موقع اخباري عام مستقل معتمد نقابيا

شركات الطعام الهندية تعتمد هواة في المنازل بدل الطهاة المحترفين-وكالة ذي قار


قرر مورالي غوندانا، مهندس برمجيات، في سن الـ23 تقريباً، ترك وظيفته في مدينة بنغالور وبدء سلسلة صغيرة للطهي المنزلي. وكانت جدته وخالاته أول من عملوا معه لعلامته التجارية «فود بوكس» Food Box.

وبالفعل، أقامت الأسرة مطبخاً صغيراً في المرآب؛ حيث تعد النساء بولاو (أرز هندي نباتي مختلط) وبودينغ (أرز حلو) ووعاء فواكه. ومن 15 إلى 20 صندوقاً يومياً في الأيام الأولى، تمكنت الأطباق محلية الصنع من تحقيق نجاح فوري كبير. الآن، بعد 7 سنوات، ارتفع عدد العاملين في علامته التجارية إلى 27 محترفاً وطاهياً. وهناك 30000 عميل مسجل في جميع أنحاء بنغالور يحصلون على خدمات من الشركة.

قال مورالي: «بعد شهر من انطلاق العمل، طلب نارايان مورثي، رجل الأعمال وأحد مؤسسي شركة إنفوسيس، الطعام منا. وطلب الطعام في مناسبات متعددة منذ ذلك الحين». جدير بالذكر هنا أن نارايان مورثي هو والد زوجة ريشي سوناك، المرشح في السباق الانتخابي على منصب رئيس الوزراء في إنجلترا.

وجبات معدة في المنزل

بأيدي طهاة من المنزل

اليوم في صناعة الأغذية الهندية المتطورة باستمرار، أصبح الطعام الذي تعده الأم شيئاً من الماضي. ويقدم كثير من الشركات الهندية الناشئة أطعمة مغذية معدة منزلياً ووجبات خفيفة، حتى مشروبات بأسعار معقولة. ودفع العشق الهندي المعروف للطعام مجموعة من رواد الأعمال الشباب ممن يخالجهم الحنين إلى الماضي لإبداع صور حديثة للوصفات التقليدية.

من ناحيتهم، أراد بين ماثيو وراكيش ساسيدهاران وروشني جوزيف تقديم الطعام المطبوخ في المنزل، الذي يتمتع بمكانة خاصة في نفوس كثير من الهنود. الأمر الذي دفعهم لإطلاق شركة «كوريفول».

وتسعى الشركة لبناء مصدر أساسي للطعام المنزلي اليومي داخل الهند، وتوفر طعاماً صحياً جرى إعداده داخل المنزل، أعدّه طهاة منزليون مبدعون. ويجري تحضير هذه الوجبات بمكونات جيدة ومن دون مواد حافظة، ويمكن طلب هذه الوجبات على الفور وتحضيرها طازجة وتسليمها في غضون 40 دقيقة.

من ناحيته، أوضح بين ماثيو أن «كوريفول» توفر حلاً لمشكلتين تنفرد بهما الهند، مضيفاً أنه اليوم يتقدم العملاء بكثير من الطلبات، و70 في المائة من هذه الأعمال (التي من المتوقع أن تصل إلى 30 مليار دولار في الهند بحلول عام 2022، وفقاً لتقديرات مؤسسة «سي إل إس إيه») يرتبط بالأطعمة التي يكثر عليها الطلب، وتطرح بأسعار معقولة. وتعتبر هذه الأطباق المعدة منزلياً لأغراض تجارية عادة غير صحية بسبب المستويات العالية من المواد الحافظة والزيوت والتوابل فيها.

عملية إعداد الشيف المنزلي ليست صعبة للغاية، حيث يوقع الطهاة الطموحون اتفاقاً يسرد الشروط والأحكام وسياسات النظافة التي يمكن للطهاة بعدها البدء في الإعلان عن منتجاتهم.

ومن جانبه، قال بين: «هناك عدد كبير من النساء الحضريات في الهند يعملن في إعداد الطعام من المنزل، ومعظمهن يقدمن طعاماً أفضل بكثير من المطاعم العادية عبر منصات الإنترنت. لذا، أدخلناهم في القوى العاملة. ونظراً لأن طهاة المنازل لا يتحملون تكاليف العقارات أو القوى العاملة أو رأس المال، فإنهم قادرون على بيع وجباتهم بسعر أرخص بكثير من المطاعم. علاوة على ذلك، يتولى كل طاهٍ في المنزل إعداد أطباق فريدة تبعاً لثقافته ومأكولاته. الأمر الذي لا توفره المطاعم».

وصفات هندية مبتكرة وعصرية

الصلصات والوجبات الخفيفة

كان اكتشاف سومياديب بمحض الصدفة في متجر بقالة محلي، ما أوحى نهاية الأمر بفكرة شركته الناشئة، حيث كان يبحث عن الصلصة المصنوعة منزلياً، التي كانت تقليدياً عنصراً مهماً من المطبخ الهندي.

وفي وقت قريب، أطلقت العلامة التجارية صلصة «نولين غور» السائلة في زجاجة ضغط مماثلة لشراب الشوكولاته «هيرشي».

في هذا الصدد، قال سومياديب موخيرجي، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك في شركة «سبايس ستوري»: «لقد ترعرعنا، وقد اعتدنا على أنواع مختلفة من الصلصات والمخللات في منطقتنا. وإدراكاً منا لهذه الحاجة، أردنا تقديم حل عصري لعملائنا الذين يفتقدون للوصفات التي أعدتها جداتهم».

