موقع اخباري عام مستقل معتمد نقابيا

الكاري معشوق المشاهير حول العالم-وكالة ذي قار


دفع جوني ديب، نجم فيلم «قراصنة الكاريبي» مؤخراً، فاتورة بمبلغ مالي مكون من 5 أرقام مقابل طعام هندي في مطعم «فاراناسي» ببرمنغهام، ما سلّط الضوء على المطبخ الهندي. كذلك أوضحت تلك الفاتورة، وهي بقيمة 62 ألف دولار، الشعبية التي يحظى بها المطبخ الهندي بين نجوم هوليوود. إن حب مشاهير العالم للطعام الهندي ليس بالجديد، فقد أعرب كل من القبطان بيت «مافريك» المعروف بتوم كروز، وصولاً إلى إليزابيث غيلبرت، المعروفة بجوليا روبرتس، عن حبهما للطعام الهندي، خاصة خبز النان ودجاج «تكا» وطبق الـ«ألو غوبي». كذلك يشهد ويل سميث لصالح الطعام الهندي.

تعدّ ليدي غاغا، نجمة البوب، أيضاً من محبي الطعام الهندي؛ حيث ذكرت ذات مرة أنها تستطيع تناول الطعام الهندي كل يوم، مشيرة إلى أن دجاج الـ«مسالا» بالزبد من أكثر الأصناف المحببة إليها. قالت غاغا: «أحب تناول الطعام الهندي، فأنا أتناول الكاري متى استطعت، وأستطيع تناوله كل يوم، لكنني أشعر بقوة البهارات لأني أحبه مليئاً بالبهارات، وأتعرق، لكن من اللطيف أن يشع وجهك بالألق. أرغب في تناول كثير منه، وأن أدخل في غيبوبة طعام».

الطهاة الهنود يكتسحون ساحة الطبخ

كان المطبخ الهندي في عام 2021 ثاني أشهر مطبخ على موقع «إنستغرام»، حتى إنه يتفوق على المطبخ الياباني، الذي يتفاخر بكثرة المنشورات الخاصة به. يأتي المطبخ الهندي خلال العام الحالي بعد المطبخ الإيطالي بفارق ضئيل بأكثر من 3.3 مليون وسم (هاشتاغ). عبّر كثير من الطهاة العالميين عن حبهم للطعام الهندي، بل أجروا تجارب بهدف التجديد والتطوير. عبّر غاري مهيغان، الحكم في برنامج الطهي «ماستر تشيف أستراليا» وصاحب المطعم الشهير، عن حبه للطعام الهندي مرات كثيرة. كذلك قال غوردون رامزي، الطاهي الحائز على نجمة ميشلان، ذات مرة، إنه يرغب في فتح مطعم خاص به في الهند. يحب جيمي أوليفر، الطاهي البريطاني، طبق الـ«دال» الهندي، وهو مفتون بالطهي الهندي؛ حيث قال: «أحب الطهي الهندي، وأجري تجارب في وصفاته لسنوات؛ ورغم أني لست خبيراً، أعتقد أني أبلي حسناً، وأعتقد أيضاً أن طبق (الدال) الجيد من أفضل الأصناف التي يمكن للمرء أن يأكلها». وقد زار ضريح السيخ «بانغلا صاحب غوردوارا» في نيودلهي يوماً ما للمساعدة في إعداد وجبات لنحو 100 ألف شخص.

كذلك تقول روشينا مانشا غيلديال، مؤرخة الطعام والباحثة في هذا المجال، ومحررة تقرير الطعام «غودريج فود تريندز» السنوي؛ يصغي الناس على مستوى العالم إلى أصوات هندية شهيرة، سواء أكانوا طهاة مثل مانيش ميروترا، الذي وضع الكاكايا على قائمة طعامه في نيويورك والهند، أو كيشوار تشودري، الذي قدّم طبق الـ«بانتا بهات» البنغالي (أرز مطهي مغمور ومخمر في الماء)، والـ«ألو بهارتا» (البطاطس المسلوقة المهروسة مع البصل المقلي والثوم والفلفل الحار) خلال مرحلة النهائيات في برنامج «ماستر شيف».
– برامج تلفزيونية

من منصات عرض الأفلام إلى البرامج التلفزيونية، مثل «ماستر شيف أستراليا»، يحظى المطبخ الهندي بشهرة ومكانة على المستوى العالمي. تزداد هذه الإثارة عندما يتم تمثيل الطعام الهندي على منصة محبوبة مثل «ماستر شيف أستراليا». طوال الـ14 موسماً السابقة للبرنامج، قدّم طهاة ذوو أصول هندية النكهات الهندية في مطابخ طهاة بارزين عالميين مثيرين إعجاب ودهشة الحكام والجمهور على حد سواء، وقد فاز كثير منهم في البرنامج بفضل براعتهم في الطهي. من طبق «لال ماس» إلى «بابدي تشات»، تألقت النكهات الهندية في الموسم الـ14 الحالي لبرنامج «ماستر شيف أستراليا».

