موقع اخباري عام مستقل معتمد نقابيا

مطاعم مصرية تجتذب الزبائن بأسمائها المثيرة للجدل-وكالة ذي قار


«الزوجة الثانية» أثار غضب الزوجات وتحول إلى ظاهرة إعلامية

عندما تقتحم أنفك رائحة «طشة» الملوخية، ذلك الطبق الشهير بروائح الثوم، أو عبق وسخونة طاجن البامية باللحمة البلدي، يمكنك أن ترفع رأسك لأعلى قليلاً، فتستطيع رؤية المطعم الذي يقدم هذه الأصناف من خلال لافتة تحمل اسمه، لكنها هذه المرة تحمل أسماء غير تقليدية، ربما تعكس ضمنياً نوع الطعام وطريقة طهيه التي تشبه إلى حد بعيد «الطعام البيتي».

أول هذه المطاعم هو «الزوجة الثانية»، الكائن على كورنيش النيل بمصر القديمة (جنوب القاهرة)، الذي انطلقت شهرته من دلالات الاسم، وما أثاره من غضب لدى الزوجات، تحول إلى جدل عبر وسائل الإعلام المحلية، وهو ما صنع للمطعم اسماً بارزاً وشخصية مستقلة.

عمرو حامد، مدير مطعم الزوجة الثانية، يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «اسم المطعم تحول إلى نكتة يتداولها الناس، وهو ما حقق لنا شهرة كبيرة، ودخلنا في نقاشات واسعة مع الزبائن، عبر صفحتنا على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، ووضحنا لهم أننا لا نقصد (الزوجة الثانية) حرفياً، أو نحرض على فكرة الزواج الثاني، وانتهى الجدل إلى حد كبير، وبقي أننا تمكنا من تثبيت شخصية مميزة للمطعم في السوق، وأصبح لدينا كثير من الزبائن، بينهم نساء».

فكرة اسم «الزوجة الثانية» تعني، وفق حامد، أن المطعم يقدم أصنافاً من الطعام المختلفة، كما تُصنع في المنزل، كأنه البيت الثاني للأسرة كلها، وليس للزوج فقط، سواء الأصناف التي لا تستطيع الزوجة صنعها أو التي لا تستطيع تحضيرها بجودة مقبولة، كأنه استعادة لتراث (بيت العائلة) والطعام الفلاحي بمكوناته الطبيعية الطازجة.

وانعكس اسم «الزوجة الثانية»، بصفته يمثل شخصية المطعم، على الأصناف والأطباق التي يقدمها. فعندما تسير على كورنيش حي مصر القديمة، يمكنك أن تتبع رائحة «طشة» الملوخية للوصول إلى المطعم، وما يقدمه من أصناف تقليدية، يحرص خلالها على إحياء ثقافة الطعام البلدي، فكل اللحوم بلدية طازجة، والمكونات طبيعية، ويتم طهو كل الأصناف بالسمن البلدي، وتتنوع الأطباق بين طواجن تقليدية شهيرة، منها طاجن البامية باللحمة، والخضار «المشكل»، والحمام المحشي بالأرز أو «الفريك»، والكبدة البلدي، وكافة أنواع المحاشي، من ورق عنب وفلفل وباذنجان وكوسة، وكذلك الكوارع والممبار، وطبق الفتة الشهير، ويتم غمر الكوارع والممبار عقب تنظيفها في الخل والليمون لمدة يومين، مثلما تفعل ربات المنازل خلال تحضيرها.

وإلى جانب «الزوجة الثانية»، يأتي مطعم «لبش»، وهو تعبير عامي مصري يحمل دلالة على «المشكلات»، غير أنه أيضاً اسم مطعم يمتلك فرعين، أحدهما في التجمع الخامس (شرق القاهرة)، والثاني بالساحل الشمالي، وتركز شخصيته على فكرة «الشاورمة»، على أن يقوم الزبون بتقطيع «سيخ» اللحوم أو الشاورما بأنفسهم، ووضعه في الساندويتشات.

وتتضمن قائمة الطعام في «لبش»: «سيخ» لحم كامل يزن كيلوغرام، ويكفي نحو 4 أفراد، أو مثله من البرجر أو الشاورما أو الفراخ أو «ميكس». وتقدم كلها مع أنواع مختلفة من الصوص، بجانب الطبق المكمل الذي يقدم مع كل الأصناف، والذي يطلق عليه اسم «الحبشتكانات»، وهو عبارة عن بطاطس محمرة بالبصل والبقدونس والبهارات، ومخلل و6 أنواع صوص مختلفة، منها التومية السبايسي والطحينة، إضافة إلى صوص «لبش» الخاص بالمطعم.

وترتبط بعض الأسماء اللافتة بحجم الأطباق أو الساندويتش، إذ يعتمد مطعم «بازوكا» المتخصص في الـ«فرايد تشيكين» الذي يمتلك فروعاً كثيرة، منها مصر الجديدة والمقطم والمعادي، على فكرة الحجم في كل الأصناف التي يقدمها، منها ساندويتشات الفراخ بأنواعها كافة، والبرجر، ويطلق عليها «الساندويتشات العملاقة»، بجانب طواجن النوتيلا والتشوكليت.

وتختار بعض المطاعم أسماء تعبر عن نوع الطعام الذي تقدمه، منها مطعم «العفي» بحدائق المعادي (جنوب القاهرة) المتخصص في فواكه اللحوم. ويُستخدم تعبير العفي بمعنى القوي. ويقول أحمد محمد عبد الرحمن، صاحب مسمط العفي، لـ«الشرق الأوسط» إن «اختيار الاسم جاء ليوحي بالقوة، إذ ترتبط الأصناف التي يقدمها أي مسمط من فواكه اللحوم وغيرها بفكرة القوة والفوائد الغذائية التي تتضمنها الأصناف كافة».

واستخدام اسم المطعم (العفي) دفعه إلى التركيز على أكثر الأصناف المرتبطة لدى المصريين بفكرة القوة، ومنها طواجن العكاوي والمخاصي، وطواجن اللحمة الضاني، بجانب الأصناف الشهيرة، مثل الفتة والكوارع والكبدة البلدي والطحال والممبار، وغيرها من فواكه اللحوم.





المصدر

التعليقات مغلقة.