موقع اخباري عام مستقل معتمد نقابيا

نقد التشكيل البصري لغلاف رواية (فرانكشتاين في بغداد)

عمار إبراهيم عزت – العراق

إن صورة الغلاف لرواية (فرانكشتاين في بغداد)، بوصفها عتبة بصرية جاذبة؛ سابقة للعنوان أو متداخله معه، تحيل المتلقي الى بنية الخراب من خلال دالين هما: صورة الإنسان الفاقد لسماته المعرفة لكينونته وهويته، المغيب بالظلال. وتفهم، سيميائيـــــــاً، بوصفها صورة الانسان الهامش القابع في قاع المجتمع، أو صورة من صور الضياع حيث يقف الانسان وحيدا في عالم يحيط به الغموض. وغوص الكاتب في قاع المجتمع لا يعد نزهة سردية؛ وإنما هو ” وسيلة أو أداة للكشف عما يدور في المجتمع بصورة عامة بل إننا نجد هذا القاع مرآة ينعكس عليها كل ما يجري من أحداث تؤثر في مسيرة الحياة على هذه الأرض سواء بالسلب أو بالإيجاب”(1)، والسلب هو الواقع الأكثر جلاءً في المشهد العراقي الذي سعى الكاتب الى تمثيله روائياً، أما الدال الآخر فهو صورة الخرائب الآيلة للسقوط التي تحيط به في مشهد يدلّ على عناية الرواية بهذا الهامش، كما تتعالق الخرائب مع الفضاء المكاني للمتن الروائي المتمثل بأحد احياء بغداد المهملة ألا وهو حي البتاويين. فصورة الغلاف بهذا المعنى تختزل صورة الشخصية داخل المكان وتشكل إحالة مهمة، كذلك، للقارئ في إدراك خصائص البنية المكانية التي ارتسمت داخلها احداث الرواية للتعبير عن حجم الخراب الذي لحق بها لأسباب سياسية واجتماعية وايديولوجية، وكيف إنها تعكس خراب قاطنيه من البشر.

لمتابعة الموضوع قراءته في المجلة

التعليقات مغلقة.