موقع اخباري عام مستقل معتمد نقابيا

«عشاء مع الدبلوماسيين» كتاب طبخ من نوع آخر-وكالة ذي قار


يتضمن وصفات طعام من 25 سفيراً أجنبياً لدى لبنان

تتنوع كتب الطبخ بموضوعاتها، وأنواع المطابخ التي تقدمها. وكتاب «عشاء مع الدبلوماسيين» (Dining with diplomats) متميز، لأنه يقدم مروحة وصفات من بلدان أجنبية وعربية، اختارها لنا سفراء معتمدون لدى لبنان، ليلقوا الضوء على أكلات عريقة من بلدانهم. والمشروع بمثابة مبادرة يعود ريعها لـ«بنك الغذاء اللبناني» (Lebanese food bank).

يقف وراء هذه المبادرة شخصيتان نسائيتان أجنبيتان تقيمان في لبنان، وهما الألمانية فيكي إينيا، والبريطانية سابينا ديفيس؛ فقد أرادتا من خلال عملهما هذا تقديم المساعدة للبنك المذكور، بحيث يعود ريعه لهذا المركز الخيري. والمعروف أن «بنك الغذاء اللبناني» تأسس في عام 2011، وشعاره «معاً ضد الجوع». يقدم مساعدات غذائية لعائلات لبنانية؛ إن من خلال كميات طعام يجري جمعها من حفلات الزفاف ونشاطات أخرى، أو من خلال حصص غذائية تتضمن 17 صنفاً غذائياً، يكفي صاحبها لنحو شهر كامل.

وبذلك جمعت كل من فيكي وسابينا 25 وصفة طعام قدمها كل سفير دولة بدوره، بعد أن اختارها من أشهر لوائح الطعام في بلده، ولها تاريخها الوثيق به.

سفراء من إسبانيا وأوكرانيا وأرمينيا والبرازيل والفيليبين وبولندا وإنجلترا، إضافة إلى آخرين من بلجيكا والدنمارك والسويد والنمسا والمغرب وغيرها شاركوا في هذا الكتاب. ومنذ اللحظة الأولى لتصفحك له يلفتك كتاب «عشاء مع الدبلوماسيين» بغلافه الذي يأخذ طابع جواز السفر بشكله وألوانه. وبمقدمات كتبها كل من سابين وفيفيان وكمال سنو مدير عام «بنك الغذاء اللبناني»، وشارلوت حموي المديرة الإدارية له، بحيث يستشعر القارئ مدى أهمية الطعام كلغة حوار عالمية.

وتشير جانين المر، إحدى المسؤولات في «بنك الغذاء اللبناني»، إلى أن السفراء رحبوا بهذه المبادرة، وكانوا متحمسين للمشاركة فيها.

وأول مفتتحي صفحات الكتاب هو سفير الأرجنتين لدى لبنان موريسيو أليس. ويقدم للطبق الذي اختاره من بلاده، ويحمل اسم «امبانادا»، بأنه متنوع النكهات، والأكثر شعبية على المائدة الأرجنتينية. أما مكوناته فتتألف من لحم البقر والبصل والبطاطا المقطعة، يضاف إليها بهارات مختلفة، كالبابريكا والكمون والبهار الأسود. ويأخذ شكل الفطيرة، لأن مكوناته يجري حشوها داخل عجينة عادية.

أما السفير الأرمني لدى لبنان، فهاغن أتابكيان، فيقدم لقارئ الكتاب إحدى أشهر الوصفات في المطبخ الأرمني، وهي «مانتي»، كناية عن فطائر صغيرة محشوة باللحم والبصل المقطّعين. توضع في طبق في الفرن بعد أن تضاف إليها صلصة البندورة. وعلى المائدة يتم تناولها مع اللبن الزبادي المتبل بالثوم.

وتكر سبحة الوصفات التي اختارها كل سفير من بلاده، لنتابع تلك المشهورة في بنغلاديش «موروغ مسلّم»، ومن البرازيل «فرنغو كوم كيابو»، ومن الصين «كونغ باو تشيكن»، ومن قبرص «أوفتوكلفتيكو». ومن الدنمارك ومصر وفرنسا نتعرف إلى وصفات أطباق «Fiskefilet med persillesovs» و«الكشري» و«ماغريه دي كانار».

ويقول السفير الفرنسي برونو فوشيه، واصفاً طبقه المحضّر مع لحم البط، بأنه يجب استخدام المكونات الطازجة لتحضير أطباق عريقة.

ويزود القارئ بمعلومة مفادها أن مخترع هذا الطبق هو طاهٍ من مدينة غاسكوني الفرنسية، ويمثل بساطة هذه المنطقة. أما السفير الهندي لدى لبنان، جاكجيت سينغ، فيعتبر الطبق الذي اختاره من بلاده «مورغ مكاني» الأكثر شهرة في الهند، وأن مذاقه رائع، لا سيما أن الفلفل الحر فيه ليس حادّاً.

بينما سفير ماليزيا لدى لبنان، داتو مهد أزنور ماهات، فيقدم طبقاً خاصاً بالفطور الصباحي، ويتألف من البيض والأرز المسلوق وباقة من الخضار.

ولمحبي الأكلات المكسيكية والمغربية والإسبانية، في الكتاب طبق «بودن أزتيكا» المكسيكي، ويرتكز على الدجاج المتبل بالثوم، والمغطى بجبن الموزاريللا. ومع طبق «كوسكوس بيداوي» نستكشف معايير دقيقة لوصفة الطبق الأشهر في المغرب. أما طبق «غاسباتشو» من جنوب إسبانيا، فهو نوع حساء نباتي لذيذ جداً يجري تناوله بارداً مع قطع خضار طازجة. ويختم الكتاب وصفاته من بريطانيا مع سفيرها لدى لبنان كريس رامبلنغ. وهو اختار طبق «Beef wellington» الذي يمكن تقديمه في جميع المناسبات. واعتبره السفير البريطاني أحد أفضل الأطباق، منذ كان صغيراً.

رحلة غذائية عريقة يخوضها قارئ كتاب الطبخ «عشاء مع الدبلوماسيين»، حيث يسافر إلى بلدان مختلفة، مكتشفاً خصائص أطباقها العريقة، فيشعر بالرضا والاكتفاء في زمن «كورونا».






المصدر

التعليقات مغلقة.