موقع اخباري عام مستقل معتمد نقابيا

الضيافة في أوروبا تخرج من أزمتها بحذر وترقب-وكالة ذي قار


فرنسا تفتح مطاعمها وبريطانيا تستعيد حريتها في غياب السياح

من الصعب القول إن الحياة قد عادت إلى ما كانت عليه في لندن قبل حلول الجائحة وهيمنتها على العالم بأسره، رغم أن المطاعم فتحت أبوابها أمام الزوار في الداخل وفي الباحات الخارجية، إلا أن الأسبوع الأول من العودة إلى العمل لم يكن على المستوى الذي كانت تشهده العاصمة البريطانية في الماضي ونحن على أبواب الصيف، والسبب هو انعدام وجود السياح وخوف سكان المدينة الذين لا يزالون يعانون من القلق من التقاط العدوى، رغم أن حملة التلقيح جارية على قدم وساق.

محلات بيع الملابس في أشهر شوارع لندن «أكسفورد ستريت» فارغة، فالحياة ليست عادية ولم تعد إلى طبيعتها بعد، ولن يحصل ذلك إلا بعد تخفيف تشديدات قوانين السفر والسماح للسياح للمجئ إلى البلاد وإلا فستكون العواقب وخيمة، وسيكون الإقفال التام الحل الوحيد للمحلات والمطاعم والفنادق.

المطاعم الوحيدة المحجوزة بالكامل هي تلك الواقعة في خانة «المطاعم الراقية وغالية الثمن»، والسبب هو أن روادها لم يتأثروا كثيراً بالجائحة، إلا أن المطاعم من فئة المستوى المتوسط قد تأثرت كثيراً ولا تزال شبه فارغة بسبب الخوف وتعود الناس على الأكل في المنازل وعدم وجود السياح لا سيما من المنطقة العربية.

فرنسا والنمسا فتحت أبواب مطاعمها واستقبلت الزوار في متاحفها، ونيويورك هي أيضاً أعادت افتتاح مطاعمها مع سماحها بإزالة الكمامات.

وبعد أشهر عديدة من حياة تحكمها قيود، بات بإمكان الفرنسيين الذهاب إلى المطاعم والمقاهي من جديد لكن فقط في باحاتها الخارجية، مع فرض استقبال 50 في المائة من قدرتها الاستيعابية وجلوس ستة أشخاص فقط على الطاولة نفسها. وفرض على المطاعم والمقاهي الانتظار حتى التاسع من يونيو (حزيران) لاستقبال الزبائن في قاعاتها الداخلية.

وتوجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء جان كاستيكس إلى مقهى لتناول القهوة وسط تغطية إعلامية لكي يظهر بحسب كلمات الرئيس «لحظة حرية مستعادة».

وسُمح مجدداً لدور السينما والمسارح والمتاحف الفرنسية باستقبال الجمهور مع فرض وضع كمامات، وبقدراتها الاستيعابية القصوى. وتمّ تأخير بدء سريان حظر التجوّل الليلي ساعتين وأصبح يبدأ عند الساعة 21:00 وينتهي عند السادسة صباحاً.

في الأيام الأخيرة، كان عمال المقاهي ينشطون كي يكونوا جاهزين فنظّفوا الباحات الخارجية ورتّبوها. وقام بعضهم بوضع لوائح حجوزات، سرعان ما امتلأت.

واتُخذ قرار رفع القيود بشكل جزئي بعدما تراجع تفشي الفيروس، رغم أن الأعداد لا تزال مرتفعة (متوسط 14 ألف إصابة جديدة في اليوم) وتسريع وتيرة حملة التلقيح في فرنسا حيث تسبب الوباء بوفاة 108 آلاف شخص.

وتذهب النمسا إلى أبعد من ذلك في العودة إلى الحياة الطبيعية مع إعادة فتح المطاعم والفنادق والمراكز الثقافية بشكل كامل الأربعاء. لكن ينبغي أن يُبرز كل شخص يريد الدخول إلى هذه الأماكن وثيقة تُثبت عدم إصابته بالمرض أو تلقيه اللقاح: يمكن إجراء فحص سريع في المكان عندما يكون ذلك ممكناً أو إظهار نتيجة فحص سلبية أو مستند يُثبت تلقي اللقاح أو فحص للأجسام المضادة.

على الصعيد الأوروبي اتفقت الدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي الأربعاء على السماح بدخول مواطني دول أخرى إلى أراضيها إذا كانوا تلقوا الجرعات اللازمة من اللقاح المسموح بها على المستوى الأوروبي. وهو إجراء تقرر مع اقتراب موسم الصيف السياحي الذي يرتدي أهمية كبرى بالنسبة للعديد من الدول.

وتشهد نيويورك التي كانت بؤرة الوباء في ربيع عام 2020 وكانت حذرة جداً في مواجهة الفيروس منذ أشهر، رفع الكثير من التدابير الوقائية رغم فرض قيود بالنسبة إلى القدرة الاستيعابية خصوصاً في المطاعم. ودفع ارتفاع معدّل التلقيح – أكثر من ستين في المائة من سكان نيويورك حصلوا على جرعة واحدة على الأقل – وكذلك تراجع معدّل تفشي كوفيد – 19 الذي بات حالياً أقلّ من 1.5 في المائة، عدداً كبيراً من المصارف الكبيرة من بينها «جي بي مورغن تشايس» و«غولدمان ساكس» إلى إعلان إنهاء العمل عن بعد، وهو إجراء كان معمماً.

وبالإضافة إلى تخفيف بعض القيود، سُمح للأشخاص الذين تلقوا اللقاح بعدم وضع كمامة حتى في القاعات الداخلية: فبعد أيام من التردد، صادق حاكم ولاية نيويورك على هذا القرار الصادر عن السلطات الفيدرالية اعتباراً من الأربعاء.

في حال سيتخلص البعض من إزالة الكمامة، فإن آخرين يواصلون التزام الحذر.






المصدر

التعليقات مغلقة.