موقع اخباري عام مستقل معتمد نقابيا

ملك ذكري تحتفل بالأعياد بـ«كيكة» على شكل لوحة فنية-وكالة ذي قار


ذهبت إلى إيطاليا لتعلم هندسة الغرافيك لتعود طاهية حلوى بامتياز

كيكة حمراء مزينة بشجرة عيد الميلاد الخضراء، ومدونة عليها أمنيات تتوق إلى عالم هادئ مستقر، هكذا تتمنى الطاهية المصرية، ملك ذكري، أن يستقبل المواطنون حول العالم عامهم الجديد.

صحيح أن العالم يعاني أزمة اقتصادية طاحنة، إلا أن الطاهية الشابة قررت أن تجلب السعادة دون إرهاق ذات اليد، فابتكرت أشكالاً جاذبة لكيكة تناسب عيد الميلاد بأحجام متفاوتة، وتتدرج وصولاً إلى تلك المكونة من طبقات عدة لتجمع شمل العائلة في ليلة يغمرها دفء المحبة، وسط نسمات باردة إيذاناً بقدوم العام الجديد.

رحلة ملك مع تحضير الكيك بدأت بشغفها للفن، وكمصممة غرافيك، دشنت مشروعاً أطلقت عليه «كيكة»، ومن هنا بدأت رحلة يغمرها البحث عن الطعم الجذاب.

ما تقدمه ذكري هو مزيج بين المذاق الطيب في كيك صنع بدقة، وبين التصميم الرائع، لتغازل الشهية عن طريق العين، فهي تؤمن أن «العين تأكل أولاً».

رحلة التصميم والطهي بدأت في بلد الفنون والأكل، إيطاليا، وتروي الطاهية الشابة تفاصيل الصدفة التي دفعتها لإطلاق مشروع لتحضير الكيك، وتقول: «منذ صغري، وقعت في غرام الفن، ولا سيما تصميم كل ما هو جميل، أرى في هذه الرحلة تحدياً، أما المطبخ فكان بعيداً عن خيالي».

وتضيف: «سافرت إلى إيطاليا لدراسة تصميم الغرافيك، السفر لم يكن بغرض الحصول على شهادة مرموقة فحسب، لكن تعلمت هناك فنون الطهي البسيط ومعادلات المذاق الدقيقة، عشقت المطبخ عن طريق الصدفة، ووسط وحشة الغربة كان العجين والخبز مقصدي، يشعرني بالدفء والحميمية التي افتقدها في غياب أسرتي».

رسالة تهنئة بالعيد مصنوعة من السكر

قد تكون المخبوزات من أصعب أنواع الطهي، والكيك الطيب لا يخرج إلا من امتزاج جيد بمقادير دقيقة بين الطحين والزبدة مع البيض والحليب والسكر ورشة من أسرار الطاهي.

وعن سر «كيكة»، تقول ذكري: «تناولت في إيطاليا كيكاً له مذاق سحري، بسيط في تكوينه، عميق في نكهته، غير أن مصر رغم تاريخ مطبخها، لا تقدم هذا التنوع والبساطة في صناعة الحلوى، لذلك شملت مهمتي في هذا البلد الأوروبي تعلم تصميم الغرافيك، وأصول تحضير أنواع الكيك، وبمجرد رجوعي مصر أطلقت مشروع (كيكة)، ومع اقتراب الاحتفالات بعيد الميلاد، ابتكرت أشكالاً على شكل شجرة الكريسماس».

مصر تكتظ بمحالّ الحلوى وأصناف الكيك، حتى إنها باتت سوقاً جاذبة لأنواع الحلوى الآسيوية والأوروبية، لذلك مهمة التميز ليست سهلة، تقول الطاهية الشابة: «لا أعتبر نفسي صانعة حلوى فحسب، بينما كل قطعة كيك بالنسبة لي هي لوحة فنية، أمزج فيها شغفي بالتصميم، وفي الوقت ذاته أبحر في فن تحضير الحلوى، لأغازل الحواس الخمس، من خلال مزج الألوان وإضافة مذاقات خاصة تفوح منها روائح تثير الشهية، كل هذا يغطي طبقات هشة من الكيك، مهمة عويصة، ولكنها متعتي».

