موقع اخباري عام مستقل معتمد نقابيا

الشيف محمد الباشا يحوّل «المطازيز» إلى رافيولي و«السليق» إلى ريزوتو على الطريقة السعودية-وكالة ذي قار


يعمل على مزج الأكلات الشعبية بالثقافات الأخرى

هل تتخيل أن يكون أرز المندي السعودي أشبه بالسوشي الياباني في طبق «مندي رولات»، أو أن تُدمج أكلة المطازيز النجدية مع المطبخ الإيطالي لتكون النتيجة طبق «مطازيز رافيولي»؟.. كل هذا وأكثر من ابتكار الشيف محمد الباشا، ابن سيهات (شرق السعودية)، الذي يجتهد لإظهار تنوع المطبخ السعودي وإيصاله للعالمية.

وتجذب أطباق الباشا زوار موسم الرياض هذه الأيام في مطعمه الواقع في بوليفارد سيتي؛ حيث يطهو «الحمسة» بطريقة مختلفة مع الليمون الحساوي، ويضع «القرصان» مع لبن الخلفات، ويقدم الكبسة بشكل مبتكر، مؤمناً أن واجبه كطاهي هو نقل ثقافة المطبخ السعودي وتجديده، خاصة مع تنوع المصادر والمكونات التي لا تُقارن بما هو كان قديماً في عصر الأجداد، ويضيف: «نحاول الحفاظ على تراثنا مع التطوير بما يواكب رؤيتنا السعودية 2030».

وتبدو قصة الباشا مع الطهي غريبة، إذ جاءت بمحض الصدفة أثناء دراسته في أميركا عام 2005، قائلاً: «شدتني حينها قناة (فوود نتوورك). كنت أتابعها على التلفزيون بشغف، وأعتقد أنها غيّرت شيئاً بداخلي، فالقناة كانت متخصصة في الطبخ فقط… صحيح أني كنت أمتلك الهواية، إلا أني انبهرت بما تعرضه القناة».

ووصف الباشا لـ«الشرق الأوسط» تجربته آنذاك مع مشكلة شحّ الأكل الحلال وندرة البقالات العربية في أميركا، وهي أمور دفعته دفعاً نحو المطبخ، خاصة مع إعجاب زملائه الشباب بما كان يطهوه، تزامناً مع متابعته لقناة الطهي، وتحديداً برنامج «ماستر شيف» الشهير، مضيفاً: «كانت تشدني الأدوات والمعدات الغريبة التي يستخدمونها أثناء الطبخ، وطريقة تقديم الأطباق، وهذا حفزني لعمل شيء مشابه».

وبعد حصوله على درجة البكالوريوس بتخصص إدارة الأعمال قسم المالية، بدأ الباشا بدراسة الماجستير، وكان يقضي فترة التطبيق العملي حينها في بنك بأميركا يجاور مدرسة الطهي، وفي كل يوم يرى هذه المدرسة خلال طريقه، إلى أن قرر أن يُوقف دراسته، ويذهب للتسجيل في كلية الطهي على حسابه الخاص عام 2010، مردفاً: «من هنا تغيرت حياتي بالكامل، وكنت سعيداً بالمسار الجديد الذي اتخذته».

وفي العام 2012 ذهب الباشا إلى ميامي، وتمكن من خلال شبكة علاقاته أن يعمل في مطعم شهير لاكتساب الخبرة، ثم عمل في مطعم الشيف العالمي خوسيه أندريس، ومع طهاة عالميين من أميركا وإسبانيا وإيطاليا، وبعدها عمل في مطعم «زوما» العالمي للأكلات اليابانية بمدينة دبي، ثم جاء إلى الرياض عام 2018 وعمل في فندق ريتز كارلتون، واستمر فيه إلى العام الماضي، ليعمل اليوم في مطعم «دخنة» في البوليفارد، ويبهر زوار موسم الرياض.

ويؤمن الباشا أن الأطباق السعودية قادرة على مضاهاة ما تتضمنه المطابخ العالمية، مضيفاً: «طبق (السليق) هو أشبه بالريزوتو الإيطالي، والمطازيز يقترب من المعكرونة، وغيرهما كثير». مبيناً أنه عند لقائه بطهاة من مختلف دول العالم يلمح أن الأكلات تتشابه، مع اختلاف البهارات وطريقة عرض الطبق من دولة لأخرى.

لكن؛ ألم تكن الموهبة وهذه الخبرات المتنوعة كافية بدلاً من دراسة الطهي؟ يجيب الباشا: «عندما تكون شغوفاً بشيء معين، فإن الدراسة الأكاديمية مهمة لصقل الموهبة، وأراها جزءاً مكملاً كذلك». وعن رؤيته للمستقبل يقول: «طموحي هو نقل المطبخ السعودي إلى العالمية، مع استدامة تطوير الطهي السعودي لدى الجيل الجديد».






المصدر

التعليقات مغلقة.