موقع اخباري عام مستقل معتمد نقابيا

«شاي الفقاعات»… ظاهرة على الـ«سوشيال ميديا» بفضل جيل الألفية-وكالة ذي قار


بمزيج من الشاي المنكه والحليب ولؤلؤ «التابيوكا» ومستخلص من بعض الفواكه يكمن سر مذاق المشروب الشعبي التايواني «البابل تي» أو كما يُعرف بـ«شاي الفقاعات»، في تجربة تعكس مدى التقارب بين الشعوب بفضل الطعام والشراب.

فرغم المسافة بين مدينة تايبيه في تايوان، والقاهرة، غير أنه يمكن لكل من يزور العاصمة المصرية أن يستمتع بكوب من المشروب الشعبي التايواني «البابل تي» المعروف أيضاً بأسماء عديدة من بينها «شاي بوبا» الذي استطاع أن يكسر الحدود ليصبح أحد المشروبات المهمة لجيل الألفية.

في عام 2020 تحول «شاي الفقاعات» إلى رمز رسمي لتايوان وخُصص له يوم وطني حدد بـ30 أبريل (نيسان) من كل عام، حسب «سي إن إن»، وغداً يُقدم كبديل لمشروبات الصودا مع وجبة بيتزا أو كعكة الجبن وغيرها من الوجبات السريعة.

يتميز بمذاقه الطازج

لكن كيف لمشروب رسمي في بلد صغير أن يتحول إلى ظاهرة عالمية؟ يقول أحمد صبري، المدير التنفيذي لشركة «فينج شا» العالمية التي كانت جزءاً من رحلة انتقال «شاي الفقاعات» من المحلية إلى العالمية، إن جيل الألفية كان المحرك وراء وصول هذه الثقافة إلى مصر.

ويضيف صبري لـ«الشرق الأوسط»: «شركة فينغ شا هي كيان صيني عالمي، لديها 1840 فرعاً حول العالم، لكنها طرقت السوق المصري في 2021، وتحديداً جاء فرعها الأول في حي المعادي الذي يضم جاليات عدة من حول العالم بفضل وجود عدد من السفارات هناك».

وأضاف: «جاءت البداية عندما نظمت المدرسة الأميركية الدولية رحلة إلى الصين لزيارة فروع فينغ شا، هنا امتثل القائمون على الشركة لمتطلبات السوق وتطلعاته، وسرعان ما تخطى الحدود الثقافية وهضم الفكرة وباتت جزءاً من ثقافة شبابية عصرية».

ويقدم «شاي الفقاعات» في مصر بالعديد من الأشكال المختلفة، مثل النوع الكلاسيكي والأكثر شعبية في جميع المتاجر، وهو شاي «تايجر شوجر ميلك» والمعروف أيضاً باسم «براون شوجر ميلك».

وتضم أيضاً أنواع شاي الفقاعات أشكالاً ممزوجة بـشاي ماتشا الياباني والشاي التايلاندي والقهوة والشاي المثلج بالفواكه وأي نكهة أخرى، بداية من النكهات التقليدية مثل الشوكولاته والأوريو وصولاً إلى القلقاس.

«لعبت مواقع التواصل الاجتماعي دورا بارزا في صعود هذا المشروب إلى الواجهة»، يقول المدير التنفيذي لشركة «فينغ شا» في القاهرة، ويضيف: «خلال أقل من عامين تحول شاي الفقاعات إلى اتجاه (ترند)، وذلك بفضل جيل الألفية المسيطر على مواقع التواصل الاجتماعي، فنحن أمام جيل لا يخشى التجربة، بل ولا يخشى الإبحار في الثقافات الأخرى، فهو قوة عاملة ومؤثرة في سوق الطعام حول العالم».

حسب تقرير نشرته شركة أبحاث السوق «تيك نافيو» في أبريل (نيسان) 2021، على الموقع الرسمي للشركة، من المتوقع أن تزيد حصة سوق شاي الفقاعات بمقدار 941.72 مليون دولار أميركي من عام 2020 إلى عام 2027، وأضافت الشركة في بيان: «سوف يتسارع زخم نمو السوق بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 6.51 في المائة، لتصل إلى 4.3 مليار دولار بحلول عام 2027».

وعن أسرار مشروب الفقاعات أو «شاي بوبا»، يقول صبري: «هو مشروب شهي يجمع بين الحليب والشاي الأسود المنكه ولؤلؤ (التابيوكا) التي يتم امتصاصها ومضغها، بالإضافة إلى السكر البني، ويتوفر المشروب بعدد ضخم من المذاقات لكن أبرزها هو مشروب (التارو)، واللافت أن التارو هو القلقاس الذي تحول من طبق غير محبب لكثيرين، إلى مشروب عصري طيب المذاق، كذلك، يتصدر قائمة شاي الفقاعات نكهة (البراون شوجر) أو السكر البني التي تعد الأعلى مبيعاً».

شاي تايواني يتحول إلى ظاهرة عالمية

نجاح المشروب في مصر دفع الشركة إلى توسيع خطتها، ويوضح صبري: «بعد تحول البابل تي إلى (ترند)، قررت الشركة دخول السوق المصرية بقوة بـ18 فرعاً، ليس هذا فحسب، بينما التوسع أيضاً في المذاقات المتوفرة».

الشركة الصينية لم تكن الوحيدة في السوق المصري، ما يعكس حالة الرواج، بجانب ذلك تنتشر مقاهي شاي الفقاعات في مناطق متفرقة مثل المعادي والقاهرة الجديدة ومصر الجديدة والزمالك ومدينة الشيخ زايد. وكل مقهى مخصص في شكل من شاي الفقاعات.






المصدر

التعليقات مغلقة.