تحضير الكيك المزدان بالألوان والرسوم، اتجاه ليس جديداً، فثمة محال شهيرة ومشروعات خاصة تشكل بعجين السكر والألوان إبداعات لا حصر لها، غير أن ذكري لا ترى في هذا الاتجاه أمراً مميزاً، وتقول: «أرفض تماماً استخدام عجينة السكر، لأنها لا تؤكل بسبب مذاقها وقوامها، فقط تُستخدم لجذب العين، كما أن أغلب ما يُقدم تحت عجين السكر يكون كيكاً جافاً ومتماسكاً أكثر من المطلوب، غير أن المذاق الشهي لن يتحقق إلا في طبقات هشة وخفيفة».

وعن سرها في المزج بين الشكل والمذاق، تقول: «أعتمد استخدام ألوان خاصة بالأكل، داخل تصميم مستوحى من اتجاه معين، ربما حقبة زمنية مثل السبعينات، أو لوحة فنية، حتى مناسبة مثل أعياد الميلاد، كذلك الطبيعة، فهي ملهمتي الأولى، فما أجمل أن تمتزج الألوان الطبيعية مع أجنحة الفراشات وبتلات الزهور». وتردف: «التصميم والألوان يلتف حول طبقات الكيك الناعم الشهي المزود بمذاقات. مثل الفانيلا، والحليب المكرمل، والشوكولا، وأكثر ما يميزنا نكهة الدولتشي دي ليتشي».

منذ البداية، وضعت ذكري الزبون في المقدمة، كانت تستهدف خلق علاقة إنسانية ومباشرة تعزز الشعور بالخصوصية لكل زائر يمر بمتجر الحلوى الخاص بها، وتقول: «كل قطعة كيك لها حكاية، ليست من وحي خيالي، بينما هي قصة شخص، أحاول باستخدام الألوان والورود، وربما حبات اللؤلؤ، أن أعكس مشاعره».

كيك على شكل باقة من الزهور

وتردف: «إذا كانت الكيك مصنوعة للاحتفال بعيد ميلاد فتاة صغيرة، أذهب إلى التصاميم الملائكية بألوان الفتيات المحببة، ثمة زبائن يتمتعون بخيال خاص، أتبادل الحديث معهم لأترجم الأفكار إلى طبقات من الكيك الهش المزين بألوان عالم من الخيال».

ومن الاتجاهات التي تميزت بها «كيكة» هو خط «الفينتاج» الذي يبحر في الماضي ويستحضره ليشاركنا عالم الفضاء الإلكتروني، تقول ذكري: «صنعت كيك الريترو المستوحى من عقود مضت، غير أن الحنين ما زال يدفعنا لاستقطاب الذكريات». كذلك «احتفلنا بعيد الأم بـكيك مستوحاة من باقة الزهور، وفكرت في تحويلها إلى قالب كيك يحمل معاني الامتنان ويذوب لمذاقه القلب».

وإذا كانت الأزمة الاقتصادية عصفت بقدرة العائلة على التجمع حول مائدة عليها ما لذّ وطاب من الديك الرومي وأصناف اللحم البارد والساخن، فإن حلوى الكريسماس باقية لتدخل الفرحة على القلوب بدون تكاليف باهظة.

تقول ذكرى: «أعياد الميلاد واستقبال العام الجديد هي مناسبة شديدة الخصوصية، لأنها ربما تكون الوحيدة التي لا يختلف عليها بلد حول العالم، في اليوم والساعة والدقيقة، الجميع يحتفل ويطلق أمنياته، ولأنني أتوق لعالم قادر على العطاء والمحبة والتآخي، اعتادت (كيكة) أن تقدم غالبية منتجاتها في الكريسماس على شكل هدايا، كما تفعل في عيد الأم».

تتجهز الطاهية الشابة وفريقها لعيد الميلاد بكيك مزدان برموز هذه المناسبة، ولا سيما شجرة الكريسماس التي ترمز للهدايا والعطاء وتحمل أمنيات العالم أيضاً: «مراعاة للظروف أقدم أصغر أنواع الكيك، ليكفي من فرد واحد وصولاً إلى أسرة كبيرة، الغرض أن تتحقق السعادة ونحتفل دون أي إهدار، العالم يعيش مرحلة عسرة تتطلب تكاتف جميع الجهود، ونظرتنا للنعم تغيرت فأصبحنا أكثر تقديراً لها».






المصدر

التعليقات مغلقة.