بدأ المشروع بـ3 منتجات فقط، وأصبح اليوم يوفر ما يقرب من 15 نوعاً مختلفاً بأسماء جذابة، مثل «كولكاتا مانغو مسترد أدفنتشر» و«ديليوالي سبايسي مينت تشوتني» و«إندوري ليمون» و«أغرا كي ساونث» و«مومباي شيزوان ميهيم».

تعتمد الشركات الغذائية الهندية الناشئة على الطهاة في المنازل بدلاً من الطهاة في المطاعم

في الواقع، إنه في ظل عالم سريع الخطى، مع كل ما يحمله من مواعيد نهائية وجداول زمنية صارمة. في كثير من الأحيان، ينتهي بنا المطاف إلى تجاهل صحتنا. والمؤكد أن الانغماس في وجبات خفيفة غير صحية على مدار اليوم يسبب مزيداً من الضرر لنمط حياتنا. وهنا، نجحت شركة «سناكيبل» في إحداث ثورة بمجال صناعة الوجبات الخفيفة الهندية، من خلال طرح مجموعة من الوجبات الخفيفة الممتازة بأسعار معقولة.وتتضمن قائمة الطعام الخاصة بهم عناصر مثل الحمص المكسيكي المحمص وألواح الطاقة المصنوعة من الشوكولاته الداكنة والفول السوداني الهالبينو، وغيرها الكثير، تم إنشاؤها من الصفر بمساعدة متخصصين في مجال الطعام وخبراء التغذية.

من ناحية أخرى، بعد أن درس في جامعة كارديف بالمملكة المتحدة، صرح أديتيا سانغفي (27 عاماً) المؤسس أنه لاحظ أن هناك أنماطاً معينة لتناول الطعام كانت شائعة في جميع أماكن العمل. وقال: «ما فهمته أنه بعد ساعتين من استراحة الغداء التي طال انتظارها، غالباً ما بين الساعة 4:30 و6 مساءً، ستجد كثيراً من الزملاء يتناولون جميع أنواع الوجبات الخفيفة غير الصحية، بدءاً من الوجبات الخفيفة المقلية التي يجري توصيلها من جانب الباعة المتجولين الذين يقفون على جانب الطريق إلى الوجبات الخفيفة المجهزة والمعبأة». في الوقت الحالي، تحقق «سناكيبل» نمواً في إيراداتها يتراوح بين 25 و30 في المائة شهرياً.

جعل الهند صحية

تقدم شركة «مالاكي» الهندية الناشئة المياه المشحونة بالذهب عيار 24 قيراطاً، بجانب بعض أنواع الشاي الفاخرة، التي تشمل شاياً مخصصاً للحفاظ على اللياقة البدنية، وآخر يخفف حدة التوتر، والشاي الأخضر، وشاياً للتخلص من السموم، والشاي المغربي.

فيما مضى، اعتاد الناس وضع الماء في عبوات من الذهب لجني فوائد صحية، حسبما قال آشيش بهاتيا، مؤسس شركة «مالاكي». وأضاف: «يمثل هذا امتداداً حديثاً لهذه الفلسفة، ونحن أول علامة تجارية آسيوية تقدم مثل هذا المنتج».

ويقال إن المياه المشحونة بالذهب تساعد في علاج الربو والتهاب المفاصل وأمراض الجلد وزيادة القدرة على التحمل والاسترخاء. عن هذا، قال بهاتيا: «المياه المشحونة بالذهب لها فوائد كثيرة. إنها هدية رائعة، خاصة لأولئك الذين لا يحتسون الكحول».

وبالمثل، تتولى شركة هندية أخرى تعبئة المياه القلوية التي تستهدف الأشخاص الحمضيين. ويتسم هذا الماء بأنه أسود اللون بشكل طبيعي، ويبدو السائل مثل الكولا، لكن طعمه مثل الماء العادي.

وتشكل المياه القلوية النقية الأساس الذي تقوم عليه منتجات شركة «بي إل كيه»، ويجري الحصول عليها من مجموعة من الينابيع ومستودعات المياه الجوفية في الولايات المتحدة وكندا.

وأوضح ديكشيت جانب، مدير «بي إل كيه»، أن «هذه المياه قلوية عند المصدر وتتدفق عبر جذور النباتات التي تحتوي على معادن فولفيك، هذه المعادن تضفي عليها لونها الداكن. وتحتوي مياه (بي إل كيه) على 77 من المعادن النادرة والأحماض الأمينية والإلكتروليتات الموجودة في الطبيعة، ولا تجري إضافة صبغات أو ألوان للمياه».

وبالمثل، تخلت آرتي غيل، خريجة معهد إلينوي للتكنولوجيا، عن وظيفتها كي تطلق شركتها الناشئة «أوزفيا»، وهي علامة تجارية متخصصة بمجال التغذية النباتية.

وتطرح الشركة مجموعة متنوعة من المنتجات المصنوعة من المستخلصات النباتية. وعن الجمع بين الأيورفيدا وعلوم الغذاء الحديثة، قالت آرتي إن هدفهم تمكين الناس من اتخاذ خيارات حياة أفضل وأكثر صحة. والأيورفيدا عبارة عن أعشاب ونباتات لها تأثيرات طبية. «نستخدم هذه الأعشاب وبمساعدة العلم الحديث، نتولى استخراج العناصر الغذائية».

أيضاً، توفر شركة «هيلثي» الناشئة في دلهي وبنغالور ومومباي وحيدر آباد وجبات حضرية صحية، وتتميز بطابع هندي.

وبالمثل، تتولى شركة «يوسترنكث» توفير وجبات صحية لعملائها الذين يضمّون عدداً من نجوم بوليوود، سوناكشي سينها، ومالايكا أرورا، وبوبي ديول، تحمل طابعاً شخصياً، وتختلف عن الأخرى المتاحة عبر الإنترنت.






المصدر

التعليقات مغلقة.