موقع اخباري عام مستقل معتمد نقابيا

الطهاة في الهند… كلٌ يطبخ على قناته-وكالة ذي قار


الطهي على الإنترنت يعيش أفضل أيامه ومدارسه تنتعش

مع التزام الناس في منازلهم بسبب فيروس كورونا، وعلى غرار كثير ممن يفضلون طهي الطعام في المنازل، يعرض العديد من الطهاة ومحترفي مهنة الطهي – ممن أغلقت مطاعمهم أو تقلصت لديهم طلبات الطعام إلى المنازل – دورات الطهي عبر شبكة الإنترنت مع الملايين الذين شرعوا في صقل مهارات الطهي لديهم بالاستفادة من تلك الدورات.

ومن الحالات التي يمكن الاستشهاد بها على المستوى العالمي وتتعلق بالطهاة الكبار من أمثال غوردن رمزي، وأنتوني بوروفسكي، وتايلر فلورنس، الذين يواصلون العرض على الإنترنت مع تقديمهم مختلف المهارات المكتسبة في الطهي عبر الدورات، والعروض عبر منصات التواصل الاجتماعي المتنوعة، من شاكلة قنوات «يوتيوب» على سبيل المثال، مع المزيد مما يقدمونه لتعليم الناس فنون الطهي. إلى جانب عدد من التطبيقات المجانية والمدفوعة التي يمكن للجميع الاستفادة منها في تحديث مهارات الطهي في المطبخ بصرف النظر تماما عن مستوى الخبرة.

وهناك أمر مماثل لذلك يحدث في الهند، والتي تحتل المركز الأول بين أولئك الذين يتابعون مقاطع الفيديو ذات الصلة بالطهي وفقا لمعدلات المشاهدة على موقع يوتيوب لمشاركة مقاطع الفيديو، والذي يدرج الطعام بين أفضل خمس فئات من أكثر المواد شيوعا وتداولا على قنواته. وتصدرت ربات البيوت، والطهاة الهواة، والطهاة المحترفون في الهند تلك القوائم كأفضل بعض المساهمين بالمحتويات الجيدة في عالم الطهي على الصعيد العالمي.

ومن تداعيات تفشي الوباء المستجد في المنازل اندفاع الصغار والشباب وحتى الكبار إلى داخل المطابخ. وبعض الطهاة يتقدمون ببعض النصائح الاستثنائية البسيطة لمعاونة هؤلاء الطهاة غير المؤهلين، مع وصفات الطهي التي تستلزم جهدا أدنى ومكونات أقل.

مع أن العالم قيد الإغلاق، وفي حين توافرت بعض البقالة، والفواكه، والخضراوات في بعض المدن في جميع أرجاء العالم، فإنها نادرة الوجود في مدن أخرى. ويقول خبير الطهي المخضرم تشاندري بهات: «أعتقد أنه من المهم أن يكون الطعام لذيذا ولا بد من وجود بعض التنوع لنزع الكآبة التي تفرضها حالة الإغلاق الراهنة».

وفي كل يوم، يشارك الشيف الهندي البارز رانفير برار مقاطع الفيديو التي تصور الوصفات المريحة وسهلة الإعداد على منصات التواصل الاجتماعي الخاصة به تحت وسم [كتاب الطهي خلال الإغلاق مع الشيف برار – [ #RBLockdownCookbook ]. ومما يُضاف إلى ذلك، فإنه يستضيف جلسة للدردشة مع المتابعين لمدة 45 دقيقة يوميا – تحت وسم [الزم بيتك مع الشيف برار – [ #BeHomeWithRB ] – على منصة «إنستغرام لايف» مع عدد من المشاهير والشخصيات البارزة من أمثال الموسيقار شانكار ماهاديفان، والشيف فينيت بهاتيا، والشيف سانجيف كابور.

وعلى نحو مماثل، كان للشيف فينيت بهاتيا دور مؤثر في تعريف العالم أجمع بالمأكولات الهندية من خلال سلسلة مطاعمه ومؤلفاته. أما الآن، ومع احترام فروض التباعد الاجتماعي إثر الإغلاق بسبب وباء كورونا، يستعين الشيف الهندي المقيم حاليا في لندن بمنصة «إنستغرام» في مواصلة مهمته في تقديم الأطباق الهندية اللذيذة.

