موقع اخباري عام مستقل معتمد نقابيا

«سيزونز»… أجدد عنوان لأكل السمك في لندن-وكالة ذي قار


لندن عاصمة التجدد، رغم الركود والضائقة الاقتصادية والأزمات المتتالية التي حلّت بالبلاد لعدة أسباب من بينها الجائحة والخروج من الاتحاد الأوروبي.

الكثير من المطاعم أقفلت أبوابها، والعديد من عناوين الأكل الجديدة رشحت، ومطاعم أقفلت لتحل مكانها مطاعم أخرى، تماماً مثلما حصل مع مطعم «ذا سكوير» في قلب حي مايفير الراقي بلندن، الذي أقفل أبوابه فجأة ومن دون سابق إنذار في عام 2020، ليحل مكانه عنوان جديد ولا يقل أناقة أطلق عليه اسم «سيزونز» Seasons ومثلما يدل اسمه فهو يعتني بالفصول التي تتغير فيها مكونات الطعام، وهذا الأسلوب يتبع عادة في المطاعم الإيطالية والمطبخ المتوسطي بشكل عام، لأنه يعتمد على المنتج وعلى توقيت توفره وتتبدل قائمات الطعام باستمرار لتتماشى مع ما هو متوفر.

تصل إلى مطعم «سيزونز» القريب من ساحة «باركلي» التي تضم نخبة من ألمع أسماء المطاعم العالمية، ويستقبلك أخطبوط عملاق فوق الباب الرئيسي والحائط الذي يحمل اسم المطعم بحروف كبيرة ذهبية.

تدلك إلى طاولتك أسراب الأسماك المعلقة والمتدلية من السقف التي تجعلك تشعر وكأنك في قعر البحر أو المحيط، فهي تتماوج وتختلف كل منها من حيث الشكل واللون، بار مخصص للأكل وبجانبه تعرض الأسماك الطازجة على قوالب من الثلج.

الطاولات بعيدة عن بعضها، وهذه الطريقة في الجلوس في المطاعم أصبحت مألوفة بعد جائحة «كورونا» التي غيّرت أساليب عديدة بما فيها توزيع الكراسي والطاولات في المطاعم.

كل ما في المطعم له علاقة بثمار البحر والمحيط، حتى أقمشة المقاعد فهي مصممة على شكل زعانف السمك، كما أن هناك قطعاً من الفسيفساء على شكل زعانف سمك أيضاً تغطي الأعمدة والمساحة المخصصة للأكل على البار العالي.

المطبخ إيطالي ومتوسطي، يدخل السمك وثمار البحر بجميع أشكالها في معظم أطباقه، ويتمتع بصفة جميلة أنه ورغم موقعه الراقي وديكوره الجميل، فإن المطعم يسوّق نفسه على أنه محل لبيع الأسماك وستكون لديه عدة فروع في لندن ومدن أخرى مثل ميامي ونيويورك.

الأطباق تصلح للمشاركة وتقدم في حاويات من البلور بقاعدة مصممة على شكل أخطبوط أو نوع آخر من الأسماك.

النمط الإيطالي يغلب على النكهات، فالأخطبوط المشوي سيد المائدة، بالإضافة إلى الرافيولي بالسمك وغير ذلك من الأطباق الرئيسة في المطبخ الإيطالي.

المطعم يملك متاجر لبيع الأسماك في كل منطقة فيتزروفيا ونوتينغ هيل وكنزغتون، ومن المنتظر أن يفتح فروعاً أخرى في سانت جونز وود قريباً. فشعار المطعم: «لسنا مجرد محل لبيع الأسماك، نحن أكثر من مجرد مطعم للسمك، نحن السمك بحد ذاته».

وبالفعل هو كذلك، فهو يعتمد على المنتج الطازج، زرنا المطعم بعد أسبوع واحد من افتتاحه في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ويجب الأخذ بعين الاعتبار أنه عنوان جديد وهناك مساحة للتطوير والتحسين في النكهات والمذاق، إلا أنه من الواضح أنه سيكون من العناوين البارزة في مايفير، وسيساعد في ذلك خبرة المشرف عليه الإيطالي سالفاتوري بروكو، الذي كان وراء نجاح مطعم «نوفيكوف» الإيطالي القريب.

إذا زرت المطعم في وقت قريب ستشتم رائحة الكمأة السوداء، لأنها في موسمها الآن، فهي تزين البار العالي وتستعمل في الكثير من الأطباق، لا سيما الباستا وأنواع الرافيولي وغيرها. ولقبها الماس الأسود نسبة لثمنها الغالي، فهي تباع بالوزن ويصل سعرها إلى آلاف اليوروهات.

من الأطباق التي جربناها، سلطة الأخطبوط مع الجمبري، وتونا تارتار (تونا نيئة) مقطعة إلى قطع رقيقة جداً تقدم مع الأفوكادو ولذيذة جداً مع صلصة الصويا، وإذا كنت من محب المخبوزات لا بد أن تجرب الخبز الأسود.

المطعم بديكوره وطريقة تقديمه الأطباق يشبه إلى حد كبير الـ«بيسترو» المتوسطية التي تجدها في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا بستائرها التي تغطي نصف الواجهات الزجاجية المطلة على الطريق لإعطاء نوع من الخصوصية والحميمية.

ويقدم المطعم مساحة صغيرة توزع عليها الطاولات في الخارج مع مدفأة فوق كل منها وتسورها الشتول لفصلها عن الرصيف العام.






المصدر

التعليقات مغلقة.