موقع اخباري عام مستقل معتمد نقابيا

حبة توت أفريقية تحلّي الطعام وتخلّص من السمنة-وكالة ذي قار


المؤشرات الحالية لإمدادات الطعام في العالم غير مبشرة، وقد تؤدي إلى أزمات على نطاق عالمي. فالزيادات السكانية المضطردة ومتغيرات المناخ الحادة وارتفاع أسعار الغذاء ونفاد الموارد المتاحة لإنتاج مزيد من اللحوم، كلها عوامل تشير إلى بوادر أزمة غذائية عالمية لن يحلها سوى استنباط أغذية جديدة واتباع أنماط مختلفة عما هو سائد حالياً.

وتعتبر اللحوم من الأغذية النادرة في بعض الدول النامية بالفعل بسبب أسعارها الباهظة. وخلال السنوات الخمس المقبلة سوف تتضاعف أسعار اللحوم في الدول الثرية أيضاً في أوروبا وشمال أميركا. وقد يعود الحال بهذه الدول إلى تناول اللحوم في المناسبات كما كان الحال في العصور الوسطى.

من ناحية أخرى، تتعرض إمدادات المحاصيل إلى عوامل مناخية مدمرة مثل القحط والفيضانات وارتفاع درجات الحرارة والتصحر، ما يهدد بنقص غذائي عالمي خلال العقود الخمسة المقبلة. وإذا كان من الصعب التحكم في العوامل البيئية المتغيرة، فإن البديل الآخر هو تغيير نمط وأنواع الأغذية التي سوف يعتمد عليها الإنسان في المستقبل. ويعمل العلماء حالياً على تحضير البدائل للأغذية التي يعتمد عليها العالم في الوقت الحاضر قبل أن ينهار التوازن بين التعداد والإمداد الغذائي المتاح.

من الجوانب الأخرى التي يعمل عليها العلماء هو كيفية استخدام الأبحاث في تحسين الصحة أيضاً حيث نمط الغذاء السائد حالياً يؤدي إلى السمنة وانتشار أمراض، مثل السكري وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم. ومن أهم العوامل الضارة حالياً هي الإدمان على تناول السكر في أشكاله كافة من المشروبات الغازية إلى الحلوى والمخبوزات. وكانت أساليب مكافحة إدمان السكر من ضمن الأبحاث الجارية حالياً على أطعمة المستقبل من أجل تحسين الصحة.

من أحدث الاكتشافات حبة توت تنمو في أفريقيا يمكنها أن تحول أي مأكولات إلى الطعم السكري، حتى الليمون والأملاح. وهي تستخدم حالياً في اليابان لمكافحة إدمان السكر ويتم مضغ هذه الحبة قبل تناول أطعمة بلا سكر ليتغير طعمها إلى مذاق سكري وتوفر على من يتناولها السعرات الحرارية المصاحبة للمأكولات السكرية.

وتم استخلاص المادة المؤثرة من هذه التوتة، واسمها «Miraculin» واستعمالها في حبوب طبية يمكن شراؤها في بريطانيا ودول أخرى. ويمكن بهذه المادة خفض استهلاك السكر بنسب كبيرة مع التخلص من أعراض وأمراض السمنة في الوقت نفسه.

وفي مجال البحث عن مصادر طعام جديدة يبحث العلماء في عدة اتجاهات حالياً، أهمها…

> الأعشاب البحرية، وهي منتشرة بكثرة في المياه المالحة الضحلة وتوفر مصدراً غذائياً صحياً ليس فقط في توفير الطعام، وإنما في تحسين الصحة أيضاً. وفي أبحاث جرت في جامعة نيوكاسل البريطانية تأكد أن تناول الأعشاب البحرية يفيد في خفض الوزن عن طريق منع الجسم من امتصاص الدهون من الأطعمة التي نتناولها حالياً. وتوجد الأعشاب البحرية ضمن الأغذية التي تباع في المطاعم الصينية حالياً، ولكنها في المستقبل قد تنتشر إلى محلات السوبرماركت لكي تغطي أي نقص غذائي عالمي. وهي من أسرع النباتات نمواً في العالم، ويمكن إضافتها إلى الخبز والجبن والمعلبات من أجل خفض نسب الأملاح ورفع الفيتامينات. ويوجد في العالم أكثر من 10 آلاف نوع من الأعشاب البحرية.

> أغذية المعامل الطبية، كثير من الأغذية الطبيعية، حتى اللحوم، يمكن إنتاجه حالياً في المعامل الطبية. ونجحت مختبرات هولندية العام الماضي في إنتاج لحوم من خلايا جذعية من الأبقار. وتهدف الأبحاث إلى إنتاج أول برغر طبيعي من الأنابيب بنهاية العام الحالي. وتمول وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) أبحاث إنتاج اللحوم في المختبرات لاستخدامها أثناء الرحلات إلى الفضاء. ومع نجاح التجارب يمكن أن يكون هذا الأسلوب هو الأكثر رفقاً بالبيئة والحيوان في إنتاج الطعام الإنساني. وذكر بحث قامت به جامعة أكسفورد أن إنتاج اللحوم مختبرياً من شأنه خفض غازات الانحباس الحراري، بالإضافة إلى توفير الطاقة والمياه والموارد والأراضي الزراعية. ويمكن خفض نسب الدهون وإضافة الفيتامينات للحوم المنتجة في المختبرات.

