موقع اخباري عام مستقل معتمد نقابيا

التماثل الموضوعي والجمالي بين الجملة الشعرية والجمال الموسيقي في العقد السبعيني.

التماثل الموضوعي والجمالي بين الجملة الشعرية والجمال الموسيقي

في العقد السبعيني.

علي عبد عيد – العراق

تستند الاغنية العراقية الى تاريخ وماضي عريق ومزدهر من خلال العمق التاريخي والحضاري مما ادى الى التنوع النغمي والايقاعي والدرامي في تركيبات اجتماعيه قديمة لها اثرها في البلاد حيث نشأت هذه الالوان من رحم هذا التنوع الاجتماعي شهد عقد سبعينيات القرن الماضي تحول واضح في مسار الاغنية العراقية والتي تبعث برسائلها للحداثة والمدنية انه تحول نوعي في الذائقة المجتمعية والفكرية بل واكبت الاغنية السبعينية التطورات السياسية والاجتماعية واخذت منحة جديده في تركيباتها اللحنية والنغمية فكانت البداية في نقطة التحول في اغنية (المكير) للشاعر زامل سعيد فتاح والحان الفنان الراحل كمال السيد  .

ان تراجيدية المكير بداية مواصفات للأغنية الرصينة بكل تفاصيلها من ناحية البناء اللحني للقصيدة والمقدمة الموسيقية حيث نجح الملحن في تلحين روح الكلمة وتجسيد مضمون النص الشعري من خلال مقدمته الموسيقية وتركيباتها النغمية والإيقاعية التي ترجمت لنا صوت القطار وانتظار العاشق في محطة المكير. ما عادت الأغنية وصفيه وانما ترتكز الى حدث القصة وهذا ساعد على تكوين جمله موسيقية جديده تكون معادل موضوعي لجملة الشاعر واما صولوا لصوت الناي معادل لصفير القطار بأغنية بالمكير وكما في اغنية (حسبالي) حيث التوافق والتماثل في المعنى لدى شاعر الاغنية زهير الدجيلي والملحن طالب القره غولي ومقدمة موسيقية اخرى تنسجم مع انسانية القصيدة انها مرحله جديده في التعبير الحسي والجمالي. تليها اغنية وبنفس الدقة والمضمون اغنية (مرينه بيكم حمد) للشاعر مظفر النواب والملحن محمد جواد اموري والتي اصبحت هي النافذة لفضاء جديد في التجدد للأغنية السبعينية لأنها موغلة بالروح وتحاكي الواقع بشفرات وصور جمالية.. كانت الدولة آنذاك لها الدور الكبير والفاعل في النهوض بالواقع الفني والثقافي وانتشار الاغنية من خلال الراديو والتلفزيون وأصبح هو المنتج الوحيد لهذا الجانب حيث تناغمت الحكومة مع الحراك السياسي والثقافي والاجتماعي في دعم بناء السينما والمسارح وفتح المدارس والمعاهد الفنية وانشاء مدرسة الموسيقى والباليه عام 1969 وفتح معهد الدراسات النغمية عام 1971 كل هذا؟  كل هذا هو بث رسائل لأيديولوجيتها ورسائل للمجتمع. حاولت تحتضن الطاقات الشابة من خلال برامج التلفزيون والذي أصبح النافذة والرافد الوحيد للفن والثقافة بل تشكلت لجنه لفحص الاصوات الشابة في قسم الإذاعة والتلفزيون

للحفاط على النسق الابداعي بالتالي رفد هذه الطاقات من خلال البرامج الخاصة بالموسيقى والغناء مثل برنامج ركن الهواة والذي يعده الراحل كمال عاكف وبرنامج وجوه شابة للفنان الراحل خزعل مهدي عام 1967 والبحث عن الطاقات الشابة في عموم العراق.

كان النشاط المدرسي له دور فاعل وكبير في رفد الحركة الموسيقية والغنائية حيث يضم نخبة كبيرة من الموسيقيين والملحنين والشعراء وظهرت للنور أجمل الاغاني من رحم الاوبريت المدرسي والذي كان فاعلا في تلك المرحلة من خلال المسابقات السنوية لفرق التربيات. هذه المراحل هي مقومات في انعاش وازدهار الاغنية السبعينية بل اخذت منحه خاصة وازدهرت من خلال الالحان الجميلة والرصينة اصبحت تظاهره صحية موسيقية غنائية اثر الارضية الخصبة القابلة للتذوق والابداع الجمالي ومسار جديد للأغنية بعد ما كانت بسيطة وتفتقر للسرد الموسيقي والتلوين النغمي اصبحت في ثراء بعد التركيز على البناء اللحني الدرامي وبتلوينات نغمية وايقاعية فأصبحت انموذج اغنيه ياخوخ يازردالي كلمات زامل سعيد فتاح والحان طالب القره غولي في مقدمتها القصيرة والجميلة والتي تعتبر من روائع الاغاني السبعينية واغنية ليل البنفسج للشاعر مظفر النواب والحان طالب القره غولي عمل درامي تراجيدي غنائي كبير والتي تعتبر مقدمة اغنية ليل البنفسج من اطول المقدمات في الأغنية السبعينية

حيث كان زمن المقدمة أكثر من اربعة دقائق. المقدمة الموسيقية هي قطعة موسيقية متكاملة تدخل ضمن التأليف الموسيقي تعتمد على تلوينات نغميه واوزان ايقاعيه متنوعة بل هي منفصلة بذاتها عن الأغنية تهيئ للغناء.. ومع ازدهار الاغنية السبعينية كانت بصمات الموزع الموسيقي وقائد الفرقة المركزية آنذاك الاستاذ حسن الشكرجي واضحة وله الدور الكبير والفاعل في تقديم هذا العطاء الموسيقي الكبير أثر الموسيقى والغناء في التوزيع الموسيقي والتجانس الهارموني الموسيقي واضافة الجمل النغمية في اغلب الاغاني منها اغنيه حاسبيتك كلمات زامل سعيد فتاح والحان طالب القره غولي ان روح وإحساس فناننا الكبير حسن الشكرجي مهندس الاغنية العراقية واضحة في صياغة وبناء الجمل الموسيقية في المقدمة الموسيقية. مسيرة وعطاء فني كبير اسست له نخبة فنية كبيرة للفن الصادق والنبيل اليوم نحن ننهل من هذا العطاء الثر.

التعليقات مغلقة.