واستنادا إلى أوقات المشاهدة، فإن اثنتين من أفضل عشر قنوات لفنون الطهي في يوتيوب على مستوى العالم تنطلقان من الهند. وعلى نحو مماثل، فإن أربع قنوات من أفضل عشر لفنون الطهي في يوتيوب على مستوى قارة آسيا تخرج أيضا من الهند، الأمر الذي يجعل منشئو محتوى الطهي المحلي في الهند هم من أبرز المساهمين في ذلك المجال على مستوى قارة آسيا وعلى صعيد العالم أجمع. يقول غوتام أناند، مدير المحتوى وعمليات آسيا والمحيط الهادي في يوتيوب: «تزدهر مقاطع الفيديو الخاصة بالطعام والطهي على يوتيوب، مع محتوى الطهي وحده من بين أفضل عشر فئات الأكثر مشاهدة على مستوى العالم».

ويصف الشيف سارانش غويلا برنامجه الحواري على منصة «إنستغرام لايف»، بعنوان «صباحكم مع غويلا»، بأنه من الجهود المتواضعة لمحاولة نشر الفرح والبهجة في الأوقات العصيبة مع تعزيز شعاره الذي يقول «معزول ولست بمفردي». ويستضيف الشيف غويلا البرنامج بالبث الحي المباشر من داخل مطبخه رفقة عدد من الشخصيات الشهيرة من مختلف مناحي الحياة – من الشيف سانجيف كابور وإلى براجاكتا كولي صانعة محتوى يوتيوب المعروفة – حيث يتحدثون عن كيفية تعامل كل منهم مع الأوضاع الراهنة، وماذا يأكلون يوميا، والكثير من ذلك. وفي مقابلة شخصية أجريت مؤخرا، ونشرها الشيف غويلا، قال: «تدور الفكرة حول بداية اليوم بملاحظة إيجابية، حتى يمكن للناس قضاء بقية اليوم بحالة من السعادة والمرح قدر الإمكان».

ونقلت سانجانا باتيل، المخرجة الإبداعية والطاهية التنفيذية لدى سلسلة مطاعم «لا فولي»، دروس الطهي والمعجنات إلى منصة «إنستغرام» لمشاركة الوصفات يوما بيوم بهدف مساعدة الناس على الاستمرار في ممارسة الطهي المنزلي. وقامت السيدة باتيل بنفسها، وبمساعدة من الشيف ذهبية مختار، في نقل الدروس والتقنيات الأساسية فضلا عن الموضوعات المتقدمة من عالم المعجنات وصناعة الشوكولاته والمخبوزات.

تقول الشيف باتيل: «يغطي منهجنا عدة موضوعات لصناعة الشوكولاته، والمعجنات، والمخبوزات، والخبز، والوصفات العالمية، والإقليمية، والدورات المناسبة لمختلف النظم الغذائية وطرق تزيين الأطباق». وأضافت الشيف باتيل تقول: «تشتمل دورة (ماستر كلاسيس) على فن تزجيج الطعام، وأسس المعجنات الهندية، وصناعة الشوكولاته البلجيكية، وأساسيات العجائن المخمرة، والمخبوزات الصحية، والسفريات، وكعك الشاي».

وتمتد فصول الطهي الدراسية بين 3 إلى 6 ساعات، اعتمادا على درجة صعوبة المحتوى المقدم. وللاشتراك في أي من هذه الدورات، يحتاج المرء إلى زيارة موقع [ www.theclassroombylafolie.com ]، وسوف تصل إليه رسالة تخبره بالمشاركة في الدورة عبر الإنترنت من خلال تطبيق «زووم».

وقالت الشيف غاياتري شارما إنها افتتحت قناة يوتيوب منذ عام 2008 لتشجيع الناس على إعداد الأطعمة محلية الصنع. وركزت جهودها على الفيديوهات التعليمية المخصصة بصورة أساسية للطلاب الذين يعيشون في نُزُل الشباب والذين لا يتقنون فنون الطهي. ومن الناحية الشخصية، فإن صلصة الطماطم هي المفضلة لديها، مع دروس حول بيتزا الخبز، وحلوى الراسغولا، قد لاقت أصداء طيبة لدى الشباب والنساء على حد سواء.