> الحشرات، توفر الحشرات قيمة غذائية عالية من البروتين تعادل تناول اللحوم. وتقول أبحاث جامعات بريطانية إن تربية الحشرات من أجل الطعام أقل كلفة من تربية الأبقار، وتستهلك نسباً أقل من المياه، وليست لديها بصمة كربونية مضرة. بالإضافة إلى ذلك هناك أكثر من 1400 فصيل من الحشرات يصلح لغذاء الإنسان. ويمكن صناعة البرغر والسجق من الحشرات بطعم يماثل المنتجات الحيوانية الحالية. ويعتبر الجراد من مصادر الطعام في المستقبل، ويمكن تحضيره بالشواء أو تصنيعه في أغذية أخرى. وتنفق دول أوروبية حالياً مبالغ كبيرة في الأبحاث وتطوير القوانين المنظمة لمزارع الحشرات واستهلاكها آدمياً في الطعام. وهناك بالفعل دول أفريقية تستهلك الحشرات ضمن طعامها اليومي، لكن نقلها إلى العالم يحتاج إلى حملة إقناع للرأي العام، ربما باستبدال كلمة حشرات بكلمة أخرى.

> الطحالب البحرية، وهي تقع في أسفل السلم الغذائي وتمثل طعاماً للمخلوقات البحرية والأسماك بأنواعها، لكنها يمكن أن تنتقل إلى الغذاء الإنساني لكي تنقذ العالم من النقص الغذائي في المستقبل. ويمكن تنمية الطحالب في البحار والمحيطات بلا حدود، وبعيداً عن الموارد المحدودة للأراضي الزراعية والمياه. كما أن للطحالب فوائد إضافية في إنتاج الوقود. وتعتقد مصادر الأغذية المستدامة أن محاصيل الطحالب في المستقبل سوف تمثل أكبر مصادر الغذاء العالمي. وتستخدم الطحالب البحرية بالفعل في الدول الآسيوية واليابان عبر مزارع بحرية لتنميتها مثل المزارع السمكية. لكن تناول الطحالب لم ينتقل إلى بقية أنحاء العالم بعد.

> أغذية هايبرد، ابتكر العلماء وسيلة لزراعة أكثر من محصول على المساحة الزراعية نفسها بأسلوب جديد هجيني. وجمعت أول المحاولات الناجحة بين محصولي الطماطم والبطاطس، وهو نتاج 15 عاماً من الأبحاث من شركة بريطانية. وينمو النبات الهجين في الموقع نفسه بحيث تنمو الطماطم فوق الأرض، والبطاطس بين الجذور.

من الابتكارات التي تدخل في نطاق التجارب حالياً أنواع من الباستا يمكن إنتاجها بطابعة ثلاثية الأبعاد، وبيتزا يمكنها أن تصلح للاستهلاك لمدة 3 سنوات، وهي تصلح للاستهلاك العسكري خلال المهام القتالية. وتجري تجارب أيضاً على تأثير النغمات على طعم المأكولات.

من الاكتشافات الحديثة أيضاً، تفاوت ردّ الفعل من الأفراد تجاه الأطعمة نفسها. ولذلك تجري الأبحاث على تصميم مأكولات شخصية تناسب كل فرد وفقاً لخريطته الجينية. وسوف تعتمد الوجبات الفردية في المستقبل على اختبارات جينية لكشف أصلح المأكولات لفرد معين. وقد يكون من الصعب في المستقبل إعداد وجبات موحدة لكل الأسرة.

أغذية المستقبل سوف تحمل نسباً أفضل من الفيتامينات والأملاح والبروتين، بفضل التجارب المعملية عليها. ويعتبر هذا التوجه امتداداً لأسلوب اختيار أفضل السلالات في الماضي. ويتم تحسين السلالات في المستقبل بأسلوب التعديل الجيني للنباتات. وتجري استعارة جينات لها خواص معينة من ثمار إلى ثمار أخرى لتعزيز الفوائد الغذائية. ويعمم هذا الأسلوب على المحاصيل، مثل القمح والذرة، لتحسين صحة الفقراء الذين يعتمدون عليها في الغذاء اليومي.

وتجري أيضاً تجارب مماثلة على تغيير الطعم، وهو أسلوب متبع في تطوير البرغر النباتي الذي يأتي بطعم البرغر الحقيقي. كما يتم تطوير الأطعمة لكي تساهم في تخفيض الوزن أو منع زيادته، وتدخل أجهزة الروبوت إلى المطبخ الحديث لكي تعد الوجبات في المواعيد المطلوبة، ليجد العائد من العمل وجبته جاهزة فور عودته إلى المنزل.

– حقائق لا نعرفها عن الغذاء

> تستهلك البقرة الواحدة 12 ألف غالون من المياه سنوياً، وتفرز 70 كيلوغراماً من المخلفات السامة يومياً. هذا النمط الحالي غير مستدام في المستقبل.

> تم استنباط محاصيل للقمح والشعير والأرز مضادة للقحط، ولا تستهلك كثيراً من المياه.

> لم تعد الفواكه والخضراوات التي تباع حالياً في السوبرماركت تحتوي على القيمة الغذائية التي كانت تحتويها في الماضي.

> السلطة المعبأة في أكياس جاهزة للأكل قد لا تكون نظيفة كما تعتقد.

> أفضل وسيلة للتخلص من رائحة الفم هي مضغ حبات البن المحمص.

> الشوكولاتة الداكنة مفيدة للجسم، وبها مضادات أكسدة مماثلة للفواكه. أما الشوكولاتة البيضاء فهي ليست شوكولاتة بالمرة.

> يحتوي نبات البروكلي على نسب بروتين أعلى من اللحوم.

> العلامات اللاصقة على فواكه السوبرماركت صالحة للأكل.

> لحوم السالمون من المزارع البحرية تكون بيضاء، وتتم صباغتها باللون الوردي.





المصدر

التعليقات مغلقة.