موقع اخباري عام مستقل معتمد نقابيا

قصة قصيرة // حوارات على البوابة

عمار حميد ///


المكان… متحف برلين

الزمان…بعد منتصف الليل … كان الجو باردا و الصمت ممتد في أرجاء قاعات المتحف 

ضوء القمر يتسلل عبر النوافذ لينتشر في القاعة الفسيحه التي تحتوي بوابة عشتار منعكسا عليها ليزيدها سحرا و غموض 

هناك … أمتدت عروق الحياة في عبق الطين و القصب اللذان يشكلان مادة أحد تنانين السيروش المحفورة على البوابة

التنين : أنت .. أيها الثور .. أستيقظ ….لا جواب

أنت أيها الثور في الأعلى ….أتسمعني ؟؟

أستيقظ الثور و قد دب فيه سحر الحياة : أوووه …. ماذا تريد ؟

التنين : لم أستطع السكون .. لا زلت أفكر فيما سمعت من هذا السائح نهار يوم أمس … لقد سمعت ما يقول أليس كذلك ؟

أطرق  الثور برأسه في حزن و قال : نعم لقد سمعته

التنين : لقد أحسست بهذا السائح عندما وقف يتأملني هو و زوجته …كان يحمل ملامح أهل بابل أنه من الأرض التي خلقنا منها هناك … لقد أحسست به لأننا من طينة واحدة

أستيقظت بقية التنانين و الثيران و كذلك الأسود المنحوتة على البوابة و بدأو يرددون بأصوات هامسه مختلطة

لقد سمعناه …

أجل سمعته أنا أيضا …

يا له من أمر مؤسف…

قال التنين : سمعته يكلم زوجته … من الأفضل أن تبقى البوابة هنا بدلا من أن يلحقها الدمار

قال أسد : سمعت قبل سنوات من أحدهم أن الدمار لا زال مستمرا في أرض بابل

تكلم أسد أخر في زاوية من زوايا البوابة : ألم تهدأ الأمور هناك ؟؟؟

قال التنين الذي تكلم أول مره : لا زلت أذكر الغروب الأخير للشمس عندما كنا في بابل … كانت مهجورة خالية من البشر ..فقط الثعالب و الأفاعي تمرح في المكان حتى غمرنا التراب لسنوات طويلة ..طويلة جدا

الثور : الى أن أحسست في يوم من الأيام بمعول ذلك الشخص ذو السحنة الأغريقية و هو يزيل الغبار شيئا فشئ… لقد شبهته بالأسكندر ملك مقدونيا عندما رأيته لأول وهله

قال أسد يقع موضعه في جزء البوابة الداخلي : لقد جئت على ذكر الأسكندر… هل تذكرون عندما مر من خلالنا أول مره ؟؟

التنين : أن رائحة أغصان أكاليل الغار و الورود لا زالت عالقة في ذاكرتي

الثور : نعم ..لقد كان أحتفالا مهيبا

التنين : لقد كان هناك أناس من جميع الأشكال و الألوان و الفيلة و الأسود و النمور ذات السلاسل الذهبية و الطواويس ذات الألوان الزاهية

الثور : حقا…أنها أيام عظيمة …عندما كان نبوخذنصر يتقدم الموكب في مهابة و أجلال

كنت أرى الناس و هي تقف على جوانب شارع الموكب و هي ترتدي أجمل ما عندها و تنحني للملك و حاشيته

التنين : يقول الرجل ذو الملامح البابلية…هنالك ضحايا جدد و ما تبقى منها يعني الأهمال

الثور : أذن فهو على حق …الأفضل أن نبقى هنا

الأسد : وماذا عن مثيلاتنا هناك ؟ من سينقذ ما تبقى ؟؟

التنين : لا تقلق يوجد الكثير من مثيلاتنا …نحن أقوى ممن يريد بنا الدمار و أنتم تتذكرون صيحات الدهشة و الأعجاب عندما كانت ترتفع من قوافل المسافرين و هي تأتي الى بابل هي نفسها عندما يشاهدنا السياح هنا …لقد أعطينا مثالا للعالم كله …أننا أقوى من مصائب الزمن

فجأه ….عم الصمت المكان عندما تردد صوت وقع خطوات الحراس …و هي تقترب من قاعة بوابة عشتار.

  

أنتهى

 

 

عمار حميد

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.