قدّمت المتسابقة سارة، وهي أسترالية من أصل هندي، للحكام طبق «لال ماس» الأصلي الشهير، الذي يعود إلى ولاية راجستان، وهو لحم الضأن بالكاري المطهي في تنويعات من الـ«مسالا» مع رشة من الفلفل الأحمر الحار، وقد أحبه الحكام كثيراً. أذهلت سارة الحكام أيضاً بطبق الـ«بيل بوري» الهندي الخفيف المعدّ من الأرز المنفوش، والخضراوات، وصوص التمر الهندي المنعش، فضلاً عن أنواع أخرى من الصلصة.

بهارات ونكهات في طبق واحد

كذلك أعدت طبق من الـ«بيل بوري»، وهو صنف من الأرز المنفوش خلال تحدى الـ10 دقائق، وقد حظي الطبق بإعجاب الحكام بشدة. وقال الحكام: «لقد تمكنت من الجمع بين تلك النكهات المركبة في هذا الطبق، وكان البصل النيء مذهلاً، كيف نجحت في القيام بذلك خلال 10 دقائق فقط؟!». بعدما شاركت سارة قصتها، جنّ جنون الهنود بسبب ردود فعل الحكام، ومشاهدة طبق الـ«بيل بوري» في البرنامج؛ حيث سخر البعض من الوقت المخصص لإعداد الطبق، وقالوا إن بائع الـ«بيل بوري» الهندي سوف يعدّه في دقيقة واحدة فقط، في حين قال البعض الآخر إنهم يتناولون هذا الطبق كل مساء مقابل 20 روبية فقط.

كان جاستين نارايان، الفائز في الموسم الـ13 من البرنامج، ذا أسلوب متسّق منتظم؛ حيث لم يخفق أبداً في إبهار الجميع من خلال تقديم نكهات هندية؛ حيث أظهر بعض من أطباقه مثل «تاكو» الدجاج الهندي، والـ«دال بهات»، ودجاج الـ«جالفريزي»، قوته وبراعته في المطبخ وإبداعه في المطبخ الهندي.

يحظى الطعام الهندي بمكانة عالمية حالياً. قال جاستين: «إنه شعور رائع حين يرى المرء طبقاً هندياً أصيلاً يظهر على منصة أجنبية ويثير إعجاب الحكام». كانت ساشي شيليا، التي كانت أول متسابقة من أصول هندية تفوز في برنامج «ماستر شيف أستراليا»، تشتهر بإعداد أطباق لذيذة مثل كاري السمك مع الأرز بالكمون، وقريدس الـ«سامبال» بالرؤوس المقرمشة، وسلطة الأعشاب، وتارت الأناناس الماليزي مع أيس كريم الليمون.

على الجانب الآخر، فاز إيدي سكوت، باللقب في برنامج «ماستر شيف» البريطاني خلال عام 2022، بإضافته الطعام الفرنسي والهندي في الجولة النهائية بالبرنامج. الأهم من ذلك تقديم إيدي لأطباق من حيدر آباد مع طبق فرنسي معدّ من الشيكولاتة. إن فن الطهي متوارث في عائلة إيدي، فبالإضافة إلى والديه، كان والده خبيراً في طهي أطباق البنجاب. قال إيدي إنه يحب طهي طعام البنجاب، لكن عشقه الحقيقي هو للطعام الموغالي، وهو تاريخياً المطبخ الملكي لدلهي القديمة ولاكناو وحيدر آباد.

نظراً لكون الحصول على نجمة ميشلان يمثل الوصول إلى القمة في عالم الطهي، يعد ذلك هدف أي مطعم. تم منح بعض المطاعم الكبرى في العالم هذا التقدير الكبير لتفوقها ضمن فئة ما، ويزخر كثير من المطاعم الهندية بطهاة حققوا هذا المستوى من التميز والتفوق في الطهي لمطاعمهم في أماكن أخرى في العالم. من بين أبرز 32 طاهياً ورائد أعمال ومحباً للأعمال الخيرية وشخصية إعلامية على مستوى العالم تأتي أرثي سامباث، الفائزة في برنامج الطعام الأميركي «تشوبد»، فهي لم تعدّ عشاء فاخراً لبرنامج «بليونيرز كلاب دينر»، الذي استضاف نارندرا مودي، رئيس الوزراء الهندي، في فندق «والدورف أستوريا» بنيويورك فحسب، بل دشّنت شاحنة للطعام خاصة بها في مدينة نيويورك، وشاركت في لجنة التحكيم في كثير من برامج الطهي التي تنتمي إلى تلفزيون الواقع. قالت سامباث: «أعتقد أننا نعود الآن إلى ما كان يأكله أجدادنا؛ حيث نستخدم الحبوب القديمة بشكل أكبر، ونعالج أمراضنا باستخدام طعام الآيورفيدا، ونقدّر (الساديا) الجيدة المقدمة على ورقة موز. بطبيعة الحال هناك تجديد وتطوير؛ حيث يدمج طهاة من جميع أنحاء العالم طرقاً غربية ويستخدمون نكهات هندية لإثراء التجربة».






المصدر

التعليقات مغلقة.