ولا يتعلق الأمر بالمحترفين فقط من الطهاة، وإنما طهاة المنازل أيضا الذين يحصلون على قدرهم المعتبر من التقدير للمدونات، ومقاطع الفيديو الخاصة بالطهي من المنزل.

ومن أمثلة ذلك، هناك نيشا مادوليكا، 54 عاما، من مدينة نويدا، وغيتاري شارما، 40 عاما من مدينة مومباي، وكلتاهما من ربات البيوت، وهما من بين الذين أدرجهم موقع يوتيوب على قائمة «أفضل الطهاة». وتقدم نيشا مادوليكا وصفاتها باللغة الهندية لتقديم الوصفات النباتية اللذيذة في دروس الفيديو الخاصة بها، ولقد حازت على أكثر من 40 مليون مشاهدة حتى الآن.

تقول المدونة شيترا سيندهيل، المقيمة في بنغالورو، على موقعها [www.chitrasfoodbook.com]، والذي نشرت عليه كتابا جمعته عن وصفات الطهي النباتي الهندي أثناء الإغلاق: «ألاحظ أن العديد من العائلات يرجعون حاليا إلى الوصفات القديمة من زمان أجدادنا أثناء الإغلاق. ونظرا لأن الناس الذين ينتمون إلى شرائح عمرية مختلفة يواصلون الطهي بنشاط الآن، فإنني أركز جهودي على الوصفات النباتية المناسبة لوجبات الغداء والعشاء معا».

وأضافت شيترا سيندهيل تقول: «تسبب الإغلاق العام في جعل الفتيان والشباب يفهمون مدى الجهد المبذول في المنزل من أجل إعداد حتى أيسر الأطباق، وألاحظ أنهم شرعوا تدريجيا في إظهار اهتمامهم بالطهي».

يرفع الشيف الهندي رامكي شعار «طبخة واحدة في وعاء واحد» مع المزيد من الرقة والتواضع الجم. ومع ذلك، فإن معاونة مجتمع من المشاركين يضم نحو 100 ألف متابع على الإنترنت من عشاق الطهي والطعام ليس بالأمر الهين. حيث تنقسم ساعات الاستيقاظ للشيف رامكي بين العروض على الإنترنت لأجل المتابعين على منصات «فيسبوك» ويوتيوب، فضلا عن ورش العمل، وطهي وجبات «الوعاء الواحد» البسيطة لنفسه في وعاء الضغط الخاص على موقد التسخين بالتحريض.

في أوقات الأزمات يكون البقاء على قيد الحياة هو مفتاح النجاة. ويعتبر الإغلاق العام من المناسبات الفريدة للغاية بالنسبة إلى كثير من الناس الذين كانوا يعتمدون بصورة كبيرة على تناول الطعام في المطاعم أو عبر خدمات التوصيل إلى المنازل. والهدف من وراء ذلك يكمن في تمكين الناس من الطهي داخل المنزل باستخدام كل ما بحوزتهم في غرف المؤن المنزلية.

يعتبر معهد ميكا – المعروف سابقا باسم معهد مودرا للاتصالات في مدينة أحمد آباد الهندية – واحدا من أول المعاهد البارزة التي شهدت ارتفاعا ملحوظا في عدد الأشخاص المسجلين في مختلف الدورات الدراسية عبر الإنترنت. وتقول السيدة أنيتا باسالينغابا، مسؤولة برامج الدراسة على الإنترنت في معهد ميكا: «هناك زيادة كبيرة في الاستفسارات وحالات الالتحاق بمختلف برامج المعهد عبر الإنترنت. ولقد شهدت البرامج الحالية على الإنترنت ارتفاعا في حالات الحضور وأعلى نسب المشاركة، حيث أصبح أغلب المتعلمين الجدد يعملون الآن من منازلهم».





المصدر

التعليقات مغلقة.