من دون نقلها للآخرين هل تكون كافية؟». وأعلن من خلال المسرحية وأحداثها أن مفهوم السعادة يجب أن يكون متكاملا لنستطيع تعميمه على الآخرين.

وكانت هناك لمسات خاصة للأديبة فاتن ديركي من خلال تأليف كلمات الأغاني فحققت المتعة من خلال الصورة للأطفال أثناء العرض، وحاولت الخروج عن المألوف عن طريق اختيار الأماكن المناسبة للجانب الغنائي تخللته كلمات رقيقة وجذابة «لحوارها الغنائي» من خلال 4 مقاطع، وهذا ما شاهدناه في الافتتاحية بين الأمير وزوجته الأميرة، وبين شخصية السيدة الشريرة «هنية» وزوجها، وتخلل المسرحية مقطع غنائي للبائع الغشاش أرادت ان يكون هناك إيحاء للأطفال بأن البائع الغشاش ليس محببا بالمجتمع.

وشارك بعروض المسرحية نخبة من الممثلين المسرحيين، منهم: بسام دكاك، مجد مغامس، تاج الدين ضيف الله، لميس عباس، مادونا حنا، ومحمد عبود، وشارك معهم مجموعة من والأطفال، مثل: نجاح عقلة آيات الأطرش، شادي جان وحمزة عقلة، وغيرهم.

أخيرا نستخلص ان مضمون مسرحية «حكاية الأميرة نورا» أضفى جوا من السعادة والفرح في نفسية الأطفال الذين حضروها برفقة ذويهم، وقدمت مفهوما جديدا عن أهمية الأمن والأمان في الوطن.



المصدر

التعليقات مغلقة.